حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1916

الوقوع تحت سطوة التبرير

الوقوع تحت سطوة التبرير

الوقوع تحت سطوة التبرير

21-05-2024 11:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. مرام أبو النادي
كلّ واحد منا لديه منطقته الخفية، التي يكدّس فيها لحظاته، ذكرياته، قراراته، وتفضيلاته؛ يحاول دوما أن يحيطها بستار السرية والخصوصية، فتعظيم الاستقلالية مبدأ يسعى إليه الجميع، فنحن متنوعون مختلفون، ولدى كل شخص الحق والحرية باختياراته الخاصة؛ طالما يراعي منظومة الأخلاق والعرف المجتمعي.

كيف يبدو لنا النسق الاجتماعي في مسألة احترام الخصوصية؟ هل نقع تحت سطوة التبرير وفتح صندوق خصوصيتنا تحت مسمة التبرير للآخرين؟:

لعل بعض الحدود والثوابت ستزيد درجة التمكن من الحفاظ على الخصوصية، والتخلص من فخ التبرير؛ هذه الحدود هي المسافة الآمنة التي لا يجب تخطيها؛ فنحن نعيش في عالم أزرق فرض رداءه علينا؛ فتجد من يفتش ويتحقق مما تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي مدفوعا بفضوله؛ فلا تشبعه بتبريراتك.

أما فيما يتعلق بالمسار المهني؛ فحتى إن سرت في مسارات غير تقليدية، فلست مضطرا لتبريرها لمن يضعونك تحت مطرقة الانتقاد تحت سؤال لماذا لم تسلك الطرق المألوفة التي توصلك إلى النجاح وفق معاييرهم؟ فلا تنس أنك مسؤول عن خياراتك ونجاحاتك الخاصة. قد يصل التطفل في اقتحام الخصوصية لخياراتك الغذائية؛ كأن تكون شخصا نباتيا أو من محبي تناول اللحوم، إنها تفضيلاتك الغذائية ومن شأنك وحدك. إن تناول الطعام هو تجربة شخصية ويجب أن يكون ممتعًا، وليس مرهقًا أو مسببًا للشعور بالذنب.

واقتحامها ولعل الحديث الذي تحوّل إلى وجبة غنية للفكاهة عبر (الكوميكس) والنكات الحالة الاجتماعية سواء كان الشخص أعزب أم متزوجا، فإن حالته الاجتماعية هي أمر شخصي بحت لا يخص أحدًا غيره ولا ينبغي أن يتجاوب مع ضغوط المجتمع غير الضرورية ليتناسب مع قوالب اجتماعية معينة، لأنه ما يناسب أي شخص ربما لا يكون مريحًا لآخر عندما يتعلق الأمر بالعلاقات. إن رحلة كل شخص فريدة من نوعها ولها تواريخها ومحطاتها حسب اختياراته فقط. لذا، فإن الشخص غير مدين بتقديم أي مبرر لحالته الاجتماعية أيًا ما تكون.

ومما له علاقة بالوضع الاجتماعي الانفعالات أهمها الحزن إن الحزن هو أحد أكثر التجارب الشخصية التي يمكن للمرء أن يمر بها. إنها حالة فريدة لكل فرد وتأتي في أشكال عديدة، مثل فقدان أحد أفراد أسرته أو نهاية علاقة اجتماعية أو فرصة ضائعة؛ ويمكن للواحد منا أن يشعر بصدمة السؤال لكل حالة كأن يُسأل كم كان عمر والدتك المتوفاة، أو ما سبب هجر زوجك أو زوجتك لك؟ وفي السياق الاجتماعي الأبوّة إن اتخذ أحدهم قرارا بعدم إنجاب الأطفال أو عدم إنجاب أطفال لأي أسباب أخرى يمكن أن يكون حالة مؤرقة في بعض المجتمعات. من المهم أن يتذكر المرء أنه غير مدين بتفسير عدم إنجاب أطفال لأي شخص آخر، إنه أمر شخصي بحت سواء كان اختياريًا أو غير متاح لأسباب أخرى.

حتى الأحلام والطموحات لست مضطرا إلى تبريرها لا سيما إن تم انتهاك خصوصيتك بالاستهزاء أو استنكار تلك الطموحات لغرابتها عليهم.

احترام الخصوصية لا بد من أن تكون ثقافة مجتمعية، تبدأ بفكرة الثقة بالنفس ورسم الحدود، ومعرفة كيفية تجاوز المتطفلين الذين لن يشكلوا فارقا حقيقيا في حال أشبعوا فضولهم.












طباعة
  • المشاهدات: 1916
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم