10-06-2024 03:00 PM
بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
لأن الجيش الاردني العربي في كل بيت اردني، فلا شك ان جميع رجال ونساء وشباب الاردن يمتلكون شجاعة الجندي الاردني، ويتحلون بصفاته، فهامات جنودنا تزدان بشعار الجيش العربي الذي يحمل رسالة قومية إنسانية ونهجا عربياً هاشمياً، ما انعكس على ابناء الاردن جميعا، الذي وصفهم سيد البلاد بأصحاب الجباه المرفوعة والهامات العالية والقيم الاصيلة، فشعبنا الاردني يمتلك شجاعة الجندي الاردني ويتحلى بصفاته.
وكما تأسس جيشنا العربي على عقيدة ومبادئ ورسالة، فقد نشأ ابناء شعب هذا البلد على صفات الكرم والشجاعة والتسامح، معتزون بتاريخهم وإرثهم وتراثهم وقيمهم الاصيلة، ويتحلون بالعزم والارادة والشجاعة، متسلحين بالعلم والثقافة الواسعة والوعي، غايتهم نبيلة للمضي قدما في مسيرة البناء والانجاز.
لذلك رأي فيهم سيد البلاد شجاعة الجندي وإنسانية الطبيب وإخلاص المعلم، نعم، هذه الصفات هي أساسية في عمل كل من الجندي والطبيب والمعلم، فشجاعة الجندي تظهر في قدرته على المواجهة وحماية الآخرين، في حين أن إنسانية الطبيب تتجلى في الرعاية والعناية بالمرضى في أحلك الظروف، وإخلاص المعلم يتجلى في التفاني في نقل المعرفة وبناء الاجيال، ولتكتمل المسيرة كان لا بد من توافر الاصرار لدى شبابنا نحو مزيد من الانجازات لبناء الوطن.
الوصف الدقيق من سيد البلاد للاردني المثابر والمتميز، فيه تكريم لروح الإصرار والتفاني التي تميز هذا الشعب، حيث يتجلى ذلك واضحا في قدرتهم على التحمل والصمود في مواجهة التحديات، وفي إرادتهم القوية لبناء مجتمعهم، والتي تعكس الروح الوطنية العميقة والانتماء الحقيقي للوطن وللإنسانية في نفس الوقت.
كما إن إيواء الضيف وإكرامه وتقديم الأمان للباحثين عنه ونصرة المظلوم، جزء لا يتجزأ من القيم الإنسانية العميقة، وسمة من سمات الاردنيين، ويعتبر الأردنيون واجب إيواء الضيف واحترامه جزءًا لا يتجزأ من تراثهم الثقافي والاجتماعي،ما يعكس التلاحم الاجتماعي والرحمة الإنسانية وتعبر عن روح التضامن والتعاون التي تميز المجتمع الأردني، الاكثر تسامحًا وتضامنًا.
وجلالة الملك كأب، ورب الأسرة الاردنية، يعي تماما تضحيات الاباء والامهات لرفعة ابنائهم وبناتهم، ويعكس التفهم والتقديرالذي يظهره جلالته تجاه تضحيات الآباء والأمهات الاردنيات في توجيهاته وخطاباته، حيث يشيد بالدور الحيوي الذي يلعبه الأهل في بناء وتعزيز قيم الوطنية والمواطنة والتضامن في المجتمع.
وجلالته كقائد عسكري يعلم ان الجيش الاردني يجمع بين البناء والإعمار، والإنسانية والسلام، والرجولة والشهامة والشجاعة، ذلك الجيش الذي هب للدفاع عن ثرى فلسطين حين افتدى ضباطه وافراده بارواحهم الطاهرة ورووا بدمائهم الزكية تراب فلسطين الطهور، ومن الجيش استلهم الشعب الاردني هذه الصفات.
وأكد جلالة الملك، ان الأردن موطن للكثير من الأفراد الموهوبين والمبدعين الذين يساهمون في رفع اسم البلاد عالياً في مختلف الميادين. سواء كانوا في مجالات العلم والتكنولوجيا، أو في الثقافة والفنون، أو في مجالات الرياضة والإنسانية، يعكس هؤلاء الأفراد الطاقات الإبداعية والعطاء التي تعزز مكانة الأردن على الصعيدين الوطني والعالمي.
ولفت جلالته الى انه يباهي بالاردني بالعالم، لثقته ان الأردن يمتلك ثروات بشرية قيّمة، وهي تمثل مصدر قوة للبلاد، إذ تتميز هذه الطاقات بالتعليم العالي والتدريب المتقدم، وبالروح الابتكارية والإبداعية التي تدفعهم لتحقيق النجاح والتميز في مجالاتهم.
وبفضل تفاني هؤلاء الرجال والنساء في بناء وتطوير مجتمعهم وخدمة وطنهم، يظل اسم الأردن مرموقاً ومحترماً في كل مكان يذهبون إليه، حيث إن إسهاماتهم وإنجازاتهم تعكس القيم والتقاليد النبيلة للأردن، وتساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للبلاد على الساحة الدولية.
شموخ جلالة الملك عبدالله الثاني يتجلى بشكل واضح في وقفته امام ابناء شعبه، خلال الاحتفال بمسيرة ربع قرن، شموخ ناجم عن فخره بقيادة الاردن، وفخره بأنه أردني، وفخره بشعب عظيم شامخ، ويعبر عن احترامه وتقديره لشعب نال احترام العالم، شعب يتسم بالإنسانية والتسامح والتعاون والاخلاق النبيلة وكرم الضيافة ومواقفه الثابته ومبادئه التي لا تحيد عن الحق التي تعكس التزام الأردن قيادة وشعبا بالقيم السامية والمبادىء الإنسانية والسلمية، وتجعله شريكًا موثوقًا به في جهود تعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
جلالة الملك يعلنها صراحة انه يقف اليوم بين شعب عظيم شامخ وتشرف جلالته بأمانة خدمته، تلك الكلمات تعبر عن عمق العلاقة بين الشعب الأردني وقائدهم، وتظهر تواضع الملك واعتزازه بخدمة الأردن وشعبه وهذه الروح القيادية والتفاني في خدمة الوطن هي التي تجعل الأردنيين يتشرفون بقيادتهم، وبفضل توجيهاته وقيادته الحكيمة، يشعر الأردنيون بالاطمئنان والاستقرار، ويرون فيه قائداً يسعى دائماً لمصلحة البلاد ورفاهية شعبه، كما أن تواضعه واعترافه بأهمية خدمة الأردن وشعبه يجعله قريباً من قلوب الناس ويعزز الروابط الوطيدة بين الحاكم والشعب.
لم يخلوا خطاب جلالة الملك لشعبه من تقدير انجازتهم رغم التحديات التي مرت وعصفت بالكثير من الاحداث، خلال ربع قرن من الزمان، فخطابه يعبر عن الوعي العميق والتقدير الكبير للتحديات التي مر بها الأردن ، وتأثيرات الأحداث الدولية على البلاد، وأشار بوضوح انه وبالرغم من التحديات التي واجهها الأردن، إلا أنه تمكن بفضل العمل الجاد والإرادة الصلبة من تحقيق إنجازات ملموسة وإيجابية في مختلف المجالات.
وبرزت قدرة الأردن على التصدي للتحديات والأزمات بشكل فعّال، وتحولت تلك التحديات إلى فرص للنمو والتطور، كما أن الشعب الأردني استطاع تحقيق الاستقرار والتطور في ظل الظروف الصعبة، مما يعكس عزمه وقدرته على التكيف والبقاء قويًا في وجه التحديات.
كما أكد جلالته أهمية الهوية الوطنية الأردنية كعامل للوحدة والقوة وليست مصدر للخلاف في مواجهة التحديات والأخطار التي قد تواجه البلاد، فالهوية الوطنية الأردنية تجسد القيم الثابتة والمبادئ التي يتمسك بها الشعب الأردني، مما يجعلهم يتحدون كوحدة واحدة في وجه أي تهديدات، وهي مصدر ثبات وقوة في مواجهة الأخطار وحماية أمن واستقرار البلاد، وهي القوة التي تمكن الأردن وشعبه من تحقيق النجاحات والتغلب على التحديات عبر مر الزمن.
وعكس خطاب جلالة الملك روح الإصرار والتفاني التي يتمتع بها الشعب الأردني في بناء وتطوير وطنهم، مؤكدا بالفعل، ان رحلة النجاح لا تخلو من التحديات والصعوبات، ولكن الشعب الأردني يظل مصمماً على تحقيق أهدافه وتحقيق طموحاته بكل ثقة وإصرار.
وخلال هذه الرحلة، كن هناك خطط واجتهاد وتطوير ونجاح واخطاء وحرص مستمر على تصويب الاخطاء والتحديث المستمر للوصول الى الاهداف والطموحات، وهذا التوجه نحو التحسين المستمر والتطوير يعكس الالتزام الثابت للأردن بتحقيق التقدم والرفاهية لشعبه، وبالاستمرار في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ويؤكد جلالة الملك مرة اخرى على اهمية التحديث الثلاثي السياسي والاقتصادي والاداري، وان مسؤولية تحقيق التحديث الشامل تقع على عاتق الجميع، وان الاردن ماض قدما بعزم واصرار وبثقة نحو مستقبل مشرق معتمدا على المواهب والكفاءات والقدرات البشرية، وعلاقاته الاقتصادية مع العالم، ويجدد جلالة الملك ثقته بابناء شعبه لمواصلة مسيرة التحديث والبناء، ويتقدم بكل تواضع بالشكر والتقدير والثناء لابناء شعبه اللذين وقفوا وما زالوا خلف قيادته ، ويجدد عهده أن يبقى الأردن حرا عزيزا كريما آمنا مطمئنا.
ونحن بدورنا نؤكد اننا معه وبه ماضون وعلى العهد باقون