14-05-2024 02:21 PM
بقلم : أحمد الحوراني
تراجع أو شُحّ الدعم الذي تقدمه الحكومة للجامعات الأردنية الرسمية والذي يوازيه احتياجات الجامعات لأموال طائلة لتغطية التزاماتها حتى تبقى قادرة على القيام بمسؤولياتها التي تنظر إليها الدولة وترجوها منها فيما يتعلق على وجه الخصوص بمخرجات تعليمية نوعية تلبي الطموحات والتطلعات تحققها كفاءات أردنية مؤهلة في مختلف الاختصاصات، كلُّ ذلك وأكثر منه جعل الجامعات تذهب بعيدًا في تفكيرها بالبحث عن مصادر تمويل لإنفاذ خططها العمرانية من جانب والتوسع في برامجها الأكاديمية والتعليمية من جانب آخر، الأمر الذي لم تجد به الجامعات ضالتها إلا عبر نافذة الاستثمار كأولوية وقاعدة ترتكز إليها في طريق اعتمادها على (ذراعها) إذا ما أرادت أن تتخلص من معضلة التمويل والعجز الكبير في ميزانياتها
في حاضرة الشمال، كان إعلان إدارة جامعة اليرموك عن خطة استثمارية تبدو في ظاهرها محفّزة ومشجعة ومدعاة للإشادة شريطة أن تجد الطريق إلى التطبيق الفوري المباشر وأن تكون لمردوداتها المالية آثارها الواضحة في التخفيف من الأعباء المالية الضاغطة عليها لا بل إنها مطالبة بأن تحقق وفرًا ماليًا يفتح لها أبوابًا واسعة للاتجاه نحو المزيد من الأفكار الريادية ودعم إبداعات الطلبة وتوفير الحاضنات الراعية للمبادرات الخلّاقة التي عادة ما تصطدم بذريعة عدم وجود (مصاري) مما يؤثر سلبًا بطبيعة الحال على جودة العملية التعليمية وتحول دون ترجمة رؤية الجامعة في تبنيها لمشروعات الطلبة رغم قناعة الجامعة بحاجتها لمثل هذه الأفكار البنّاءة التي تخدم مسيرة التنمية المستدامة بوجه عام.
ما يشي بنوع من التفاؤل هذه المرة أن رؤية اليرموك وخطتها الاستثمارية الطموحة قد وحّدت المرجعية المعنية بإدارة دفة المشروعات تحت مظلة واحدة وذلك بإنشائها شركة مساهمة محدودة المسؤولية لتتولى بدورها عملية الإدارة والإشراف والتقييم والمراجعة، وهي بذلك تكون قد عرفت كيف توجّه بوصلتها بالطريقة الصحيحة والمدعّمة بنخبة من الخبراء وأصحاب الاختصاص فضلًا عن رغبة كبيرة يتولى رئيس الجامعة الدفاع عنها ويسعى جاهدًا لتوظيف إمكاناته وخبراته وعلاقاته الواسعة في سبيل تحقيق نتائج مرجوة ليقال حينها أن هذه المؤسسة التي تحذو حذو خطى الملك قد شمّرت عن ساعدها ولم تعد تقبل بالقول بأن معضلة المال هي التي تقف سدًّا يمنعها من التقدم للأمام.
ميزة جامعة اليرموك أنها تقع في قلب إربد ولديها من المساحات الهائلة من الأراضي التجارية في حرمها الجنوبي، الذي صار من أكثر المناطق حيوية وجذبا للاستثمارات في محافظة اربد عموما، وفي النظر في المشروعات التي عرضتها الجامعة للاستثمار (بناء مستشفى تعليمي، فندق، سكن طلاب، مساحات مخصصة لاستثمارات تجارية متنوعة) يمكن القول أن الجامعة تستجيب لرؤى الدولة وطموحات الملك في العمل على تطوير مدينة اربد التي وصفها في زيارته الأخيرة لها بأنها المحافظة التي تستحق منا العمل على خدمتها بكل ما أوتينا من عزيمة وإرادة.
Ahmad.h@yu.edu.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-05-2024 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |