20-06-2024 08:33 AM
بقلم : رايق المجالي /ابو عناد
نجمع كلنا على فكرة واحدة في النتيجة نعرفها عن مجتمعنا الأردني الكبير وهي أن الجهل والتوهان هما السمة الرئيسية لهذا المجتمع ،فإذا لخصنا كل الآراء لكل الأفراد دون استثناء أحد سنجد الجميع يجمع أن عدم الوعي وعدم وضوح الرؤية عند الجميع وأن العقل الجمعي تائه ولا أحد يفهم ما جرى وما يجري وما سيجري.
هذه حقيقة الأمر من كل زاوية تناولناها ومهما قلبنا أوجهها ولكن الحقيقة الأخرى التي لا نركز عليها هي أن الوعي ومن اكتسبوه بعلمهم ومعارفهم وتجاربهم ليسوا نسبة ضعيفة أو فئة قليلة بل ربما هم من حيث العدد النسبة الأعلى بين الأفراد في المجتمع الأردني فالأردن دولة يجمع عليها محيطها في المنطقة وتحظى باعتراف عالمي بأنها دولة منتجة ومصدرة للعقول وليس من المنطق في شي أن يوصف مجتمع بأنه منتج للعقول ولديه أعلى نسب التعليم بين المجتمعات العربية وفي ذات الوقت يوصف أو يظهر كمجتمع ينقصه الوعي ولكن هذا يحصل مع المجتمع الأردني لسبب واحد هو أن من وصلوا لمرحلة الوعي الحقيقي ينهزمون نفسيا أمام كل مظاهر الجهل وأمام ارتفاع أصوات الجهلة فيصابون بحالة من الإكتئاب تدخل الشخص الواعي في نفق من الإنطواء على النفس والسلبية تجاه محيطه ومجتمعه.
نعم إن الوعي الذي يوجد لدى نسبة كبيرة في مجتمعنا الأردني لا نلمسه عاما لأن كل شخص لديه وعي جاء بتراكم المعارف مع التجارب -على الأغلب - يقع في شرك الإحباط من القدرة على التأثير والتغيير الذي يتفاقم ليصل إلى حالة اكتئاب فيبدأ الشخص بنسج شرنقته الخاصة التي تعزله عن المجتمع في جانب التفاعل والدخول في نقاشات وحوارات عامة أو التصدي إلى المشاركة في الأفعال أو الأقوال التي تصب في الشؤون العامة ، وفقط يبقى هذا الواعي يركز على شؤونه وأسرته الخاصة ويراقب المحيط فقط فيزداد مع الوقت تقوقعا وإنعزالا لأنه وصل إلى حالة نفسية اورثته اليأس من أن أي تفاعل أو مشاركة قد تؤثر في أي شيء في المجتمع.
لا ينقصنا الوعي من حيث إعداد الواعين والمثقفين ومن لديهم التشخيص السليم والرؤية الصحيحة للإتجاهات الصحيحة التي تعالج المجتمع وتعالج أزماته ومشاكله لكن إكتئاب الوعي وإنعزاله عن المجتمع يجعله كأنه غير موجود أصلا.
وللاسف فبعض نسبة من أهل الوعي إذا شقوا الشرنقة الخاصة وخرجوا منها فلا ينتقلوا إلا لشرنقة أوسع قليلا فتجدهم فقط يشاركون في اجتماع عدد قليل من المثقفين في شأن معين فينخرطون في رابطة أو ملتقى أو تجمع فئة تحت مسمى فيعقدون فعاليات يقتصر الحضور فيها على اعداد لا تزيد عن عدد أصابع اليد في (امسية ،ندوة ،محاضرة ،اشهار كتاب) ويصفقون لبعضهم ثم يعودون كل إلى حياته الخاصة يتذمر بينه وبين نفسه أو بعض خاصته من الأوضاع العامة في المجتمع ،فهم اذا وبالنتيجة (هذه المجموعة من الواعين) أيضا في شرنقتهم معزولين تماما عن المجتمع وهم فقط جمعوا الإكتئابات الخاصة تحت عنوان أو إسم ليكونوا إكتئابا لوعي عدد من الأفراد يجتمعون في مكان وزمان بينهم ليصفق كل واحد لإكتئاب غيره.
الوعي لدينا مكتئب والثقافة منعزلة وبالنتيجة فالمعارف والتجارب والأحلام هي المكتئبة والمنعزلة عن المجتمع.
أبو عناد.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-06-2024 08:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |