حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10414

راجي حداد .. والعسكر الذين لايكذبون

راجي حداد .. والعسكر الذين لايكذبون

راجي حداد ..  والعسكر الذين لايكذبون

14-05-2024 02:18 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال حسن التل
تتوالى خسارة بلدنا للقامات المتميزة، التي ساهمت ببنائه وتطوره وخدمة أهله وناسه. وتصبح هذه الخسارة مضاعفة عندما تقع في سنوات عجاف غير ولادات بالرجال الرجال كراجي حداد الذي رحل عن عالمنا الزائل قبل أيام.

توثقت علاقتي بالراحل راجي حداد عندما كان عملي كمدير عام لدائرة المطبوعات والنشر وقتها أن ادافع عن مشروع قانون المطبوعات والنشر امام مجلس النواب الثالث عشر، ولجانه المختصة، واولها لجنة التوجيه الوطني، التي كان الراحل راجي حداد رئيسا لها، وكان مقررها محمود الخرابشة اطال الله في عمره، وكانا كلاهما حداد والخرابشة من خريجي المؤسسة العسكرية والأمنية الأردنية، وهذه واحدة من أهم مميزات الأردن، وهي ان عسكره هم من أكثر الناس ديمقراطية ودفاعا عنها. وكانوا لا يكذبون، ولا يخلفون وعدا وعدوه، وكانوا أوفياء لذلك ظل راجي حداد وفيا لقائده عبد الهادي المجالي عندما منح المجالي له اجازة مفتوحة حتى يتم دراسته الجامعية.

في المناقشات التي دارت حول مشروع قانون المطبوعات والنشر، كان راجي حداد موضوعيا يبحث عن التوازن الذي يحمي مصلحة الاردن في ثنايا مواد مشروع القانون، لذلك كان يقطع الطريق على بعض النواب او الخبراء الذين التقتهم اللحنة أثناء تلك المناقشات من الذين كانوا يميلون الى المزايدات في نقاشهم لمواد مشروع القانون، وكان يفعل ذلك بحزم لا قسوة فيه، وبلين لا ينم عن ضعف، وهذه واحدة من اهم مزايا راجي حداد الذي كان بمظهره الخارجي وبنيته القوية وقصة شعره المميزة، وبروحه المحبة يضفي على المكان الذي يتواجد فيه حيوية ونشاطاً، قادرين على كسر الحواجز النفسية والمادية بينه وبين الناس، فكان يشعرهم بأنهم يعرفونه من زمن طويل، وتلك من صفات الشخصية المفطورة على الزعامة، فقد كان راجي حداد اصيلا في طبعه، مجبولا على خدمة الناس،ساعيا في خدمتهم مفتوحة لهم ابوابه سواء كان ذلك في بيته اومكتبه، رادا للظلم عنهم، فقد ذاق طعم الظلم يوم حرمته الواسطة والمحسوبية من حقه في بعثة دراسية لتفوقه في امتحان الثانوية العامة، فتحول الى مدافع عن حقوق الناس حتى قبل أن يصبح نائباً عنهم في ثلاتة مجالس نيابية متعاقبة. فلم يكن راجي حداد كالزعامات المصنعة الزائفة المدعية.

كان راجي حداد طالباً للمعرفة فأقبل على نهلها من مصادرها فحصل على أعلى الدرجات العلمية، وكان متفوقاً في كل مرحلة من مراحل دراسته، وطلبه للعلم والمعرفة، صاحب إرادة في طلبهما، لذلك تبوأ قيادة مؤسسات علمية مرموقة، فقد كان قائداً في الجناح العسكري في جامعة مؤتة، ولم يكن سعيه يوماً لمجرد إضافة حرف (د) قبل اسمه لغايات الوجاهه او لزيادة الراتب، كما يفعل الكثيرون في هذه السنوات العجاف. بل كان يفعل ذلك حباً بالمعرفة، التي لم تغيره القابها كما لم تغيره المناصب الرفيعة التي تبوأها، فقد ترك الخدمة العسكرية برتبة لواء ركن وهو يشغل منصب مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والحرب الإلكترونية. كما لم يتغير عندما أصبح عضواً في مجلس النواب، فلم يغير رقم هاتفه، ولم يغلق أبوابه في وجوه الناس، كما يفعل الكثيرون في هذه السنوات العجاف.

ولأنه مفطور على الحب والحنان، فقد كان أباً حنوناً لمست ذلك من زيارته المتكررة للاطمئنان على ابنته روجينا عندما كانت تعمل معنا في رئاسة الوزراء، رحمه الله وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان..

الراي








طباعة
  • المشاهدات: 10414
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-05-2024 02:18 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم