11-06-2024 12:27 PM
بقلم : بلال حسن التل
من أهم المحطات التي يجب التوقف عندها في حوار صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مع قناة العربية، والتي يجب الإسراع في تحقيقها في واقعنا العملي، هي قناعة سموه بضرورة عودة خدمة العلم، لتربية جيل جديد يكون منضبطا ومرتبطا بارضه.
دعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد لخدمة العلم، هي دعوة لاستعادة جيشنا للكثير من أدواره، ذلك أن جيشنا هو مدرسة للانضباط، الذي صرنا نفتقده في معظم مكونات حياتنا، فالإدارة العامة في بلدنا صارت تفتقد للانضباط، ومن ثم إلى الإنتاجية. كما فقدنا الانضباط في سلوكياتنا العامة، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر أن قيادة السيارات صارت عبارة عن حرب يسقط فيها قتلى وجرحى، وصار صغيرنا لا يحترم كبيرنا، باختصار صارت الفوضى سمة من سمات مجتمعنا.
ومع فقدنا للانضباط فقدنا، الولاء لكل شيء، فلم يعد لدينا ولاء للوظيفة العامة، لم يعد لدينا ولاء لقيم المجتمع وللنظام العام، والأخطر هو فقداننا للولاء للارض كوطن.
لكل ما تقدم تبرز أهمية إيمان سمو ولي العهد بضرورة عودة خدمة العلم، فمن خلال هذه العودة يستعيد جيشنا للكثير من أدواره، وأهمها أنه سيعلم من خلال خدمة العلم كل الشباب الأردني الانضباط في كل مناحي حياتهم، وسيزرع فيهم روح الولاء، كما أن خدمة العلم ستعلم شبابنا أهمية احترام الوقت واحترام التراتبية، والأقدمية،كما أن خدمة العلم ستشعرهم بأهمية المساواة والعدالة الاجتماعية، ففي صفوف الجيش لا فرق بين ابن الوزبر وابن الغفير، وفي الجيش قد يصبح ابن الجندي قائدا لابن الضابط.
وخدمة العلم ستعيد شبابنا إلى ممارسة العمل اليدوي والمهني، فتعود قواتنا المسلحة كواحدة من أهم روافع التنمية الوطنية المستدامة، فالجيش الأردني هو الذي وطن الرحل، وهو الذي بنى المدارس والمستشفيات ونشر الوعي الصحي، وشق الطرق، وكان له دور تنموي متميز يجب أن يوثق، وهو ما سبق أن دعا إليه الدكتور محمد عدنان البخيت عندما كان رئيسا لجامعة مؤتة، وهو ما حاولنا أن نفعله في جماعة عمان لحوارات المستقبل، فلم نجد تعاونا، وكأنه لا يراد لجيشنا أن يكتب تاريخه، خاصة في مجال التنمية، فلنساعد على استعادة أدواره من خلال خدمة العلم.
الرأي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-06-2024 12:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |