08-05-2024 10:31 AM
سرايا - يتواصل في السعودية حتى السبت 4 مايو/أيار الجاري عرض "زرقاء اليمامة”، وهي "أول أوبرا سعودية والأكبر باللغة العربية”.
بدأ العرض في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة الرياض في 25 أبريل/نيسان الماضي، ويصدح فيه أوبراليون عالميون بالنص العربي "زرقاء اليمامة”.
ويتغنى بعضهم للمرة الأولى بلغة الضاد من خلال "أول أوبرا سعودية والأكبر باللغة العربية”، وهي من إنتاج هيئة المسرح والفنون الأدائية، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وتقدم أول أوبرا سعودية معالجة بصرية وسمعية للقصة الأسطورية التي تضبط إيقاعها شخصية تاريخية من أرض شبه الجزيرة العربية، وتروي فصول الصراع الإنساني في كثير من منحنيات القصة، ودراما يقدمها نجوم عالميون ومواهب سعودية صاعدة، تجسّد قدرة الفن على تجاوز الحدود والارتقاء بالروح الإنسانية.
والعرض عبارة عن لوحة فنية درامية، تستنطق التاريخ وتستعيد أحداثا في العصر الجاهلي (ما قبل الإسلام أي ما قبل القرن السابع الميلادي)، لعنزة بنت لقمان بن عاد، وهي امرأة ذات عيون زرقاء جمعت حدة البصر والبصيرة ولُقبت بـ”زرقاء اليمامة”.
وعنزة امرأة حكيمة من قبيلة جديس، أنذرت قومها من غزو وشيك، لكنهم لم يصدقوها واتهموها بالخرف، فباغتهم الأعداء وقضوا عليهم، فباتت قصتها متوارثة يُضرب بها المثل.
وعرض "زرقاء اليمامة” من تأليف الشاعر والكاتب السعودي صالح زمانان، وتأليف الموسيقى للملحن الأسترالي لي برادشو، والمخرج هو السويسري الإيطالي دانييل فينزي باسكا.
وحول الغناء الأوبرالي باللغة العربية، ذكر المخرج الفني للعمل إيفان فوكسيفيتش بأنه "عندما عرضت عليهم فكرة إنتاج أوبرا باللغة العربية، كان السؤال الأول هو: كيف يمكن دمج اللغة العربية بالثقافة الأوروبية؟”، موضحا أن الفريق قام بتطويع اللغة العربية عبر كتابتها بالأحرف اللاتينية ليستطيع المؤدون من غير العرب النطق بها.
ويؤدي المقطوعات الموسيقية أوركسترا دريسدن سينفونيكر والجوقة الفلهارمونية التشيكية، وأسهمت مصممة الأزياء جيوفانا بوزي وفريقها في تصميم أزياء تعكس روح الأوبرا والجماليات البصرية لعصر ما قبل الإسلام.
واستوحى لي برادشو المقطوعة الموسيقية من عناصر في الموسيقى العربية والتراث السعودي، إذ أمضى شهورا في المملكة للتعرف إلى تراثها الموسيقي.
وتزخر القصة بتشويق وتراجيديا، مما أعطى الكورال والأوركسترا مجالا واسعا لخطف اهتمام الجماهير الطامحة لعيش تجربة ثقافية مختلفة تجمع بين المأثور الراسخ والفن الشامخ.
واستغرق الإعداد للعمل سنوات عدة، وفقا للرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي الذي أكد أن العمل يضم مجموعة من الجنسيات المختلفة تبلغ 18 جنسية تشارك في الإخراج والصوت والموسيقى والتمثيل، ويمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية، تتجسَّد فيها أشهر القصص الروائية والتراثية الثقافية وفق أعلى المعايير العالمية.
وتؤدي الأوبرا أسماء عالمية بارزة منهم مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي التي تعلمت العربية خصيصا لأداء دور "زرقاء اليمامة”.
ويشارك في العرض الفنانون أليكساندر ستيفانوفسكي، وأميليا وورزون، وسيرينا فارنوكيا، وباريد كاتالدو، وجورج فون بيرغن، والمواهب السعودية خيران الزهراني، وسوسن البهيتي، وريماز عقبي، والعشرات من المؤدين السعوديين.
ويبلغ عدد الممثلين الإضافيين في العمل نحو 100 وحوالي 12 طفلا، فيما يبلغ عدد عازفي الأوركسترا 62.
وقالت سوسن البهيتي لصحيفة "الوطن” السعودية الأربعاء، مشيدة بـ”زرقاء اليمامة”، إن "الأوبرا منشأها إيطالي، فنجد محتوى كبيرا من الأوبرا باللغة الإيطالية، وكذلك الألمانية والفرنسية والروسية، وبفخر يمكننا القول اليوم باللغة العربية”.
وعبر "زرقاء اليمامة”، تهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، وفق بيان سابق، إلى التعريف بالتراث الثقافي السعودي والعربي، وتوظف التراث الموسيقي والاستعراض لرفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا.
وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية عبر أوبرا (زرقاء اليمامة) إلى التعريف بالتراث الثقافي والعربي، وإثراء المشهد الثقافي الوطني، واستلهام أعمال فنية خالدة من القصص العربية، وصناعة عمل أوبرالي يوظف التراث الموسيقي والاستعراضي، سعياً إلى رفع إقبال الجمهور على فن الأوبرا، وتقديم أفضل التجارب الفنية والثقافية.
وتسعى إلى تعزيز الحراك الثقافي، وإبراز المواهب الوطنية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة.
وتولي السعودية أهمية للثقافة والفنون، لتنويع وتوسيع مصادر الدخل، بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، ضمن "رؤية المملكة 2030”.
وحسب الرئيس التنفيذي للهيئة سلطان البازعي، في تصريح صحفي، فإن "زرقاء اليمامة” ثمرة عمل استمر سنوات، جرى فيها تطوير كل تفاصيله باهتمام بالغ.
وأضاف أن هذا العمل يجسد مأساة دامية، ويصور التاريخ القديم، ويرمز في الوقت نفسه لأحزان الإنسان المعاصر في العالم، دون أن يخلو من طيف الأمل، الذي يبشر بغد مزدهر.
وتنتشر دور الأوبرا في مدن عربية، منها القاهرة ودمشق ومسقط ودبي، وتبني السعودية حاليا دار أوبرا على أحدث طراز، في إطار إعادة تطوير منطقة الدرعية التاريخية المدرجة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.