15-05-2024 01:58 PM
سرايا - في الذكرى الـ76 لنكبة 1948،حمل فلسطينيون من مدن قطاع غزة، ما استطاعوا من أمتعتهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، مسترجعين مشاهد نزوح أجدادهم، ومعها ذكريات النكبة.
تفاصيل النكبة حاضرة:
وظلت تفاصيل النكبة عالقة في أذهان الآباء والأجداد من الفلسطينيين وعصية على النسيان وتوارثتها الأجيال، لكن المشاهد اليوم أقسى وأفظع، فإسرائيل تشن اليوم حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
ومع استمرار الحرب واشتداد حدة القصف والمعارك على الأرض، اضطر الفلسطينيون في قطاع غزة إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة”، لكنها لم تنج أيضاً من صواريخه.
ومنذ بداية الحرب، نزح نحو مليونين من سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم نحو 2.4 مليون نسمة، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية في مختلف المدن والمناطق، هربًا من الصواريخ والنيران الإسرائيلية.
مشاهد النزوح
وتشبه مشاهد نزوح الفلسطينيين سيرًا على الأقدام وهم يحملون أمتعتهم وأبناؤهم الصغار، مشاهد التهجير في نكبة عام 1948، بحثاً عن الأمان في مناطق أخرى.
ولجأ النازحون الفلسطينيون إلى استخدام عربات الكارو التي تجرها الحيوانات في عمليات نقل الأمتعة والأغطية والأطعمة من أماكن سكناهم إلى مناطق النزوح الجديدة في ظل ندرة المواصلات جراء عدم توفر الوقود بشكل كاف في القطاع.
واضطر الكثير من النازحين إلى نصب خيامٍ من مواد ومعدات بسيطة من الخشب وأكياس النايلون على الأرصفة وعلى جانبي الطريق وفي الأزقة.
وتركز تواجد النازحين في مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية، ناهيك عن ضغط العدد الهائل من القادمين، وسط شح في الأدوية والمواد الأساسية وحتى مياه الشرب.
وسجلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، آلاف الإصابات بالالتهابات الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، محذرة من تفشي الأمراض المعدية وسط النازحين.
ويرصد تقرير لوكالة "الأناضول” مشاهد حياة بدائية يعيشها النازحون، الذين احتفظ بعضهم بمفاتيح منزله رغم تدميره من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومنذ النكبة ظلت مفاتيح البيوت القديمة التي يحتفظ بها الفلسطينيون رمزاً للأمل في العودة، إلا أن المهجرين الجدد في هذه الحرب ربما لم يسعف الوقت بعضهم لحمل مفاتيح منازلهم التي تحول كثير منها إلى أطلال.
و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/ أيار عام 1948.
وبلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية العام 2023، بزيادة بلغت 10 أضعاف عدد الفلسطينيين منذ أحداث نكبة 1948، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.
مخاوف من سيناريو 48:
ويلفت التقرير إلى أنه "لا ملاذ آمن” يذهب إليه النازحون الجدد، الرافضين تكرار مشهد التهجير الى خارج فلسطين، والذين عبروا عن مخاوفهم من أن يكون هذا السيناريو نكبة ثانية بلا عودة إلى غزة.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.