بقلم : د. هبة أبو عيادة
تُعدّ الاستراتيجية والريادة عنصرين أساسيين لنجاح أي منظمة، لكن غالبًا ما تُواجه المنظمات صعوبة في ربطهما بفعالية. إنّ الاستراتيجية بدون ريادة تصبح مجرد خطة نظرية، والريادة بدون استراتيجية تصبح مغامرة عشوائية.

التساؤل الذي يتبادر لكل منا عزيزي القارئ ما هي الحلقة المفقودة بين الاستراتيجية والريادة؟ إذ تُعدّ الثقافة التنظيمية هي الحلقة المفقودة بين الاستراتيجية والريادة لأنها تُشكّل البيئة الحاضنة والمحفزة والمشجعة على الريادة وخلق مناخ ايجابي محفز لتوليد الأفكار الجديدة واحتضانها ونموها وتطبيقها وتحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية تترجم الخطط المستقبلية والرؤى الطموحة وتُنفذ فيها الاستراتيجيات.

ويمكن توضيح أثر الثقافة التنظيمية على ربط الاستراتيجية بالريادة من خلال الخطوات التالية: أولا تشجيع الإبداع والمخاطرة: تُحفزّ ثقافة الريادة على التفكير خارج الصندوق وتجربة أفكار جديدة دون خوف من الفشل. ثانيا تسهيل التعاون والتواصل: تُشجّع ثقافة التعاون على تبادل الأفكار والمعلومات بين الموظفين، ممّا يُساعد على تحويل الأفكار إلى واقع. ثالثا بناء روح الشغف والالتزام: تُحفزّ ثقافة الشغف والالتزام الموظفين على بذل قصارى جهدهم لتحقيق أهداف المنظمة.

و يمكن بناء ثقافة تنظيمية في أي مؤسسة تُساعد على ربط الاستراتيجية بالريادة بداية من الخطوة الأولى الاستراتيجية وهي تحديد القيم الأساسية: يجب على المنظمة تحديد قيمها الأساسية التي تُمثّل ما تؤمن به وتسعى لتحقيقه. مع ضرورة التواصل بوضوح: يجب على المنظمة التواصل بوضوح مع موظفيها حول استراتيجيتها وأهدافها من خلال شبكة تواصل فعالة مستمرة في كل الجهات. تمكين الموظفين: يجب على المنظمة تمكين موظفيها من اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية وتفريض الصلاحيات ليطلقوا لأفكارهم العنان. مع ضرورة التحفيز المادي والمعنوي من خلال المكافأة على الإنجاز: يجب على المنظمة مكافأة موظفيها على إنجازاتهم وتشجيعهم على الابتكار. والتغذية الراجعة والتقييم المستمر والتعلم المستمر: يجب على المنظمة تشجيع موظفيها على التعلم المستمر وتطوير مهاراتهم.

ختاما إنّ ربط الاستراتيجية بالريادة أمر ضروري لنجاح أي مؤسسة. إذ تُعدّ الثقافة التنظيمية هي الحلقة المفقودة التي تُساعد على تحقيق ذلك. من خلال إنشاء ثقافة تُشجّع على الإبداع والابتكار والريادة والمخاطرة والتعاون والشغف، يمكن للمنظمات تحويل استراتيجياتها إلى واقع وتحقيق الريادة في مجالها، دامت الريادة حليفة مؤسساتنا ومجتمعاتنا محليا وعالميا.

الرأي