حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8683

لا جبال فيها لِتَسَلُّق الهُواة ،،،ولا شُطئآن فيها للعُراة

لا جبال فيها لِتَسَلُّق الهُواة ،،،ولا شُطئآن فيها للعُراة

لا جبال فيها لِتَسَلُّق الهُواة ،،،ولا شُطئآن فيها للعُراة

13-05-2024 12:22 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لو اننا اقتلَعنا كل آبار نَفْطِنا مِن قاعِها وحمَّلناها فوق ظهور جِمالِنا ولو اننا نَزَعنا كل حقول غازِنا مِن ارضنا وحمَّلناها على ظُهور خيلنا ولو أننا سُقنا معنا نِيلَنا ودِجلَنا وفُراتنا وذهبْنا بها جميعاً الى ساحة جامعة كولومبيا لوحدها وانخنا بساحتها جمالنا وخيلنا وأفرغنا بها أحمالنا كلها على ان يخرج منهما طالب واحد او أُستاذ واحد غاضباً مُتَمَعِّراً وجههه صادقاً بانفعاله من اجل غزة وفلسطين ما استطعنا الى ذلك سبيلا .

غزة ليست وجهة سياحية ، لا جبالَ فيها تُشبه جبل (كليمنجارو )الذي تكسوه الثلوج طوال العام، ولا جبال (الهملايا )ليتسلق عليها الهواة ،وليس فيها جبال تشبه جبال ( الالب )ليس فيها جبل واحد وليس فيها وادياً يشبه وادي ( ساماريا )كالذي في جزيرة كريت وليس فيها وادي ( الظباء ) كالذي يقصده السياح في امريكا،
ولا شطئآن فيها للعراة ،
كل ما في غزة سَمَك ٌشديد الملوحةِ وشَطَّةٌ حمراء ، فقل لي بِرَأْيِكَ ! مِن أجلِ مَن خاطَرَ بوظيفته وبمستقبله العملي ومستقبل أبنائه ، الأساتذة منهم والطلاب ، مِن اجل ماذا بِرَأْيِكَ ثارَ هولاء ؟

لن يُخدَعَ الناس بقول الذي يقول ان الذي يجري بغزة هو من اجل نفطها ! وغازها ! وكل هذا الدمار والتقتيل طمعاً في عظيم خيرات مينائها ، فهذا كله تشتيت وحرف للبوصلة ، وتسفيه لأعظم أمرٍ جَلَل قد حصل ، وسَيُغيِّرُ التاريخ ، بل نحن الان في عين العاصفه ،
لم يخرج استاذ ولا طالب في اكبر ظاهرة جامعية يسجلها التاريخ بانطلاق هذه المظاهرة التي انطلقت شرارتها من صدورٍ وقلوبٍ إنسانية خُلِقَت بالفطرةِ تأبى الظلم وتأنف الشر وتنبذ الارهاب والعدوان وتألف الانسانيه بعيداً عن انتمائها الديني والعقدي وبعيداً عن لون البشره ، فما خَرَجَ هولاء الا تأييداً لثورةِ الأُسود المنتصره .

ثمانون عاما من التظلم والتألم ، ثمانون عاماً والامة تستجدي السلام ، ثمانون عاماً من التشريد والتهجير والتنكيل والتقتيل وما بكت عليهم باكيه ،
الى أن جاء هذا الطوفان المبارك وقلَبَ الموازين
وانبرى للظلم الطويل ثلة الشجعان وزأرت كالأُسد في الميدان ، فثار معهم كل الاحرار والعقلاء والنبلاء واصحاب الضمير الحي في ارجاء الارض ولاذ بالصمت والخنوع والخضوع كل خَوَّارٍ جَبان .

كما قالت العرب في أمثالها"رافق السيف ولو جرحك " " رافق السبع ولو أكَلَك ،، ولا ترافق النذل ولو حَمَلَك "
والناس بفطرتها تعشق العزة وتأنس بشجاعة الشجعان وتعشق بالفطرةِ البطولة وتُمَجِّدُ الابطال،
لم تشهد الدنيا لا اقول ( تعاطفاً ) ابداً ليس تعاطفاً ، وانما وقوفاً ومناصرةً ودعماً حقيقياً للقضية الإنسانية وهي القضية المركزية العربية الاسلامية"الفلسطينية" عندما أيقنوا ان الذي يرونه باعينهم انما هي البطولة والرجولة والفروسية وان الذين يقودون ويخوضون المعركة الجارية الان انما هم القادة العظام الذين كانوا يقرأون سيرة أمثالهم عبر كتب التاريخ واليوم يرونهم واقعاً ويشهدون افعالهم فكان هذا دافعاً لخروجهم استئناساً بهم فالنفس تانس بالأطهار والأبطال والنفس تطمئن للنبلاء والشرفاء .

لم يخرج اصحاب الضمائر الحية من مختلف النِّحَل والمِلَل في كل ارجاء الارض استجابة لقصيدة شاعر ولا اعجاباً بغصن زيتون ، ولا حسرةً على دموعٍ تنهمر ،
ثمانون عاماً لم تُخرجهم ترنيمة السلام ( الاستسلام ) ولم تحظى بها هذه الامة مِن احدٍ بنظرة احترام ،
انما خرج هؤلاء الشرفاء عندما كشف الطوفان زيف ديموقراطيتهم العوجاء ورأوا بام اعينهم حجم جريمة إنسانيتهم الكاذبه وهم يشهدون هذه الإبادة الجماعية التي يندى لها الحبين ، خرج وثار هؤلاء عندما رأوا انظمتهم تشارك وتساند وتساعد المحتل في قتل النساء والشيوخ والأطفال ورأوا باعينهم هدم البيوت على رؤوس الساكنين، ورأوا وشاهدوا التجويع والتنكيل
فخرجوا استنكاراً وشجباً ورفضاً لسياسة انظمتهم وحكوماتهم ، خرجوا يعلنون برائتهم مِن فِعل هولاء ،
ولمَّا تجلت الحقيقة وأيقنوا انهم خُدِعوا لِعُقودٍ طويلة مضت بما أملي ومورس عليهم مِن اكاذيب في معاداة ما سُمِّيَ بالسامية وبخرافاتٍ شيطانيّةٍ وهميه
خرجوا إعجاباً واكباراً وأعينهم ترنوا الى اولائك الذين فَجَّروا الارض وكسروا القيد ، بل خرجوا مستأنسين فرحين بهديرِ موجِ هذا الطوفان الذي أطربهم وهو يُزَمْجِر ،واكباراً وعرفاناً وإعجاباً ببطولةِ الشجعان .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 8683
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-05-2024 12:22 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم