09-06-2024 08:33 AM
بقلم : بلال حسن التل
من المحطات المهمة التي يجب التوقف عندها في حديث صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، نبرة التفائل بالمستقبل التي تحدث به سموه، ولعل من أهم أسباب هذا التفاؤل ليس فقط معرفة سموه بما يتوفر لدى الأردن من إمكانيات بشرية، وموارد طبيعية في مقدمتها الثروة السياحية الهائلة التي يمتلكها، والتي تغنيه عن البترول إن أحسن استخدامها، مما يساهم في حل مشاكلنا الاقتصادية، ونتائجها الكارثية وفي طليعتها البطالة والفقر.
لكن هناك سبباً جوهرياً آخر لتفاؤل سموه هو الإيمان بقدرة الأردن على تجاوز التحديات والانتصار عليها، وهو ما برهن عليه الأردن عملياً خلال ربع قرن من تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لسلطاته الدستورية، فقد تحمل الأردن كل الضغوط التي مورست عليه، وفي مقدمتها الضفوط الأميركية، ورفض الانخراط في الحرب على العراق عام2003، كذلك لم يقع القرار والموقف الأردني من الحرب أسيراً لموجة العواطف الأردنية الجياشة نحو العراق ورفض العدوان عليه، كما هو موقف الأردنيين من أي اعتداء يقع على أي جزء من اجزاء وطننا العربي. ول?لك تحمل الأردنيون كل النتائج القاسية التي نجمت عن موقف بلدهم الرافض للعدوان على العراق، كما تحمل نتائج النزوح العربي المتكرر نحو الأردن نتيجة ما شهدته العديد من البلاد العربية من حروب وفوضى، فبعد النزوح الفلسطيني، جاء النزوح اللبناني، ثم العراقي ثم السوري، واجزاء من النزوح السوداني والليبي. وهذه كلها شكلت تحديات للاقتصاد الأردني، ناهيك عن آثارها السياسية.
ما تجاوز الأردن الأزمات الاقتصادية العالمية، خاصة أزمة عام 2028، والتي خرجنا منها باقل الخسائر الممكنة. ثم تجاوز محنة «الخريف العربي»، التي ما زالت آثارها التدميرية تعصف بالكثير من الدول العربية، فظل الأردن واحة أمن وأمان، ولم يسمح للتطرف وعصاباته الإرهابية بالامتداد إلى الأردن، بل لقد تصدى الأردن كذلك لمسح الصورة السيئة التي رسمتها عن الإسلام عصابات التطرف والإرهاب، فكانت رسالة عمان رداً علمياً عملياً لإعادة رسم صورة الإسلام السمحة.
وبموازات تصدي الأردن لموجة الإرهاب المتسترة بالإسلام، تصدى الأردن لتحدي مواجهة المشاريع السياسية التي هدفت للسيطرة على المنطقة العربية تحت أقنعة مذهبية، وتحت لبوس تحرير القدس.
في غمرة كل هذه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واجه الأردن تحدياً صحياً، اجتاح العالم كله هو جائحة كورونا، التي كان الأردن من أقل الدول خسائر فيها، ومن أول الدول انتصاراً عليها.
إن رسم صورة متكاملة لمجمل تحديات واجهت الأردن خلال ربع قرن والتي أشار لبعضها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، تجعل من حق سموه التفائل بالمستقبل، خاصة أن أحسنا استثمار مواردنا التي أشار إليها سموه.
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-06-2024 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |