24-06-2024 01:19 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
يقال إن الصيف الحالي هو من أكثر الفصول التي مضت حرارة، وهكذا يرى خبراء الأرصاد.. ونحن أمامنا في الأردن ملف آخر ساخن، وهو الانتخابات المنتظرة في أيلول المقبل.
بدأنا نشهد حراكاً انتخابياً، يؤشر إلى إقبالٍ على هذه الانتخابات، والتفاعل معها، بخاصة وأنها مختلفة وجاءت بعد مناخات التحديث السياسي والاقتصادي، والإداري.
وحيال هذا الحراك المجتمعي، الذي بدأت بواكيره، هناك حاجة إلى مزيد من التوعية بالقانون وتعديلاته وما طرأ عليها، بخاصة توزيع المقاعد، والغاية من الأحزاب التي يقع على كاهل الكثير منها عبء إثبات الجدوى.
إذاً، نحن أمام منظومة تشريعية جديدة، لربما تحتاج إلى أساليب جديدة، من جهة طرح الرؤى والأفكار والبرامج، وبالضرورة التوعية، فليس على كاهل الهيئة المستقلة للانتخاب يقع موضوع التوعية والتعريف فقط بحيثيات التجربة البرلمانية المنتظرة.
ولا يمكن أن نبقى ندور في حيثيات ذات الطرح، وأسلوبه، حتى في حشد الناخبين، والترويج لبرامج المترشحين، وإذا ما كان الصيف ومناسباته الاجتماعية هو الموسم الأفضل للقاء الناخبين بالناس، فأيضاً، الأفضل هو أن يكون الطرح مقنعاً، ويبدأ بإيضاح التجربة الوليدة، وما تمخض عنها من قوانين ونظم.
فاليوم، نحن لدينا رؤية جيدة للمقبل، يعبر عنها البنية التشريعية، والوضوح والتدرج في الحزبية بالنسبة للنواب، ويلزم هذه التجربة المزيد من الإيضاح، من جانب المترشحين أنفسهم، وألا يبقى الدوران في فلك التجارب السابقة وأنماطها.
فالناس تريد أن تتفاعل مع التجربة الانتخابية، وتتمنى برلماناً قادراً على إيصال همومها والحديث بها، ولكن الغالبية يريدون حديثاً مقنعاً، وطرحاً قابلاً للتنفيذ، خاصة في برامج اقتصادية، ورؤى قادرة على استيعاب هموم الاقتصاد والبطالة، وسبل التشغيل.
وأيّ مرشح يستطيع الحديث في كل ذلك، ولكن الأهم من الحديث هو امتلاك الرؤية، وهذه في صلب عمل الأحزاب، وبالأخص الساعية منها إلى إيجاد كتلة نيابية وازنة قادرة على التأثير في صناعة القرار البرلماني.
وفي السنوات الأخيرة، لاحظنا أن كثيراً من النواب انبروا إلى الاكتفاء بالتشريعات والقوانين، والتصويت عليها، دون أن يسعوا إلى تقديم طرحٍ أو مشروعٍ على الحكومة.. ونحن اليوم أمام رؤية أكثر نضوجاً فهي بحاجة إلى نواب جديرين بها.
كما أن الحاجة اليوم، هي إلى تقديم طرح مختلف، ومقنع، وبخاصة تجاه فئة الشباب، إضافةً إلى المشاريع التنموية، على الحاجة إلى نقاش، أظن أنه يأتي لاحقاً يحدد الخط الفاصل بين المركزية والنواب..أيّ الفارق بين نائب الخدمات ونائب الرقابة والتشريع.
هذا الصيف الساخن هو فرصة لحراك انتخابي، ولكنه أيضا، فرصة لأن يكون الطرح مختلفاً، بخاصة وما يواجهه الأردن من تحدياتٍ غير مسبوقة إقليمياً، سواءً الحرب في غزة، أو التحديات التي رتبتها انزياحات الإقليم، والتي بتنا نرى إفرازاتها على حدودنا الشمالية.
فالأردن – بحمد الله – قوي بمؤسساته وبحضوره، وبهمة أبنائه والنشامى في مؤسساتنا الأمنية، والحاجة هي اليوم، لأن يكون نقاشنا في الانتخابات وما نريد بمسيرتنا التنموية وهموم الاقتصاد من تقديم برامج وأفكار قادرة على التخفيف من هموم الناس.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-06-2024 01:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |