حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5021

مـهرجان جرش

مـهرجان جرش

مـهرجان جرش

04-06-2024 01:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد الحوراني
مهرجان جرش للثقافة والفنون تقليد أردني عريق بدأ منذ العام الف وتسعمئة وثمانين وغني عن القول الحديث عن دوره في رفد الحركة الثقافية والفنية الوطنية بكل ما هو جديد حيث تلاقحت في ساحاته الرؤى والافكار والابداعات الجديدة فيما بينها وقدمت مشهداً وجوهراً ثقافياً أمثل فتحت الباب للتعرف على المستحدَث وكل ما هو جديد من الثقافات والابداعات والفنون العربية والعالمية فضلًا عن المحلية بطبيعة الحال.

اكتسب مهرجان صفة الديمومة والاستمرارية ولم تنطفئ شعلته إلا قسرًا في بعض السنوات منها إبّان تداعيات فيروس كورونا ثم استأنف مسيرته ليقام في نفس الموعد في كل عام، وفي هذا الصدد جاء إعلان وزيرة الثقافة مؤخرًا عن إطلاق شعلة المهرجان لهذا العام في الثلث الأخير من تموز القادم الأمر تبعه صخبًا وهجومًا ممن نتفهم وجهة نظرهم ومبررات (غضبهم) إن جاز التعبير، الأمر الذي شكّل مادة خصبة لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي المتأهبين على الدوام للهجوم دون تقصّي الحقائق أو محاولة البحث عنها والاستفسار ممن يعنيهم الشأن وأقصد هنا وزارة الثقافة.

يرى المخالفون لإقامة مهرجان جرش لهذا العام أن إقامة الاحتفالات غير مقبولة خاصة في ظل ما يتعرض له إخواننا المرابطون في غزة الذي يُقتلون صباح مساء، ومعارضة هؤلاء الإخوة جاءت فور الإعلان عن موعد المهرجان دون التريّث للاستماع إلى التفاصيل التي لا يساورنا ريب أنها حاضرة في عقلية وتفكير الدولة الأردنية والقائمين على المهرجان والمنظمين لفعالياته الذين لا يمكنهم بحال ما الخروج عن الرأي العام والمزاج الشعبي الأردني المتعاطف مع غزة أكثر من بني العرب أجمعين، وعليه كان لزامًا الانتظار لحين الإعلان عن البرنامج كاملا وهو ما نعتقد جازمين أنه سوف يكون مغايرًا ولن تكون جرش ساحة تتغنّى على جراح الفلسطينيين ولن تقبل الوزيرة ذلك وهي الراعية والمحفّزة والمشجّعة على الدوام لعشرات الأنشطة والفعاليات التي أيّدت وناصرت غزة وقامت بتوظيف الفعل الثقافي الوطني لدعم جهود المجاهدين في غزة ورفض وشجب واستنكار الحرب الشعواء هناك.

مهرجان جرش لم يعد ساحات للغناء وإحضار المطربين الأردنيين والعرب فقط، والمتابعين يمكنهم الوقوف على هذه الحقيقة حيث يشكل المهرجان فرصة تحتفي بالإبداع المحلي والعربي والانساني، وهنا نتحدث عن اهمية التنويع والمأسسة التي تكفل دوام استمراريتها وتعزيزها بألوان جديدة من صنوف الثقافة والفن والفكر التي تمنح المتلقي الاردني ذائقة وإحساسا بالمعرفة والجمال، وزد على ذلك ما تشكله مظلة المهرجان من مناسبة للعشرات بل المئات من أبناء وبنات الوطن لعرض إبداعاتهم ومنتجاتهم التراثية والفنية والشعبية (عشرات الأنواع من الأكلات الشعبية الأردنية) وفي ذلك بابًا للرزق الحلال، ويضاف إلى ذلك كله دعم المهرجان للحركة السياحية الأردنية الداخلية والخارجية منها للتعريف بالأردن وتاريخه الحضاري العريق.

القائمون على مهرجان جرش (منا وفينا) ولن يغرّدوا خارج السرب والهجوم عليهم ليس له مبررًا ولن يقبلوا إلا أن تكون مساحات المهرجان فريدة وملهمة تتسم بالحيوية وتتجسد فيها روح الإبداع وروح المبادرة بشكل لافت، ولن تفوّت وزارة الثقافة هذه المناسبة لتنظيم العديد من الفعاليات المثالية والأفكار الرائدة للتعبير عن رفض الأردن ملكًا وحكومة وشعبًا لما يتعرض له أهلنا في غزة، وليس هناك مجال للمزايدات على الموقف الأردني الذي قاده جلالة الملك على مستويات محلية وعربية وعالمية وأعلن فيه بكل صراحته المعهودة رفض الأردن للحرب وهو أكثر من دعا إلى إرغام إسرائيل على إيقاف أفعالها الإجرامية بحق العزّل من إخواننا الفلسطينيين وما زال حفظه الله يقود جهدًا سياسيا وإنسانيا ودبلوماسيا مكثّفا لهذه الغاية.

لننتظر فعاليات المهرجان التي سوف تلخص جوهر ما تحمله من قيمة ثقافية وفنية، وكيف تلعب دورًا حيويًا في تشجيع الشباب على تطوير مهاراتهم والمساهمة في تنمية مجتمعهم بروح إيجابية وإبداعية.

Ahmad.h@yu.edu.jo

الراي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5021
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-06-2024 01:33 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم