03-06-2024 10:49 AM
سرايا - صدمةٌ في دولة الاحتلال من خطاب الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، لا بلْ صفعة مجلجلة في وجه الإسرائيليين وصُنّاع القرار في "تل أبيب"، الذين عبّروا عن خشيتهم العميقة من أنْ ينتقل بايدن من الأقوال إلى الأفعال خصوصًا وأنّه في خطابه تحدّث عن مقترحٍ إسرائيليٍّ.
وهنا المكان وهذا الزمان للتذكير بأنّه في إحدى المقولات المأثورة المنسوبة للثائر الأمميّ، الشهيد تشي جيفارا، أكّد أنّ “الأقربون طعناتهم أشّد، لأنها تأتي من مسافةٍ قصيرةٍ”، وربّما هذه المقولة تُوجِز الوضع الذي آلت إليه دولة الاحتلال بعد خطاب الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، فالرجل بات كاثوليكيًا أكثر من بابا روما، وصهيونيًا أكثر من هرتسل، ولولا السلاح الفتّاك والدعم غيرُ المسبوق من الناحية الدبلوماسيّة، لكان كيان الاحتلال، اليوم بعد 8 أشهر من بدء العدوان على قطاع غزّة، يلفظ أنفاسه الأخيرة، علمًا أنّ المقاومة الفلسطينيّة تُواصِل التصدّي لجيش الاحتلال، فيما يستمِّر حزب الله على الجبهة الشماليّة بدكّ الشمال الإسرائيليّ بالمُسيّرات والصواريخ، وأمس أعلن الناطق العسكريّ عن وصول مسيّرةٍ من حزب الله إلى مدينة عكّا.
بايدن، الشريك الأكبر والأخطر في حرب الإبادة التي تخوضها "إسرائيل" ضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في قطاع غزّة، اضطر من منطلق (مكرهًا أخاك لا بطل)، أنْ يكشِف وبعظمة لسانه الكذب الإسرائيليّ، ويُعرّي رئيس الوزراء الكذّاب ابن الكذّاب، بنيامين نتنياهو، في محاولةٍ لإعادته لحجمه الطبيعيّ، وفقط للتذكير فإنّ “الأزمة” بين الحليفيْن الإستراتيجييْن، واشنطن وتل أبيب وصلت إلى ذروتها بعد أنْ تلقّى نتنياهو دعوةً لإلقاء خطابٍ في الكونغرس الأمريكيّ خلافًا لرأي بايدن، كما أنّه حتى اللحظة، وبعد مرور أكثر من عامٍ ونصف العام من تشكيل حكومته السادسة لم تتّم دعوته للزيارة التقليديّة للبيت الأبض، ليكون بذلك أوّل رئيس وزراءٍ إسرائيليٍّ يُهان بهذه الطريقة الدبلوماسيّة.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، في "إسرائيل" تسود حالة من الزعزعة والصدمة، خطاب بايدن لا يحمل ولا يتحمّل تأويلات أوْ تفسيرات، والأخطر من ذلك، بالنسبة للصهاينة، أنّه أكّد بشكلٍ لا لبس فيه أنّ المقترح لوقف إطلاق النار “صُنِع في "إسرائيل"”، وما على الرسول إلّا البلاغ.
نتنياهو، الذي تمكّن بدهائه الشديد وكذبه المُزمن الإفلات من الضغوطات المستمّرة عليه وعلى كيانه المهزوز والمهزوم بهدف مواصلة حرب الإبادة، وصل إلى طريقٍ مسدودٍ، وأوكل مهمة الإعلان عن ذلك لبايدن، الذي يُنعَت في "إسرائيل" بأنّه الرئيس الأكثر صهيونيّةً في تاريخ الكيان منذ إقامته في فلسطين عام 1948.
وجريًا على عادته، التي تؤكِّد جبنه وضعفه، لجأ نتنياهو إلى وسائل الإعلام العبريّة لتسريب ردٍّ على خطاب الرئيس الأمريكيّ على لسان “مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ رفيع المُستوى”، وهو نتنياهو نفسه، كما كان قد كشف مراسل الشؤون السياسيّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، يارون أبراهام. ووصف المسؤول عينه خطابًا للرئيس الأمريكيّ بايدن، مساء الجمعة، ادعى فيه أنّ دولة الاحتلال قدّمت مقترح صفقة جديدًا لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، بأنّه “ضعيف وانتصار لحركة حماس”، طبقًا لأقواله.
ونقل المراسل السياسيّ في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن المسؤول الإسرائيليّ الرفيع، الذي لم تذكر اسمه، قوله إنّ “خطاب بايدن ضعيف وانتصار لحركة حماس”، مضيفًا في الوقت عينه إنّ “الرئيس الأمريكيّ بايدن لا يفهم الواقع هنا”، على حدّ تعبيره.
وقال المُحلِّل إيتمار آيخنر، من صحيفة (يديعوت أحرونوت) في تحليل نشره على الموقع الالكترونيّ للصحيفة (YNET)، قال إنّ الخطاب جاء في توقيتٍ لافتٍ، أيْ عشية استقالة الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس من منصبه هو وزميله غادي آيزنكوط، وذلك في الثامن من الشهر الجاري، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ خطاب بايدن عكس حالة الإحباط الشديد في الإدارة الأمريكيّة من التصريحات الإسرائيليّة حول تحقيق (النصر المُطلَق)، والذي أجمع الخبراء في الكيان على أنّه لا يتعدى كونه سرابًا ووهمًا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ بايدن سئم من تصريحات المسؤولين في دولة الاحتلال بضرورة مواصلة الحرب في قطاع غزّة، على ما نقله المُحلِّل عن مصادره السياسيّة في تل أبيب.
جديرٌ بالذكر، أوضح المُحلِّل، أنّ الإدارة الأمريكيّة تخشى من تنامي قوّة المتطرّفين في الحكومة الإسرائيليّة، وهما سموتشريتش وبن غفير، مُشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" تستغرب استغرابًا شديدًا أنّ بايدن لم يعرض ضغوطاتٍ على حركة (حماس)، وبشكلٍ تناقضيٍّ طالب "إسرائيل" يتبنّي المُقترح الذي عرضته هي بنفسها، على حدّ تعبيره.
وفي الختام وَجَبَ التأكيد بأنّ خطاب بايدن عرّى "إسرائيل" وكشف كذبها على الملأ بالصوت والصورة، وعمليًا دقّ المسمار الأخير في نعش العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي سينتهي دون أنْ تُحقق "إسرائيل" أيّ هدفٍ إستراتيجيٍّ، لا نصر، ولا النصر المُطلق، لا تدمير حماس، ولا القضاء على المقاومة الفلسطينيّة، وتحرير الرهائن الإسرائيليين منوط بقرارٍ من حركة (حماس) وليس غيرها.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2024 10:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |