07-05-2024 08:52 AM
بقلم : هاشم الخالدي
تابعت خلال اليومين الماضيين مقابلتين على قدر كبير من الأهمية لجلالة الملكة رانيا العبدالله .
المقابلة الأولى كانت مع الإعلامية جوي ريد لقناة "ام اس بي سي" الامريكية والثانية مع الإعلامية الامريكية الشهيرة مارغريت برينان في برنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة "سي بي سي" في نيويورك وهو برنامج امريكي يشاهده الملايين.
ما قالته جلالة الملكة كان مهما للغاية فهي كشفت بلا أي مجاملة أزدواجية التعامل الأمريكي مع "إسرائيل" وهو في صلب القضية وصلب الصراع العربي الاسرائيلي التي نعيشه كل يوم منذ ٧٥ عامًا من احتلال فلسطين.
اكملت متابعتي للمقابلة وذُهلت في هذا السرد الرائع الذي تسرده جلالتها لجوهر ما يجري في غزة عندما قالت انه لم يُقتل الأطفال بهذا المعدل في أي وقت في التاريخ، مشيرة إلى أن هنالك شعور بغضب شديد في العالم العربي وفي جميع انحاء العالم من عدم اكتراث العالم مما يجري والسماح بحدوثه، واعتقد بأن جميعنا نؤكد بأن ما تحدثت به الملكة رانيا هو ما نتساءل به في كل جلساتنا وننقل غضبنا إما كتابة بمقال أو "بوستر فيسبوكي" أو تغريرة على منصة "اكس" محاولين التنفيس عن غضبنا لهذه الأزدواجية وهذا السماح المخزي من العالم لإعطاء "اسرائيل" رخصة قتل مفتوحة لأطفال غزة .
قالت جلالتها ايضًا ما حرفه اننا نرى اشخاصًا يسمحون لـ "إسرائيل" بإنتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني دون أي عواقب وهذا خلق شعورًا بخيبة الأمل في العالم العربي ويثير تسأولات حول إزدواجيه المعايير .
ولم تكتفي الملكة بهذا الكلام العميق، بل انتقدت بشكل مباشر "إسرائيل" عندما قالت: "إنه من الواضح أن "إسرائيل" ليس لديها مشكلة بإستهداف المدنيين وانهم يستخفون بحياة الفلسطينيين".
اقولها بلا مجاملة ومن خلال متابعتي كصحفي بأن هاتين المقابلتين هما من الأهمية بمكان بحيث كان على إعلامنا ايلائهما الترويج الأكبر أُردنيًا وعربيًا فهما ليستا مقابلتين عاديتين، بل هما دق لناقوس خطر من ملكة مثقفة واعية سياسيًا بإمتياز تعرف وتعلم اصول الصراع العربي الاسرائيلي وتتابع كل تفاصيل المشهد منذ السابع من اكتوبر ولغاية الان ولديها تفاصيل وارقام واستطلاع لكل المشهد الغزي وما قالته لم يجرؤ عديد من الزعماء العرب على البوح به في انتقاد "اسرائيل" وازدواجية التعامل الامريكي في حرب غزة .
اقولها بصراحه
كان من المفترض على الإعلام الرسمي وقنواتنا التلفزيونية وصحفنا اليومية أن تولي كل منهم الاهتمام الأكبر لتلك المقابلات واشباعها تحليلا لتصل لكل أردني وأردنية يفتخر أو تفتخر بهذه الثقافة الكبيرة لجلالتها وتلك الجرأة غير المسبوقة التي تحدثت بها في تصريحاتها .
قلتها لأكثر من مرة بان مشكلة الدولة الاردنية بانه لا يوجد لديها مطبخ اعلامي رغم امتلاكها اعلاميون مخضرمون
ومشكلتنا أن اعلامنا ما زال يراوح مكانه داخليا ولا يعرف أن مقابلتين لجلالة الملكة مع اهم وسيلتين اعلاميتين في امريكا كانتا الاهم خلال الاسبوع المنصرم باكمله بما لاقته من ردود فعل كبيرة بينما ما زلنا هنا في الأردن لم نستطع التعامل اعلاميا بالشكل الصحيح والمهني مع هاتين المقابلتين الهامتين … شكرا جلالة الملكة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-05-2024 08:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |