24-06-2024 05:45 PM
بقلم : سيف منور
حدثني احد الشخصيات البارزة في جلسة صيفية في احد الاماكن الرائعة في العاصمة عمان ، عن السبب الذي ادى الى تحول اغلب صفوف المعارضة في الاردن الى الموالاة للملك والانتماء للوطن ، وقد اسهب في حديثه ، فادهشني ، وآثرت ان انشر كلامه للفائدة العامة ، يقول الرجل انك عندما تدخل في دهاليز المعارضة ونواياهم واجنداتهم ومهنهم واصولهم والنشأة الاجتماعية التي نشأوا بها ، تعلم جيدا انك لا تنتمي الى هؤلاء ، ويصبح لديك رفض تلقائي للفكرة ، وان هؤلاء البشر لا يشبهوننا كأردنيين ، كأبناء عشائر وقبائل كانت الاساس في تأسيس الدولة ، ويقفز الى ذهنك وانت تجلس معهم ان هؤلاء يشبهون من دمروا العراق ، وجاءوا يوم ما على ظهر دبابة امريكية ، لو اتيح لهم ، وهؤلاء يشبهون من اشعل الحرب في السودان بين ( حمتي والبرهان ) ، وان هؤلاء اقرب الى من تصارعوا على السلطة في خراب سوريا ، لو قيض لهم ، بل انهم يشبهون صراع حماس والسلطة الفلسطينية على الحكم في فلسطين تحت الاحتلال وقبل التحرير.
لقد ادهشني هذا القول ، وحاولت الاستزادة منه ، بانه كيف استطاع وهو في عمر قد تجاوز الستين ان يحصل على كل هذه التجارب ، فاخبرني انه كان شيوعيا ، وتحول بعد ذلك عندما كبر الى الحركة الاسلامية ، ثم اصبح مع القوميين العرب ، وبعد ذلك اصبح مستقلا ، ولم يترك مظاهرة او اعتصام الا واشترك به ، وكان ممن يتبنون نظرية زوال الاردن او ذوبانه ، وبعد ان تأكد له بالبرهان ان الاردن دولة ليست مؤقتة ، وليست دولة وظيفية كما كان يروج عنها ، فتوصل الى حقيقة ان هذا النظام الهاشمي العروبي هو النظام الاكثر تسامحا بين الانظمة العربية ، وان الشعب الاردني بقبائله وعشائره وقروييه هم الاكثر تسامحا ومحبة للغريب ، وان بفطرتهم مناصرة الضعيف واغاثة الملهوف وجبر عثرة المكسور ، وان الايام كانت كفيلة في المائة سنة الماضية من عمر الدولة ان تثبت ان هذا الوطن اكبر من الجميع ، وان الشرف كل الشرف ان تكون الى جانب الدولة والنظام ، لا الى جانب ناعقي الخراب والباحثين عن الشهرة على حساب الاوطان ، وان المرء يخجل من ان يكون في صفوفهم لا بصف الدولة .
عند انتهاء الجلسة ، ودعت ضيفي الكبير وانا مملوء رأسي بالهواجس والافكار ، حيث انني ما زلت في مقتبل العمر الدراسي والسياسي والعملي ، فايقنت ان هذا البلد محمي بأهله وبرعاية الله ، واخذت اتأمل كلامه واذ بنشرات الاخبار على قنوات التلفزة تبث ان خلية ارهابية قد تمكنت من تخزين متفجرات في ماركا ، وان سلاح الهندسة الملكي قد قام بالتعامل مع المتفجرات وقام بتفجريها في مكانها دون ان يصب احد باي اذى ، بعد ترحيل السكان المجاورين والحفاظ على سلامتهم ، علمت حينها ان المعارضة تبدأ بشكل تنظيري وتنتهي بشكل تفجيري والعياذ بالله ..
حمى الله الاردن وقيادته واهله الطيبين ,,
سيف منور
كاتب ومحلل سياسي اردني ، وباحث بدرجة الماجستير في الدراسات الدبلوماسية في القانون الدولي العام .
00962797983393
Saifmenwer0@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-06-2024 05:45 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |