بقلم : يوسف رجا الرفاعي
أن ترى أخاك يُذبَحُ امام عينيك ظلماً وَعَدْواً جهارا نهارا
مِن قَتَلةٍ اجتمعوا عليه من كل حدب وصوب نصرةً للمعتدي ثم تُصَرِّحُ بقولك المُستَفِزّ بأنك انما تمارس النزاهة والعدالة والحياد فاعْلَم بأن قولك مُخجِلٌ ومُحزنٌ في آن معاً واعلم بأنه الخُذلان والخُسران ،
يا صاحب النزاهة والحياد الا تسمعُ رعاة الديموقراطية المُزيَّفة الذين هم سادة الارض بالاكراه يتوعدون ويهددون محكمة العدل الدولية وقُضاتها اذا قَضَوا بالعدل على اولئك الاشرار !! يهددونهم بالويل والثبور والعقاب والتدمير يهددون اولئك الذين ربما بهم بقية من عدلٍ بعظائم الأمور ، ثم تخرج علينا مُعلناً عدالتك ونزاهتك ومعلناً الحياد !!

الا تسمع ايها المحايد النزيه ان أنظمة العالم كلها "مع احترامنا لكل شعوب هذه الانظمه " الا تسمعهم وتراهم رأي العين وهم يَمُدُّون الباغي المعتدي الظالم بالمال والسلاح ويحمونه بقوانينهم العوجاء ؟
اي نزاهة هذه واي حياد !! في مثل هذا الموقف وفي هذا الوقت بالذات !! وانت ترى العالم ينحاز تحت سمعك وبصرك الى الباطل وانت تعلنُ الحياد !!
اعلم ايها المحايد النزيه العادل انهم لو رأوا فيك رائحة عدلٍ او حياد او رأوا فيك بقايا رائحةٍ مِن نخوةِ ( ولو كانت جاهلية ) ما تركوك تتفوه بكلمة او تلتفت بعينك مُشفِقاً ولجعلوك ارهابياً مجرماً .

ايها المحايد النزيه يا من ترى ان لا فرق بين ظالم ومظلوم وانك تنظر بعين العدل والمساواة بين القاهر بجبروته ودعم الظالمين له وبين المظلوم الذي تآمر عليه المتآمرون يا من نزاهتك جعلتك ترى انك بفعلك هذا تُحسن صُنعا ، الا تسمع انهم سيُعاقِبون النزاهة كلها من قمة رأسها الى اخمص قدميها ؟
فكيف ستنجو مِن عقابهم إن كنت كما تقول انك
نزيهاً وعادلاً ومحايدا ؟ أم إتَّخَذتَ عندهم عَهدا !!!

نشد على يديك يا ايها الذي مِن خلالك فقط رأينا ونرى ورأى ويرى العالم ولو جزءا من الحقيقة لما يجري على الارض من عدوان وحرب اجرامية ظالمة تداعى لها وانضَمَّ اليها كل قوى الشر من مشارق الأرض ومغاربها مَن كان يَدَّعى النزاهة والانسانية وحقوقها ومَن كان في عيوننا محايدا رايناهم كلهم وقد اجمعوا امرهم على قتل كل بريء وكل شيخ وكل طفل وامرأة ولم تاخذهم فيهم شفقة ولا رحمة ولا عدلا .

ما نرجوه هو ان تبقى النافذة التي مِن خلالها نرى ما لا يُسمح به ان يُرى ويُسمح للباطل ان يُعرَضَ على الناس لتشويه الصورة والحقيقة فانت الذي فيك الامل وفيك الرجاء لتبقي منبراً يُطِلُّ الشُرَفاء من خلاله على الناس، ان قرار العدو باغلاق هذا المنبر انما هي الشهادة الكاملة بان هذا المنبر يعمل بعكس ما يريده الاعداء وأن هذا دليل قطعي على ان كل ما يُعرض للناس من باطلٍ وزيفٍ مَرضِيٌ عنه وان هذا المنبر ليس ككل المنابر ، وربما ارادوا ارتكاب جريمةٍ اضافةً لجرائمهم ولا يريدون شاهداً عليها يعرضها للناس كما يفعله هذا المنبر الذي يتم محاربته علناً وبصورة فاضحه ،
ونرجوك ان لا تُفصِح عن عدلك ونزاهتك وحيادك في هذا الوقت وفي هذه الحرب الفاصلة الكاشفة التي لا مكان فيها سوى لفريقين"فريق الحق وفريق الضلال"
والخاسر الاكبر مَن وقَفَ او ما زالَ واقفاً على الحياد .
يوسف رجا الرفاعي