بقلم : صالح مفلح الطراونه
في متابعه للأصداء الواسعة من لقاء سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع قناة العربيه خلال الأسبوع الماضي ومن مختلف المستويات حيث جاء اللقاء مفعماً بكثير من أولويات الدولة الأردنيه وبطرح جريء يمثل شخصية قيادية قادرة على طرح لغة الإصلاح المطلوب في كافة مؤسسات الدولة الأردنية بإيمان مطلق بأن هذا الوطن قادر على بناء مستقبله بثقة مستمداً ذلك من هذا الشعب الذي آمن منذ تأسيس الدولة الأردنيه والتي جاءت بعد إنتهاء الثوره العربية الكبرى حيث توجة الأمير عبدالله الأول من الحجاز الى مدينة معان عام 1920 ثم توجه الى عمان سنة 1921 وقام بتأسيس إمارة شرق الأردن .
وبالتالي ظهور سمو ولي العهد بهذا الألق الإعلامي المميز كان يهدف الى إيصال رسائل ملكية تتحدث عن واقعية الأحلام والطموحات في عين ولي العهد التي سبقها حراك كبير لسموه في مختلف مواقع الدولة الأردنيه من خلال الجولات الميدانية التي أكد من خلالها إيمانه المطلق بالشباب الأردني المُحب لوطنه وقيادته ودوره في صناعة وطن قوي قادر على التصدي لكل التحديات التي قد تواجهه في قادم الأيام .

وفي غمرة إحتفالات مملكتنا الحبيبه باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستوريه وما أنُجز من مشاريع ورؤيا جاءت المقابله لُتشيرالى عدة نقاط لابد من التوقف أمامها والمضي مع طموحات سمو ولي العهد والتركيز على كل ما أشار اليه بأنه جزء مهم من مسيرة اليوبيل الفضي لسيد البلاد وإستكمالاً لمشروع جلالته التي تأسست على إن هذا الوطن رغم إمكانياته القليله إلا إنه يشكل أحد أهم ركائز الأستقرار بالمنطقه وبالتالي أكدت المقابله بأن سمو ولي العهد لدية قناعة راسخة بأن هذا الجيل الجديد قادر على البناء على ما بُني بالدولة الأردنيه التي تمتد الى مائة عام من البناء والحضاره والقيم .
أظهرت المقابله كم يتمتع سمو ولي العهد في مفهوم وأسس للحكم الرشيد إذ قالها بكل وضوح " المهمه آخر 25 عام لم تكن سهله " ولا يوجد دولة بالمنطقة مرت بظروف مثل الظروف التي مر بها الأردن ولأسباب خارجه عن إرادتنا ومع ذلك تجاوزتها الدولة الاردنيه بسلام "
من هنا جاء طرح سموه كيف ستكون " الخمس والعشرين سنة القادمه ؟ حيث بالتأكيد سوف تزداد التحديات والتي بالتأكيد ترتبط بتغير نمط الحياة ليس بالأردن وحسب بل بالعالم أجمع حيث إزدياد عدد السكان وأرتفاع تكاليف كل مناحي الحياة , لذلك جاء طرح سموه بأنه يسعى لأن يكون الأردن أقوى وأن يعتمد على نفسة من خلال " إكتفاء ذاتي وهذا بالتأكيد سيكون أساسة الأقتصاد القوي , الأقتصاد المستدام , الأقتصاد المبني على مشاريع قادره على ترجمة طوحات سمو ولي العهد في إيجاد مستقبل تنموي حقيقي , خاصه اذا ما علمنا إن الأردن يتميز بتنوعة السياحي الذي يمتد على كافة الثرى الأردني من شماله الى جنوبه والذي يعتبر أحد أهم عوامل الإزدهار الإقتصادي وهو ما أشار اليه ولي العهد بمقابلة قناة العربية بأنه " نفطنا المستقبلي "

وفي الجانب السياسي من المقابله أكد ولي العهد بأن تداعيات كثير من الأحداث التي مرت بها المنطقه منذ عام 2003 ما زالت المنطقه تعاني منها الى يومنا هذا , وأشار بكل وضوح عن الحرب الدائره الآن في قطاع غزه حين قالها " جميعنا مصدومون من عجز العالم أن يوقف هذه المذبحة حيث الشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق " وفي هذا إنما هو تاكيد لموقف الدولة الأردنيه الرسمي حول ما يجري بقطاع غزه وباقي المدن الفلسطينية المحتله .


المقابله مع سمو ولي العهد قدمت لنا ملامح من النظره نحو المستقبل القادم للدوله الأردنيه , وبأن مئوية الدولة الأردنيه الأولى شكلت مرحلة عميقه بفكر سموه وبأن الأجيال تنتظر من سموه أن يكون الأردن كما يريد وطناً قوياً أمام المحن وبأن مراحل البناء في كافة مؤسسات الدولة الأردنيه تنطلق من الإيمان المطلق بأن هذا الوطن يتمتع بمكانه عالية بالعالم .

مقابلة ولي العهد الاردني سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني جاءت مفعمة بجمال قلبه الجميل وبكل تفاصيلها السردية من فكر سموه سواء على الصعيد الشخصي أو السياسي .