11-05-2024 08:16 AM
بقلم : نادية ابراهيم القيسي
الكلمات ليس مجرد حروف تخط أو أصوات أفواه تتشدق بغوغائية عشوائية بل هي ترجمة فكر و تعبير وجدان ما بين حق أو بهتان؛ هي حد السيف القاطع إن تسلط ما بين جناة إن ضلت أو منجاة إن صدقت؛ وكم من قول ظاهره حق يراد به باطل وكم منه عكس ذلك تماماً لذا تعتبر الكلمة ميزان يوزن فيها قدر المرء ليكرم بها أو يهان؛ حتى وإن مضت الأزمان تبقى بعض الكلمات خالدة يقتبس منها الوحي الراجح المنير ليتفكر فيه من يعقلون باختلاف المشاهد أو تناسخها أو باختلاف تأويلاتها لتكون مصدر وعي وإدراك متجدد لمن يتفكرون. فعلى مر التاريخ جسدت الكلمات بطولات الولاء والوفاء تارة وقصت وصمات عار المكائد المشبعة بالغدر والخيانات تارة أخرى؛ ليتجلى الفرق ما بين الأحرار وعبيد المصالح في سيناريوهات فحواها قد لا يختلف إلا بقدر نزير لكنها تثبت شهادة حق ليوم لا ينفع فيه أي طموح مناصب أو ألقاب ولا يغني فيها المال والجاه عن أي حساب.
الوطنية هي أيضاً كلمة لكن لا تترجمها شعارات وعبارات تجلجل بها المجالس وتصفق لها الحشود ليفوز من قوة إقناعها الفضلاء المتفضلين بها. كما أن الوطنية ليست جملة اعتراضات تصل لحد الافتراءات فتثير الزوابع لتلفت الأنظار بينما تحيك في الخفاء سيناريوهات الطموح المتسلق العابر للعراقيل بالتجديف عكس التيار -وإن كان قد نال بهذا الأسلوب البعض من هنا وهناك- لنرى بعدها بطولات المغاوير المناصرين للحقوق المهدورة–على حد زعمهم- يغدون يتمرغون بألفة داجنة يجاهرون من خلالها بعكس كل ما تعالت به أصواتهم يوماً ما. الوطنية هي الفعل النابع من القلب الواعي بالعقل الراجح القادر على التمييز بين جلب المنفعة ودرء المضرة وإن تعارضت مع كل ما يعتبر مصالح ذاتية.
في المرحلة المقبلة سيحيا الوطن ترجمة رؤيا ملكية ثاقبة تتمثل بانتخابات نيابية برلمانية تطلق عهدًا جديدًا من التمكين السياسي الحزبي حيث يخوض هذا العرس الوطني الأحزاب السياسية الأردنية كجزء من النسيج الديموقراطي المرجو تجانسه وانسجامه ضمن المنظومة العامة وإتاحة الفرص فيه للتعددية السياسية وتمثيلها بفاعليه في السلطة التشريعية.
وهنا يتجلى الاستفهام من خضم الواقع الذي نحياه ما هي الجاهزية الحقيقية لهذه الأحزاب ومدى قدرتها على تحقيق رؤية جلاله الملك والمضي قدماً في خارطة الطريق نحو الاصلاح السياسي الوطني بتطوير الأداء البرلماني كمؤسسات منهجية برامجية ذات خطط مرحلية متعاقبة متكاملة تتماشى مع التطلعات الوطنية ضمن المنظومة السياسية محققة الديمقراطية المنشودة العاكسة لنبض الشارع الأردني.
إن الوطنية ليست مجرد أوراق ثبوتية مرقمة كهوية ذاتية كما أنها ليست حفنة من شعارات رنانة تثير عواطف جياشة بخطابات واهية تتحرى التنظير في واقع ليس بيسير وجل أمره عسير على كافة الصعد وبكل المقاييس بالأخص بكل ما يمر به العالم حالياً وما سينتج عن هذه الظروف من تداعيات مستقبلية لا يمكن التنبؤ بمدى وصدى عواقبها. لذا فإن الوطنية ليست طموح بل هي انتماء مجرد وولاء مطلق لا حياد فيه أو عنه فهي المملكة وهي الأردنية وهي الهاشمية شاء من شاء وأبى من أبى فالوطنية هي عقيدة قومية نابعة من أعماق جذور هذه الأرض الطاهرة شامخة لهام السحاب في سماء المجد تصبو نحو رفعت الأردن و تحقيقاً لازدهاره بجعل مصالحه دوماً هي العليا و فوق كل اعتبار فكلا ولا لأي ولاءات أو أي انتماءات إلا لخدمة هذا الوطن و منظومته العريقة الممتدة تحت رايتنا الدائمة الله الوطن المليك تحت الراية الهاشمية.
والله دوماً من وراء القصد
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-05-2024 08:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |