حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9312

هي حرب عالمية

هي حرب عالمية

هي حرب عالمية

02-06-2024 11:10 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ليس من المقبول أن يُبْدَأ الحديث بطرح سؤال غير منطقي عن قيادة أو بالاصح انقياد النظام العالمي بمجمله لما تريده الدولة العميقة المتمركزة هناك حيث منجم الدولار الذي لا ينضب وشارع وول ستريت Wall Street بمنهاتن المتحكم بمفاصل الاقتصاد العالمي دون الدخول بالتفاصيل ،
فمن البديهي بعد ما يقرب من قرن من الزمن من هذه التبعية لامريكا "لما سَلَفَ " انه اصبح متجذرا لدى كثير جداً من شعوب العالم بان التبعية لامريكا هي مِن مسلمات الاستقرار لكل من يطلبه ، ولا احد على هذا الكوكب لا يريد الاستقرار والأمن والطمأنينة بل الكل ينشد هذا ويسعى له بكل السبل .

لا احد يستطيع ان يُنكر عِلمه ومعرفته التامة ( وإن كان لا يستطيع الإفصاح عنه بأي حال من الاحوال) بأن امريكا هي التي تقود هذه الحرب العدوانية بكامل قوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية ومعها بالعلن الدول العظمى الاوروبية متمثلة ببقايا ببريطانيا العظمى البائدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا ومعها كندا وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان ،
ولن اخوض في نوايا الدول الناشدة للاستقرار كما ذكرنا ولكن بالحد الادنى لا احد منهم يستطيع رفع إصبعه ولو استئذاناً للكلام ( والحديث هنا سياسي)
ليس ذو طابع وسلوك اجتماعي فالكل له احترام ،
مَن بقي اذاً من غير المشتركين فعلاً بالعلن والساكتين على مضض والواقفين متفرجين غير مشارك فيها ؟

روسيا والصين ليستا بمنأى عن هذه الحرب الدائرة
وإن مصلحة الصين التي هي الرابح الاكبر من بين منظومة الدول العظمى في هذه الحرب التي لها مصلحة عليا باستمرارها ولا يهمها على اي حال تنتهي،وان في اعلى سُلَّم أولوياتها حماية جنوب بحرها وهي غير مستعدة بل ليس ضمن استراتجيتها خوض معركة ولو بمسدسات مائية مع امريكا ( ولستُ من صناع السياسة الصينية لاقول هذا ) بل هو السلوك الصيني الممتد منذ اربعة آلاف سنة قبل الميلاد لم يتغير إلى يومنا هذا وإن تغيرت صدارتها لتجارة العالم وتربعها عليه سواء بتجارة الحرير وإنشائها لطريقه او بتجارة كل شيء كما هو الحال هذه الايام،
إن موقف روسيا الحرج إن على مستوى حربها مع اوكرانيا أو علاقتها بالنظام العالمي الذي جعلها تتموضع في سوريا بأجر مدفوع جعلها غير قادرة على إحداث اي تغيير على الساحة الدولية ، وانها تسير بحذر شديد مداراة لمصالحها وتكتفي باقتداء الاخرين من شجب واستنكار لا يقدم ولا يؤخر .

الحروب العالمية تعمل على خلق محاور وتكتلات وتحالفات بين الدول كما حصل في الحرب العالمية الثانية وكما هو حاصل اليوم في هذه الحرب ، ولكن مع فارق عظيم غير مسبوق في التاريخ حديثه وقديمه ، فهذه الحرب غير عادية وهي حربٌ فاصلة،حرب ستُغيِّر وجه التاريخ وستقلب الأمور رأسا على عقب لتعيد التوازن المفقود حالياً على الارض ،
حربٌ خارقة للعادة في كل شيء ،
حربٌ بقيادة أعتى واعظم وأقوى قوة عسكرية على وجه الأرض وخلفها النظام العالمي بكامله ما بين داعم ظاهر وخفي وداعم بالعلن وكلّ هولاء يقفون صفاً واحدًا وجبهة واحده امام ثلة قليلة العدد والعتاد ، اي حربٍ هذه بهذه المواصفات!!
ان القواعد الامريكية المنتشرة في كل بقاع الارض
( في البر والبحر وفي المحيطات) مُستَنفَرة ولا محاذير عليها او قيود حيثما وُجِدَت وكلها تمد هذه ألحرب التي تميد ارضها بكل تلك القوات نتيجة ضربات تلك الطائفة القليلة العدة والعدد ، فاي حربٍ هذه !!
ماذا ينقص هذه الحرب من مظاهر حتى نُقِرّ ونعترف بانها عالمية بامتياز؟

لكل حرب نتائج وإفرازات ونتائج هذه الحرب الغير مسبوقة ستكون ايضاً غير مسبوقة ولا متوقعة على الاطلاق ، واذا ما اخذنا بقوانين الفيزياء التي تقول ان لكل فعل رد فعل مساوي له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه فإن النتائج التي بدأت تظهر وبصورة مغايرة تماما وبعيدة كل البعد عن كل التوقعات وهي نتائج اوليه انما هي اشارات ونُذُر مرعبه لما هو حتماً آت ،
واذا ما أخذنا بالعقيدة القتالية التي تقاتل بها هذه الطائفة المرتبطة بالارض والعِرض والمقدسات وبالتاريخ الذي كتبه آبائهم والاجداد وكلها مرتبطة ارتباطاً دينياً وعقائديا بالله الذي له الامر من قبل ومن بعد فاعلم ان قوة هذه الفئة التي انتصرت قادرة على ان تزيح الجبال من اماكنها وما يُرى بالعين المجردة من خوارق وقدرات تفوق الاستيعاب العقلي وما يحدث خارج عن كل قوانين الطبيعة ولا ينسجم مع العلم العسكري ولا مع علم فنون القتال وكل الذي يحصل خارج عن قدرة تحمل البشر ، فأي حربٍ هذه!!

يا ايها الذي في مشارق الأرض ومغاربها وتظن انك واقف على الحياد إعلم ان هذه الحرب الدائرة الان تهمك جداً سواء كنت على قناعة بهذه الحقيقة او لم ترغب ان تكون لديك هذه القناعة وتشعر انك بعيداً كل البعد عنها واعلم انه لن يطول الوقت لترى بأم عينيك تداعياتها التي ستلقي بظلالها على كل شيء حولك عندها ربما تدرك ذلك ،
بكل الاحوال هذه حربٌ فيها مهزوم ومنتصر والمهزوم فيها لن يكون من يقودها وحده ( وهي امريكا ) بل ومعها كل من تعلق بحبالها والتجأ اليها طلبا للنجاة وللحياة ، والبطولة إن كنتَ تملك الوقت والخيار هي في اتخاذك للقرار مع من تكون .
يوسف رجا الرفاعي








طباعة
  • المشاهدات: 9312
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-06-2024 11:10 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم