بقلم : يوسف رجا الرفاعي
كل بيانات ادارة الرئيس الاميركي تؤكد ترجمتها العملية على انه التزام تام بالاشتراك والانخراط بل قيادة وادارة هذه المعركة وهي التي لو ارادت ان تنتهي هذه الحرب منذ الاسبوع الأول لاندلاعها لانتهت ، ولكن هي تعلم والعالم يعلم وجاهلنا ومتعلمنا يعلم ان انتصار المقاومة الشرعية في هذه الحرب يعني بكل صراحة وبما لا يقبل الاخذ والرد هزيمة امريكا في المنطقة وانتصار كل عدو تُصَنّفه على انه عدو لها كالصين وروسيا وكوريا الشمالية
دون ان يكلف هؤلاء ثمن طلقة مسدس واحده .

لم يبق نوع من ترسانة امريكا على اختلاف مسمياتها واستعمالاتها إلا وزَجَّت به في هذه الحرب بدأً مِن الأسطول الاكثر تطوراً وحداثةً وانتهاءاً ببنادق القنص والبنادق الخفيفه ، ولم يبق شيء من ادوات التكنولوجيا العسكرية والمدنية إلا واستخدمتها ولم يبق لديها قمر واحد لم ترسله الى سماء هذه المعركة ، شيء يفوق الخيال وامر يذهل العقل عندما يتم استعراض كل هذه القوة الامريكية التي تم ذكرها وتم استخدامها فيتبادر الى الذهن فوراً سؤال ؛-
مَن الطرَف المُقابِل لها في هذه المعركة ؟؟
وماذا ستستخدم فيما لو فُتِحَت الجبهة بينها وبين لا اقول روسيا ولا الصين بل فقط كوريا الشماليه
كم ستصمد امريكا أمامها قياساً بما نراه الان من عدم قدرتها على هزيمة بضع الاف من المقاومين الذين يقاتلونها بأسلحة بدائية يدوية ؟

امريكا وجنرالاتها وقيادتها وحكومتها وأسلحتها تخوض هذه الحرب الظالمة ولن تسمح بوقف هذه الحرب باي حال من الاحوال لان هذه الحرب قد حُسِمَتْ نتيجتها منذ الساعات الاولى بِنَصرٍ حقيقي للمقاومة ولن تُقلَبَ هذه النتيجةِ ولو بقيت هذه الحرب مُشتعلة لألف عام ،،
ولذلك فإن المخرج الوحيد للتغطية على هزيمة امريكا وحلفائها بزعامة بريطانيا البائدة وألمانيا التائهة وفرنسا المترنحة هو خيار واحد ولا شيء غيره وهو توسيع نطاق هذه الحرب لتكون اقليمية تتسع تلقائيا لتكون عالمية فتختلط الاوراق وتختلط الامور ،
وستمنع وقف اطلاق النار ووقف هذه الحرب لان انتهاء هذه الحرب وايقافها عند هذا الحد يعني انها ستغادر هذه المنطقة وهي تجر اذيال الهزيمة والعار الذي سيلاحقها لإرتكابها هذه المجازر والإبادة الجماعية التي تلطخت بها يداها دون ان تحقق هي وكل مَن شارك معها هدف واحد من اهدافهم ولم يحققوا سوى المجازر والدمار .

ربما لا اكون مُبالغاً اذا ما قلت ان صفحة التاريخ قد قُلِبَت وان زمن الدولة العالمية العميقة قد ولَّى الى غير رجعة وان العالم لن يبقى بعد هذه المعركة رهين القطب الاوحد ولن يبقى مجلس الامن الذي اصبح ( مجلس سوء ) وأمريكا تدرك هذا ولذلك لن تغادر مكانها كقائد لهذا العالم وهي مهزومة من ثُلَّةٍ قليلة العدد والعتاد فستعمل على توريط كل من تستطيع توريطه لكي لا تكون هي الغريق الوحيد الذي أغرقه موج هذا الطوفان العاتي .
يوسف رجا الرفاعي