23-06-2024 12:23 PM
سرايا - ارتفعت حدّة التوتّر بين المُستوى العسكريّ والأمنيّ في دولة الاحتلال، بعد تصريحٍ لافتٍ، اعتبر فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ دانئيل هغاري أنّه “سيكون من غير الممكن القضاء على حركة حماس”، وذلك بعد أكثر من 8 أشهر من الحرب على قطاع غزة.
وفي مقابلة مع القناة 13 بالتلفزيون العبريّ انتقد هغاري الساسة الإسرائيليين لأنهم “لم يطرحوا بديلاً للحركة” في غزة، وقال إنّ “الحديث عن القضاء على حماس ذر للرماد في عيون الشارع الإسرائيليّ، طالما أنّ المستوى السياسيّ لا يطرح بديلاً لحماس فإنّ حماس باقية”، طبقًا لأقواله.
ومن ناحيته، قال قائد لواء (ناحال) في جيش الاحتلال، الجنرال يائير تسوكرمان، في تصريح نهاية الاسبوع الماضي، إنّ هناك أنفاقًا في كلّ البيوت تقريبًا بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وإنّ تقدم قواته بطيء والمعارك شاقة، على حدّ تعبيره.
وبحسب صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية فقد قال تسوكرمان إنّ جنوده عثروا خلال الأيام القليلة الماضية فقط على 17 نفقًا في رفح، وإنّ تلك الأنفاق تربط بين منازل الأحياء وتشكل متاهة كبيرة، وإنّ بيوت المدينة مرتبطة ببعضها بعضًا عن طريق فتحات في الجدران، طبقًا لأقواله.
وأوضح القائد العسكريّ في جيش الاحتلال أنّ: “حركة حماس تزرع كاميرات كثيرة في رفح لإدارة المعركة من فوق الأرض وتحتها”.
وأضاف أنّ: “من بين التحديات التي تواجه قواته تفخيخ المنازل والغرف في المدينة قبل دخول القوات الإسرائيليّة إليها، وتفجيرها عن بُعد”، وذلك في تعليق على مقتل 4 جنود إسرائيليين الأسبوع الماضي في تفجير منزل اعتقدوا أنّه خالٍ من المتفجرات، وفق الصحيفة.
وأطلع تسوكرمان الصحفيين، الذين سمحت لهم "إسرائيل" بالذهاب إلى رفح وإجراء تقارير من هناك، على صورة لباب خزانةٍ مفتوحٍ وخلفه فتحة في الجدار الخرساني تؤدي للمنزل المجاور.
وقال تسوكرمان: “هذه ساحة معركة من نوع مختلف”، مؤكِّدًا في الوقت عينه أنّ القوات الإسرائيلية تقاتل شبرًا شبرًا في رفح، وإنّ “الجنود يقاتلون فوق الأرض وتحتها”، مضيفًا: “الأمر بطيء وشاق، لكن الإنجازات مهمة”.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضح القائد في جيش الاحتلال أنّ قواته عثرت على مخابئ أسلحة وصواريخ بعضها بعيد المدى، مؤكّدًا على ضرورة منح الجيش الإسرائيلي “الوقت الكافي لإكمال مهمته المتمثلة في نزع السلاح بالمنطقة”، وفق تعبيره.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ تسوكرمان لم يرغب في الحديث عن الوقت الذي ستستغرقه مهمة نزع السلاح تلك التي تحدث عنها، لكن القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ قالت أمس الأربعاء إنّه بعد نحو 40 يومًا من القتال لا يزال الجيش الإسرائيليّ بعيدًا عن تحقيق المهام التي أنيطت به في رفح، كما قال لمندوبي وسائل الإعلام الذين رافقوه في جولة بالمدينة الواقعة في جنوب قطاع غزّة.
وفي مقالٍ بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة شدّدّ المُستشرق الإسرائيليّ، د. ميخائيل ميليشتاين، على أنّ حركة (حماس) هزمت الكيان مرّتيْن، الأولى في السابع من أكتوبر، والثانية في الحرب التي تقودها إسرائيل ولم تثمر عن تحقيق أهدافٍ إستراتيجيّةٍ، مثل إعادة المخطوفين والقضاء على حماس.
وتابع قائلاً: “الحدث الصعب في رفح، أيْ مقتل الجنود الثمانيّة الأسبوع الماضي، يؤكّد بشكلٍ لا لبس فيه نجاح حركة (حماس)، حتى بعد إصابة البنية التحتيّة العسكريّة للتنظيم، إذْ أنّ عددًا قليلاً من الخلايا التابعة للحركة أوْ حتى (إرهابيين) معدودين، يقومون بجرّ إسرائيل إلى حرب استنزافٍ، تمنع تهدئة الأوضاع والسيطرة عليها، كما أنّ (حماس) أوضحت لإسرائيل أنّها هي التي تحكم القطاع، ولا يوجد غيرها”، طبقًا لأقواله.
ومن الجدير ذكره أنّه وفقًا لمعطيات جيش الاحتلال الإسرائيليّ، ارتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 658، بينهم 306 بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر نفسه. كما أشارت المعطيات إلى إصابة 3835 ضابطًا وجنديًا منذ بداية الحرب، بينهم 1936 بالمعارك البريّة.
في سياقٍ ذي صلةٍ، توقعت وزارة الأمن الإسرائيليّة أنْ تدفع حرب غزّة آلاف الجنود الإسرائيليين في جيش الاحتلال إلى الإصابة بأمراضٍ نفسيّةٍ حتى نهاية العام الجاري، بسبب مشاركتهم في الحرب على غزة.
ونقلت قناة (كان) التابعة لسلطة البث الإسرائيلية عن (شعبة التأهيل) في الوزارة أنّ عدد الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا وتلقّوا علاجًا بسبب الحرب على غزة بلغ 7200، وأنّ 30 بالمائة منهم مصابون بأعراضٍ نفسيّةٍ.
وأشارت القناة إلى التوقعات بانضمام ثمانية آلاف من الجنود الإسرائيليين إلى قائمة المصابين بأمراض نفسية، وأنّ ذلك يأتي بسبب ما يُعرف بـ “أعراض ما بعد الصدمة”، المعروفة طبيًا بمصطلح (بوست تراوما)، التي سيُعاني منها مستقبلاً المزيد من الجنود بسبب مشاركتهم في الجهد الحربيّ في غزة.
وأبلغ جنود إسرائيليون أصيبوا بأعراضٍ نفسيّةٍ بسبب مشاركتهم في حرب غزة القناة، بأنّ المؤسسات الرسميّة تماطل وتضع الكثير من العراقيل قبل الاعتراف بإصابتهم بمستوى من العجز، إثر المشاكل النفسية التي يُعانون منها بعد خدمتهم العسكريّة.
والسؤال الذي ما زال مطروحًا: هل هذه التصريحات والمؤشرات والدلائل تؤكِّد أنّ هزيمة الجيش الإسرائيليّ باتت وشيكةً؟ أمْ أنّه أخفق عمليًا، ولكن بسبب نرجسية نتنياهو يُواصِل الغوص بالوحل الغزيّ والركض الموضعيّ وإخفاء الحقيقة؟.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-06-2024 12:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |