23-06-2024 12:09 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
بما ان العلاقة في هذه الايام بالذات مع الصديقة امريكا هي في اعلى مستوياتها مع العالم العربي بل هي الان في القمه وحيث ان الجلوس او الوقوف على القمم كما يقول المثل هو اصعب من الوصول اليها وان مُجرَّد نسمة ريح قادرة على ان تجعل الجالسين عليها يشعرون وكأن الارض تميد بهم وأن السقوط المرعب حتما حاصل ، وعليه ومن قبيل المحافظة على هذه العلاقة والصداقة ثم مِن حيث الابتعاد عن دائرة الاتهام بالكلام عن دولة صديقة بهذا الحجم من العلاقة والصداقة بكلام قد لا يروق لها او ربما ترى فيه شيئاً من النشاز ( يعني مش مدوزَن تمام ) وتجنباً لكل هذا فانني التزم التزاماً تاماً بما قاله ويقوله رئيسهم او ناطقهم الرسمي بلا زيادة بل بالالتزام بشيء من النقصان خشية الوقوع بالخطأ وتجنباً للاتهام .
منذ ان بدأ العالم الغير رسمي مع بعض الاستثنآت لدولٍ كانت مُمَثلَةً بشكلها الرسمي والشعبي منذ بدأ هذا العالم يضج مستنكِرا وشاجِبا ويقول صراحةً ان ما يجري على ارض غزة من حرب تقودها امريكا ومعها الدول العظمى الاوروبية وكندا وأستراليا واليابان وغيرها ضد طائفة من المقاومين المدافعين عن ارضهم وعِرضهم ومقدساتهم التي ليست لهم وحدهم ، كل هؤلاء اجمعوا أن هذه الحرب إنما هي حربُ إبادةٍ جماعيةٍ وان الذي يُستَهدَف ويُقتَلُ فيها انما هم الاطفال والنساء والشيوخ والشباب العُزَّل ، ويتم الكلام عنها خفيةً او صراحة وبالعلن واصبح الامر سيان لان ما جرى ويجري قد كشف عن بشاعة اجرام المشاركين في هذه الإبادة الجماعية والذين تلطخت ايديهم بدماء المدنيين الابرياء المسفوكة والتي لن تُزيل هذه الدماء عنهم كل مياه الانهار والبحار وستبقى ابدية تلاحقهم كوصمة عار .
وهنا يأتي تحليل الرئيس الأمريكي الصديق ومنذ ان ثبت للعالم ان ما يُرتكب في هذه الحرب هو إبادة جماعية بدأ الرئيس يعلنها مراراً وتكراراً انه لا يوجد شيء اسمه إبادة جماعية في هذه الحرب بل لا يوجد تجاوز للخطوط الحمراء الذي يعرفها العالم اجمع ،
وهنا صراحةً ربما اتفق مع الرئيس في إنكاره ودحضه لهذا الإجماع العالمي وان كل هذا التقتيل وهذه الجرائم لم تصل الى حد الإبادة الجماعية ،
وانا وربما الكثير امثالي يتفقون معه للاسباب التاليه:
عندما يتم اعطاء الرئيس التقرير الرسمي اليومي او الاسبوعي او الشهري لنتائج الحرب الدائرة من الجهات المختصة ويذكرون فيه تفاصيل الاسلحة التي تم ويتم استخدامها وعندما يُرفق مع التقرير تفاصيل كل سلاح من هذه الاسلحة مبيناً قدراتها التدميرية وشدة قوتها وفتكها للبشر والشجر والارض والحجر ثم عندما يتم قراءة الكم من الاسلحة التي استُخدِمَت ويتم ارفاق ارصدةِ كلٍّ منها في المخازن والتي كما يقول العارفون اصبحت تقترب من الصفر لقديمها وجديدها والمُصَنَّع منذ ايام ثم يُكمِلون قراءة التقرير عن انواع هذه الاسلحة البرية والبحرية والجوية ويُختم التقرير باستنفاذ ترسانة الاساطيل البحريه وعندما تكون الخلاصة في السطر الاخير للتقرير ومفادها وهكذا يهيئ لي ( وهذا سيناريو افتراضي) انه لو أُلقي كل ما في هذا التقرير وهو واقع وامر حقيقي قد تم تنفيذه ، لو أُلقي هذا على صحراء موهافي او صحراء الحوض العظيم في امريكا لاحترقت رمالها ودُكَّت جبالها وسويت أوديتها ولما بقي عليها اثر لحياة بشر او شجر او دواب وهوام ،
وعندما يعلم الرئيس وبعد كل هذا ان غزة ما زالت تقاوم وان نسائها ما زِلن يُزغردن للشهيد ويَحمِلن اطفالهن المُرتقين الى ربهم على اكتافهن وان المقاومة ما زالت تقاتل من تحت شجر الزيتون والليمون ، فكيف سيقتنع ويعترف سيادة الرئيس ان هناك إبادة جماعية !! وهو وقادته وقادة حلفائه يعلمون يقيناً ان ما أُلقي على غزة كفيل بان يجعلها وما عليها وما تحتها رماد في رماد ، فاين ذهبت قوة هذه الاسلحة التدميرية بما فيها من أسلحة نووية؟
بعد كل هذا ، برأيك ، الا يُعذَر الرئيس ؟
ولذلك يقول سيادة الرئيس انه لم يتجاوز حتى الخطوط الحمراء بناء على هذه المعطيات .
بصراحه ربما تحليل سيادة الرئيس يحتاج الى تحليل
وبصراحة اكثر فعند استخدامنا لقواعد الرياضيات والفيزياء والكيمياء ولمعادلات صناعة هذه الأسلحة التدميرية لكل منها والنتائج المطلوبة من هذه الأسلحة فاننا ببساطة نستطيع القول ان النتيجة هي القضاء التام والمطلق على المنطقة التي تُلقى عليها ومَن فيها وأن الارض حتماً تكون قاعاً صفصفا ،
ولان كل النتائج لهذه الحرب خارجة عن منطق العلم العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي اضافة لما سبق فلا شيء فيها قابل للقياس او خاضع لنظريات وقوانين وابحاث ودراسات ، فإن الرئيس معذورٌ أيضاً ولا يلام عندما يعلم يقيناً ان اي شيء من هذا لم يحصل وان كل الذي تم هو قتل متعمد للابرياء من الاطفال والشيوخ والنساء وتدميرٌ وتجويعٌ وتعطيش، ولا شيء غير هذا ، فهذه صدمة للرئيس لا تُحتَمَل ، وان هذا غير الذي أرادوه وسعوا له كما جاء على السنة كبرائهم ، ألم تطلب المرشحة للرئاسة الامريكية السيده هيلي تسوية الارض بغزه ! الم تكتب على صواريخهم المنطلقة لقتل الاطفال والنساء بخط يدها اقضوا عليهم !
الم يدعو " صديقنا " السيناتور جراهام لقصف غزة بالنووي ! هذا قولهم وهذه خطتهم وهذا هدفهم
ثم يقال للرئيس ان غزة ما زالت تقاوم وما زال اهلها صامدون! الا يدعو هذا فعلاً للجنون !!
هذه الحرب خاضعة لامر واحد وهو العقيدة التي يقاتل بها اولئك المقاومون الأبطال وهذا شأن ليس للرئس ولا لمن معه مِن دولٍ عظمى وصغرى ولا لمؤيدٍ له بالخفاء او بالعلن شأن بها ومن الصعوبة بمكان ان يعقلها اولئك الذين يؤمنون بان مصالحهم هي أسمى غاية ولتحقيقها فلا ضابط لها ولا رادع ،
فلا مراعاه ولا اكتراث لقوانين المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية ولا اعتراف بقرارات مجلس الأمن ولا محاكم العدل ولا اعترافٍ بحقوقٍ إنسانيةٍ ولا قرارات المحاكم الجنائية الدولية ، كلها معطلة او مقفلة او باطلة وممزقة كما ترون وتسمعون .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-06-2024 12:09 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |