بقلم : د. عادل محمد القطاونة
أصبح دونالد ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُدان بارتكاب جناية، حيث أعلنت هيئة المحلفين في نيويورك يوم الخميس الموافق 30-5-2024 أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مذنب في جميع التهم الـ34 المتعلقة بتزوير سجلات الأعمال. ورحبت هيئة الادعاء العام بالقرار قائلة إن" هيئة المحلفين قالت الكلمة" وقررت أن المدعى عليه مذنب في جميع التهم الموجهة إليه. المحلفون ال12 الذين وهم 5 نساء و 7 رجال دانوا دونالد ترامب طوال محاكمته الجنائية في نيويورك تم حمايتهم بموجب أمر أصدرته المحكمة بإبقاء هوياتهم طي الكتمان من أجل ضمان سلامتهم الشخصية والحيادية في القرار.

في خضم كل هذه الاحداث يرى الكثير من المحللين والمراقبين أن دونالد ترامب وعلى الرغم من إدانته قضائياً إلا أنه من المتوقع أن يعود بقرار من الشعب الأمريكي رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية !

دستور الولايات المتحدة لا يمنع أصحاب السوابق من تولي الرئاسة. ومهما كان الحكم النهائي الذي سيصدر ضد دونالد ترامب خلال الجلسة المقررة في 11 يوليو الجاري، فإنه لن يضع حدا لحملته الرئاسية وسيكون الحسم ليلة الخامس من نوفمبر العام الجاري ٢٠٢٤.

"لا أحد فوق القانون" عبارة أطلقها أنصار الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بعد صدور القرار، قابلها عبارة "يوم مظلم وحزين" لأنصار دونالد ترامب، في ما وصف ترامب نفسه بالقول "أنا سجين سياسي".

الغريب والخطير بالنسبة للديمقراطية الأمريكية مع حقبة بايدن وترامب، أن الحزب الجمهوري، حزب القانون والنظام، يواجه انتقادات شديدة بسبب خرقه القانون والنظام في بعض الحالات، بينما يواجه الحزب الديمقراطي ملاحظات عديدة في العدالة والحرية، والقدرة على إدارة الملفات الداخلية والخارجية بإتزان! ليتساءل البعض عن مدى مرونة نظام العدالة والمتابعة الذي يخضع أمامه كل مواطن للمساءلة في الولايات المتحدة الأمريكية بغض النظر عن طبيعة عمله أو علاقاته.

يرى خصوم ترامب أن القضاء في نيويورك قام بعمل مفيد للرأي العام من خلال تشريح سلوك رجل يجعل من تجاهل القاعدة العامة أسلوبًا صحيًا للحياة، وعدم منح المتهمين حصانة غير مبررة من العقاب بسبب مواقعهم في الدولة حسب وصفهم.

إزاء الوضع المستجد والمتغيرات المتسارعة، أكد ترامب على رباطة جأشه قائلاً: "الحُكم الحقيقي سيصدر في الخامس من نوفمبر وسيصدر عن الشعب"، في إشارة إلى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ختاماً، تشير إستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى النتائج إلى أن ما يقرب من نصف الأمريكيين قد يواجهون صعوبة في اختيار مرشحهم الرئاسي، إذ يمتلك المرشحان الأكثر حظاً في الانتخابات الرئاسية دونالد ترامب وجو بايدن، خصائص قد يرفضها الكثير من الأميركيين، فهل سيفوز المرشح الجمهوري المتهم بارتكاب بجرائم جنائية عديدة أم المرشح الديمقراطي الذي سيدخل عامه 82 بعد أشهر قليلة !