حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6996

ربُـــعُ قــرنٍ فــي خــدمـــة الــوطـــن والإنــســان

ربُـــعُ قــرنٍ فــي خــدمـــة الــوطـــن والإنــســان

ربُـــعُ قــرنٍ فــي خــدمـــة الــوطـــن والإنــســان

09-06-2024 08:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد الحوراني
اليوم التاسع من حزيران، يوم التمام والكمال لمسيرة ربع قرن من حكم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وفيه يعلن الأردنيون الفرح ويعبرون عن صادق ولاءهم وعظيم انتماءهم لقيادة ربّان السفينة التي قادت الوطن إلى مرحلة تراكمت فيها الانجازات وتعززت فيها المكتسبات، واليوم يمضي أبناء وبنات الوطن قدمًا في مسيرة البناء والإنجاز والإصلاح الشامل التي انتهجها قائدهم، ويتطلعون بعزم وإرادة إلى المزيد من العمل والعطاء في مجتمع تسوده الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان، والاعتماد على الذات للوقوف أمام التحديات وتجاوزها وصولًا لمستقبل أفضل، المواطن فيه، هو الحلقة الأهم لجني ثمار وعائدات تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

وبعد مرور ربع قرن من قيادة جلالة الملك، فإن إحساسا غامرا وشعورا بالاطمئنان والثقة، ينتابنا ويؤكد لنا بأننا نسير بالاتجاه الصحيح، وان نهج الحكمة والاعتدال وبعد النظر واستشراف المستقبل الذي جسده جلالة الملك يحظى بالاحترام والتقدير لبناء دولة القانون والمؤسسات عبر برنامج إصلاحي شامل ابتدأه جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية حتى باتت التجربة الاردنية التي تميزت بالحداثة والانتقال سريعًا الى بيئة العصر ومستجداته محط اهتمام ومتابعة الكثيرين ممن هم حولنا، ويقول جلالته في كلمة له خلال أعمال الطاولة المستديرة لآسيا التي نظّمها المنتدى الاقتصادي العالمي سنغافورة في 28 نيسان 2005 (إن تجربتنا في الأردن تشهد على أهمية الإصلاح النابع من بيئتنا المحلية، فأي جهد على مستوى المجتمع بأكمله حتى يُكتب لـه النجاح، عليه أن يتجاوب بصورة مباشرة مع أولويات ذلك المجتمع واهتماماته. ولا يمكن لأي عمل مفروض من الخارج أن يولّد القبول الجماهيري المطلوب).

وفي يوبيل جلالته الفضي، نستذكر حجم العمل الدؤوب والموصول الذي يقوم به مليكنا المفدى في مسيرة الإصلاح والتنمية وفي جولاته التفقدية والإنسانية على بوادي ومخيمات وقرى ومحافظات المملكة وفي لقاءاته المفتوحة وحواراته الصريحة التي يجريها مع كافة شرائح أبناء شعبه بتواضعه الفريد بعيدًا عن بروتوكولات غيره من الملوك والقادة والاستماع الى مطالبهم وتلبيتها والزام الجهات ذات العلاقة لوضع الخطط العملية لها وبأجندة زمنية لتنفيذ هذه المشروعات.

وفي يوبيل جلالته الفضي، نستذكر إنجازاته ونحن نجد الأردن في عهده الأغر يزداد قوة ويغدو أكثر منعة وأشد صلابة في مسيرته وما شهدته كل مؤسسات الوطن وقطاعاته من تطوير كبير. ففي عهد جلالته عشنا المزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين وشهدنا في عهده الميمون سعي جلالته إلى إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام وتقدم الحريات المدنية.

وفي عهد جلالته شهدنا حرصه السامي على سن التشريعات الضرورية التي أمّنت للمرأة الأردنية دورًا متكاملًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة، فأصبحت تشارك بفعالية في صنع القرار وتولت مناصب متقدمة في الدولة، فهي العين والنائب والوزيرة، والقاضي، والسفيرة، وفي القطاع الخاص نجد المرأة في أكثر المواقع حساسية وأهمية، وتمكنت بفضل خبراتها ومؤهلاتها من تحقيق المنجزات التي فاقت التوقعات.

يتمتع جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بشخصية قيادية فذّة، تحظى باحترام مرموق على المستوى العالمي، ونال – حفظه الله–تقديرًا كبيرًا من مختلف القوى السياسية والفعاليات الرسمية والشعبية عربيًا ودوليًا، كما يمثل جلالة الملك صوتًا عربيًا هاشميًا معتدلًا، وموقفًا عاقلًا متزنًا، اقرب ما يكون إلى الواقعية والإحساس بالمسؤولية والالتزام لخدمة الأهداف والمصالح الوطنية للشعب والأمة بعيدًا عن أجواء المزايدات والصراعات الضيقة، وفي ذلك أداء للرسالة الهاشمية الشجاعة التي وضعت الأردن وإمكاناته في خدمة العمل العربي لحماية الوجود القومي والحضاري للوطن العربي وكذلك الدفاع عن حياض الأمة الإسلامي وتراثها الروحي، لا سيما في ظل حركات المعاصرة والتجدد والعولمة التي شهدها العالم، واستيعاب التطورات والتغيرات الكبيرة الناجمة عنها، ومواجهتها والتفاعل معها بثقة وعقل مفتوح لإفساح المجال أمام الأمة والعالم الإسلامي للتعامل مع المفردات والتعبيرات التي فرضتها تلك التطورات ليكون لها نصيب في صياغة المستقبل لأبنائها وتحقيق أقصى درجات التأثير في بناء النظام العالمي الجديد.

لا يخفى على أحد حجم التطور والإنجاز الذي تحقق للمملكة الأردنية الهاشمية خلال ربع قرن من قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على صعيد تنمية الوطن وقدراته البشرية والاقتصادية، ورغم الظروف الصعبة التي فرضتها تطورات المحيط الأردني، بيد أن حكمة وحنكة جلالة الملك والقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف والتعامل معها، قد جنّبت المملكة دوامة الحروب والفتن والاقتتال، وشرّعت أمام الأردنيين أبواب مرحلة جديدة من البناء والتنمية والاستقرار، حتى إن الكثير من قادة العالم وصفوا جلالته بالمحارب العظيم صاحب الفكر العميق والتصميم والعزم، وبحسب الرئيس الأمريكي الأسبق (ترامب) فإن جلالة الملك عبد الله الثاني «رجل أمضى الكثير من سنوات عمره في قيادة القوات الخاصة في بلاده، رجل يعلم جيدًا ماذا يعني أن يكون المرء جنديًا ويعرف كيف يقاتل».

Ahmad.h@yu.edu.jo

الرأي








طباعة
  • المشاهدات: 6996
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-06-2024 08:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم