11-05-2024 12:43 AM
سرايا - مع تعقد مسار الهدنة، يرى محلل إسرائيلي أن ما يجري في رفح بجنوبي قطاع غزة حاليا، "تطبيق فعلي للبديل الأمريكي لعملية إسرائيلية واسعة".
إذ قال يوني بن مناحيم، المحلل الإسرائيلي، في حديث لـ"العين الإخبارية": "الفكرة الإسرائيلية الأساسية كانت إخلاء المدنيين من رفح إلى مناطق آمنة، ومن ثم القيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة للقضاء على ما تبقى من كتائب لحركة حماس، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية اعترضت على هذه العملية".
وأضاف: "البديل الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية هو عمليات مداهمة وضربات محدودة ودقيقة لمناطق معينة بناء على معلومات استخبارية موثوقة، وهو ما يجري القيام به فعليا في رفح الآن".
وتابع "بطبيعة الحال فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يلوح بعملية عسكرية واسعة، وقال في أكثر من مناسبة إن هذه عملية هي التي ستضمن لإسرائيل النصر الكامل في الحرب".
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "أغارت قطع جوية بقيادة سلاح الجو واللواء 215 على عدة مناطق في رفح أطلِقت منها خلال الأيام الأخيرة قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه أراضي إسرائيل ومعبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)".
بن مناحيم علق على ذلك، وقال "هناك اشتباكات عنيفة تجري بين مسلحين من حماس والجيش الإسرائيلي وجها لوجه"، مضيفا "هناك تقارير عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بانتظار أن يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي بشأن ما يجري".
"مغادرة رفح"
في غضون ذلك، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "عددا كبيرا من عناصر حماس غادروا رفح".
موضحة: "ردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العديد من المناسبات أن هناك أربع كتائب تابعة لحماس في مدينة رفح، وهي المعقل الأخير للمنظمة في قطاع غزة، ويجب التعامل معها".
واستدركت: "في المقابل، أكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين أنه لم تعد في رفح أربع كتائب تابعة لحماس كما يعتقد رئيس الوزراء، إذ غادر جزء كبير من هذه القوات المدينة وضواحيها. وانتقلوا إلى خان يونس، وربما أيضاً إلى المخيمات وسط القطاع. وما تبقى هو نحو كتيبتين في الجهة الغربية من المدينة، ربما في منطقة تل السلطان".
وأردفت: "يقول المراقبون إن عدد الكتائب المتبقية لحماس في مدينة رفح لا يهم، لأنه ليس بوسع أي قوة تابعة لحماس أن تصمد أمام فرقة للجيش الإسرائيلي، وإنما الاستراتيجية التي يتبعها يحيى السنوار، وفقا لهؤلاء المرافقين، هي أن يبقى تحت الأرض مدة طويلة تمتد أكثر من المدة التي يحتمل البقاء خلالها الجيش الإسرائيلي فوق الأرض".
بن مناحيم عاد وقال لـ"العين الإخبارية"، إن "أعدادا كبيرة من السكان المدنيين في رفح قد غادروا بالفعل في الأيام الأخيرة خشية اندلاع عملية عسكرية إسرائيلية واسعة".
وتابع "توجد أعداد كبيرة من المدنيين تخرج من رفح من تلقاء نفسها خوفا من وقوع العملية العسكرية".
ومضى قائلا "ولكن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة لم تبدأ بالفعل، لأن إسرائيل ما زالت بانتظار الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأرجع بن مناحيم لجوء الجيش الإسرائيلي إلى العملية المحدودة الحالية، إلى الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال "رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الصدام الكبير مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب العملية الواسعة في رفح، ولذلك هو يفضل أن تتم العملية بشكل تدريجي".
وأضاف "ولكن نتنياهو يريد أيضا أن يظهر بصورة البطل الذي يصمد أمام الرئيس الأمريكي، وفي نفس الوقت ينفذ عملية في رفح حتى وإن لم تكن واسعة كما أراد أصلا".
وتابع: "على عكس ما يعتقده البعض فإن الخلاف ما بين نتنياهو وبايدن لا يضعف الأول، وإنما يقويه خاصة في صفوف اليمين الإسرائيلي".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا نتنياهو بإسقاط الحكومة في حال عدم تنفيذ عملية في رفح.
وعن ذلك، قال بن مناحيم: "فعليا، الجيش الإسرائيلي بدء عملية محدودة في رفح حتى وإن لم تكن عملية واسعة كما تم التخطيط لها أصلا، وبالتأكيد فإن من الممكن توسيع العملية اعتمادا على الوضع على الأرض وتطورات المفاوضات مع الجانب الأمريكي".
وأضاف "الرئيس الأمريكي أعلن أنه لن يزود إسرائيل بالسلاح في حال تنفيذ عملية واسعة في رفح، وبالتأكيد فإن هذا له تأثيره على مخطط عمليات الجيش".
وتابع بن مناحيم: "ربما كان نتنياهو ينتظر تراجع الرئيس الأمريكي، خاصة بعد أن اتضح أن هناك ممولين يهودا للحزب الديمقراطي الأمريكي يعارضون مواقف بايدن وكذلك نشطاء في الحزب الديمقراطي إضافة إلى الحزب الجمهوري".
وأشار بن مناحيم إلى أنه "ربما لهذا السبب قال بايدن إنه لا يوجد قرار بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وإن التجميد مؤقت بمعنى أنه بدأ النزول عن الشجرة".