09-05-2024 11:41 AM
بقلم : أحمد الحوراني
الزيارات التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث هو متواجد في هذه الآونة هناك، لا شك أنها كانت وإلى اليوم تلعب دورًا بارزًا وتُسهمُ في في تشكيل رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لقضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية وتطوراتها وتشعباتها المختلفة، وبالوجهة التي يريد لها الملك أن تكون لا سيما عندما يكون الحديث عن عدالة هذه القضية وأحقيّة الشعب الفلسطيني ببناء دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران(سبعة وستين) وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤكد الشواهد أن جهود جلالته كانت لها نتائ?ها بإعادة وضع القضية الفلسطينية في واجهة الأحداث، وأنه الزعيم الذي دق المسمار الأخير في نعش صفقة القرن قبل سبعة أعوام، ثم إنه ملك بارع في استثمار كل دقيقة من كل زيارة له لواشنطن في العمل على حشد الدعم والتأييد لصالح قضية العرب الأولى، فالملك يحظى بمكانة عالمية رفيعة الشأن لدى قيادات الإدارة الأمريكية ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ، وقادة الفكرة والرأي، ورؤساء المنظمات الإنسانية هناك، وكل ذلك يجعله قائدًا ضليعًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية وخارجها.
في هذه الأثناء حيث تتصاعد وتيرة الحرب على غزة التي دخلت شهرها الثامن بتطور خطير إثر دخول إسرائيل إلى رفح جنوب قطاع غزة، وهو التصعيد الذي حذّر جلالة الملك من تداعياته قبل وقوعه ومن هنا كانت تأكيداته يوم أول أمس وخلال لقائه الرئيس بايدن بأن الدخول إلى رفح التي نزح إليها نحو مليون وأربعمائة شخص جرّاء الحرب على غزة سوف يتسبب بمجزرة جديدة تضاف إلى عشرات المجازر التي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، مع الإشارة إلى تأكيد جلالته على أن تبعات الاجتياح الاسرائيلي لمدينة رفح ستقود إلى توسيع دائرة الصراع ليشمل ا?منطقة بأسرها بدلا من الحد منه واحتوائه والعمل على حله.
الملك في زيارته إلى واشنطن يتحدث بمنتهى الوضوح والشفافية ورؤيته دوما تلقى صداها الواسع وتقع على درجة عالية من الأهمية حيث يجدها الأمريكان تجسد صوت العقل والحكمة من جلالته الذي يخاطب الأمريكان من قلب البيت الأبيض بصورة مباشرة ويقول للرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها القادرة على وقف «حرب الإبادة» التي تمادت بها إسرائيل وتجاوزت في أفعالها كل ما يتنافى مع المبادئ والقيم والأعراف الإنسانية والدينية والأخلاقية، وفي هذا فإن على الولايات المتحدة تبادر فورًا إلى تبنّي وجهة نظر الملك وتسارع إلى اتخا? الاجراءات التي ترغم اسرائيل على إيقاف حربها الشعواء، إذا ما أرادت أن تحافظ على مكانتها العالمية وحضورها الكبير كدولة عُظمى يجب أن تكون منصفة ولا تدخر وسعا في التصدي لكل ما تقوم به إسرائيل من قتل وتشريد وتجويع متعمّد.
الزيارة الحالية إلى واشنطن كان قد سبقها زيارة في شباط الماضي حيث كان أول زعيم عربي يزور واشنطن منذ بداية الحرب، فضلًا عن جملة اتصالات هاتفية ولقاءات مع الرئيس بايدن ووزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين وقادة الفكر ورجال الإعلام والصحافة، وأشير هنا إلى صحيفة (يو أس نيوز) التي أشارت إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني على الصعيدين الدولي والإقليمي لوقف الحرب على غزة، ونقلت حديث جلالته التحذيري الجاد من قصف رفح وعواقبه على المنطقة والعالم بشكل أجمع.
Ahmad.h@edu.jo
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-05-2024 11:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |