حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,15 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11463

جِيلُ الشَّاشَاتِ

جِيلُ الشَّاشَاتِ

جِيلُ الشَّاشَاتِ

24-06-2024 05:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هبة احمد الحجاج
حِينَ يُصْبِحُ الْحُلْمُ عَلَى وَشْكِ الْوُصُولِ ، وَتَشْعُرُ أَنَّكَ عَلَى بُعْدِ عِدَّةِ أَيَّامٍ ، سَاعَاتٍ ، لَحَظَاتٍ ، أَيْنَ كَانَتْ تِلْكَ الْمُدَّةُ الزَّمَنِيَّةُ بِإِذْنِ اللَّهِ سَأَتَمَسَّكُ بِذَلِكَ الْحُلْمِ .

I won't look back, I won't go in that direction
One day I will say: "I did it "

لَنْ أَنْظُرَ لِلْخَلْفِ ، أَنَا لَنْ أَسِيرَ فِي ذَلِكَ الْإِتْجَاهِ
يَوْمًا مَا سَأَقُولُ : لَقَدْ فَعَلْتُهَا .
نَعَمْ بِالتَّأْكِيدِ سَأَفْعَلُهَا، هَا أَنَا الْآنَ أُشَارِفُ عَلَى الِانْتِهَاءِ مِنْ رِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورَاهْ فِي عِلْمِ التَّرْبِيَةِ بِعُنْوَانِ " جِيلِ الشَّاشَاتِ " .
وَبَيْنَمَا أَنَا مَابِّينَ خُطُوَاتِ عَمَلِ رِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورِ مِنْ اخْتِيَارِ مَوْضُوعِ رِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورِ ، وَ وَضْعِ عُنْوَانِ رِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورِ ، وَ اخْتِيَارِ الْمَصَادِرِ وَالْمَرَاجِعِ الْخَاصَّةِ بِرِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورِ ، وَإِعْدَادِ مُقْتَرَحِ الْبَحْثِ ، وَ كِتَابَةِ مُقَدِّمَةِ رِسَالَةِ الْبُرُوفِيسُورِ ، وَ كِتَابَةِ فُصُولِ الدِّرَاسَةِ ،
وَ كِتَابَةُ الْخَاتِمَةِ ، إِلَى تَرْتِيبِ الْمَصَادِرِ وَالْمَرَاجِعِ .. .

تَذَكَّرْتُ أَنَّنِي مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ لَمْ أَزُرْ أُمِّي وَشَعَرْتُ وَكَأَنَّ هُنَاكَ صَخْرَةً وَضَعْتُ عَلَى صَدْرِي وَجَعَلْتْنِي لَا أَسْتَطِيعُ التَّنَفُّسَ ، فَتَرَكْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَذَهَبْتُ إِلَيْهَا عَلَى الْفَوْرِ لِكَيْ أَطْمَئِنَّ عَلَيْهَا وَأَزِفَّ لَهَا خَبَرٌ أَنَّ ابْنَهَا سَيُصْبِحُ بِرَفِيسُورَ فِي عِلْمِ التَّرْبِيَةِ .
وَهَلْ يُوجَدُ أَكْثَرُ مِنْ الْأُمِّ سَيَفْرَحُ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ ، بَلْ سَتَشْعُرُ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي أَصْبَحَتْ وَ لَيْسَ ابْنَهَا مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ وَالْمَحَبَّةِ الْمَمْزُوجَةِ بِالتَّبَاهِي وَالْفَخْرِ.
عِنْدَمَا وَصَلَتْ وَجَدَتْ أُمِّي تَتَعَامَلُ مَعَ ابْنِ أُخْتِي بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ ، فَشَعَرْتُ أَنَّنِي يَجِبُ أَنْ أُدْلِيَ بِدَلْوِي بِحُكْمِ أَنَّنِي أَصْبَحْتُ عَلَى مَشَارِفِ الْبَرْفَسُورَاهْ ، فَقُلْتُ لَهَا :
أُمِّي الْعَزِيزَةُ بِمَا أَنَّنِي أُعِدُّ حَالِيًّا رِسَالَةَ الْبُرُوفِسُورِ فِي عِلْمِ التَّرْبِيَةِ وَمِنْ أَقْسَامِهَا ، قِسْمُ نَتَائِجِ الدِّرَاسَةِ وَالَّتِي يَقُومُ الْبَاحِثُ " حَضْرَتِي " بِعُرْضِ النَّتَائِجِ الَّتِي تُوصَّلُ إِلَيْهَا وَالْعَمَلِ عَلَى السَّرْدِ الْوَاضِحِ وَالِاعْتِمَادِ عَلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ الْعَنَاصِرِ التَّوْضِيحَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ الْجَدَاوِلِ وَالْأَشْكَالِ وَفِي حَالَةِ الْبَيَانَاتِ الْكَيْفِيَّةِ فَإِنَّ الْبَاحِثَ يَعْتَمِدُ عَلَى التَّوْظِيفِ الْجَيِّدِ لِلْكَلِمَاتِ وَالْأَلْفَاظِ ، وَالِالْتِزَامِ بِالْمَوْضُوعِيَّةِ وَعَدَمِ التَّحَيُّزِ.

أَعْجَبَتْنِي مَقُولَةٌ انْجِلِيزِيَّةٌ تَقُولُ :

You may find it difficult to fix yourself after many years of bad behavior, but you will find it easier when you are trying to raise a child, so do not let him grow up before you raise him well.

بِمَعْنَى ،رُبَّمَا تَجِدُ صُعُوبَةً فِي إِصْلَاحِ نَفْسِكَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مِنْ السُّلُوكِ السَّيِّءِ ، وَلَكِنَّكَ سَتَجِدُ الْأَمْرَ أَسْهَلَ عِنْدَمَا تُحَاوِلُ تَرْبِيَةَ طِفْلٍ، فَلَا تَجْعَلْهُ يُكْبِّرُ قَبْلَ أَنْ تُرَبِّيَهُ جَيِّدًا.
فَالتَّرْبِيَةُ بِمَعْنَاهَا الْفَرْدِيِّ هِيَ إِعْدَادُ الشَّخْصِ لِحَيَاتِهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، حَيْثُ أَنّهَا تُعَدّ الشَّخْصَ مِنْ أَجْلِ مُوَاجَهَةِ الطَّبِيعَةِ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى كَشْفِهَا عَنْ مَوَاهِبِ الْأَطْفَالِ وَاسْتِعْدَادَاتِهِمْ الْفِطْرِيَّةِ لِتَغْذِيَةِ وَتَنْمِيَةِ مَوَاهِبِهِمْ.

أَمَّا التَّرْبِيَةُ بِمَعْنَاهَا الِاجْتِمَاعِيِّ : تَعَلّمُ الشَّخْصِ كَيْفِيَّةَ التَّعَامُلِ مَعَ الْمُجْتَمَعِ الْمُحِيطِ بِهِ وَالْخِبْرَاتِ السَّابِقَةِ لِلْمُجْتَمَعِ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى تُرَاثِ الْمُجْتَمَعِ ؛ لِأَنّ التُّرَاثَ هُوَ أَسَاسُ اسْتِمْرَارِ الْمُجْتَمَعَاتِ وَبَقَائِهَا ، أَيْ أَنّ التَّرْبِيَةَ بِالْمَعْنَى الِاجْتِمَاعِيِّ تَحْرِصُ عَلَى تَقَدُّمِ الْمُجْتَمَعِ وَتَمْكِينِهِ مِنْ الِازْدِهَارِ وَالتَّقَدُّمِ.

فَمَثَلًا فِي هَذَا الْعَصْرِ الْحَالِيِّ ، أَصْبَحَ الْأَطْفَالُ مُدْمِنِينَ عَلَى الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ، لِأَنَّهُ بِاعْتِقَادِ الْوَالِدَيْنِ أَنَّ الْهَوَاتِفَ الذَّكِيَّةَ هِيَ الْأَدَاةُ الْأَسْهَلُ لِإِسْكَاتِ الْأَطْفَالِ وَالتَّخَلُّصِ مِنْ إِزْعَاجِهِمْ ، لِانْشِغَالِ كُلٍّ مِنْهُمْ فِي جِهَازِهِ الْإِلِكْتِرُونِيِّ، دُونَ تَوَفُّرِ الْوَقْتِ لِلتَّوَاصُلِ وَالْحِوَارِ وَالْأَنْشِطَةِ الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي تُوَثِّقُ الرَّوَابِطَ الْأُسَرِيَّةَ.
فَتُؤَثِّرُ عَلَى الْعَلَاقَاتِ دَاخِلَ الْأُسْرَةِ وَيُسَبِّبُ فَجْوَةً بَيْنَ الْأَفْرَادِ.
وَ زِيَادَةُ الْعُدْوَانِيَّةِ وَالْعُنْفِ عِنْدَ الْأَطْفَالِ الَّتِي انْتَشَرَتْ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ جِدًّا فِي عَصْرِنَا هَذَا ، سَبَبُهَا التَّأَثُّرُ بِالْأَلْعَابِ الْإِلِكْتِرُونِيَّةِ الْقِتَالِيَّةِ أَوْ بِأَيِّ بَرَامِجَ أَوْ فِيدْيُوهَاتٍ يُتَابِعُونَهَا بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ عَلَى أَجْهِزَتِهِمْ الذَّكِيَّةِ.
حَيْثُ كَشَفَتْ الدِّرَاسَاتُ أَنَّ الْمُرَاهِقُونَ فِي عَامِ 2017 ، مُقَارَنَةً بِالْمُرَاهِقِينَ فِي فَتْرَةِ السَّبْعِينَاتِ وَالثَّمَانِينَاتِ وَالتِّسْعِينَاتِ ، يَأْخُذُونَ وَقْتًاً أَطْوَلَ لِلدُّخُولِ إِلَى عَالَمِ الْكِبَارِ، سَوَاءٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُتْعَةِ أَوْ تَحَمُّلِ الْمَسْؤُولِيَّةِ . وَأَحَدُ الْأَسْبَابِ هُوَ غَرَقُهُمْ فِي عَالَمِهِمْ الِافْتِرَاضِيِّ وَانْشِغَالُهُمْ بِالْأَنْشِطَةِ الْمُخْتَلِفَةِ عَلَى الْإِنْتَرْنِتْ (أُونْلَايِنْ) بِاسْتِخْدَامِ هَوَاتِفِهِمْ الذَّكِيَّةِ، كَالْأَلْعَابِ وَشَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ وَالْوَاتِسِ أَبٍ وَغَيْرِهَا .

وُجُودُ الْجِهَازِ الذَّكِيِّ مَعَ الطِّفْلِ أَوْ الْمُرَاهِقِ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ يَمْنَحُهُ الْقُدْرَةَ عَلَى الْوُصُولِ إِلَى أَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُحْتَوَى غَيْرِ الْمُلَائِمِ ، كَالْمَوَاقِعِ الْإِبَاحِيَّةِ وَالْفِيدْيُوهَاتِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْعُنْفِ وَالْأَلْعَابِ الْخَطِيرَةِ الْمُسَبِّبَةِ لِلْإِدْمَانِ.
إِضَافَةً لِلتَّوَاصُلِ مَعَ الْغُرَبَاءِ وَالشَّخْصِيَّاتِ غَيْرِ الْمَرْغُوبِ بِهَا وَ يَجْعَلُهُ أَكْثَرَ عُرْضَةً لِخَطَرِ التَّنَمُّرِ الْإِلِكْتِرُونِيِّ وَهَذَا قَدْ يَقُودُ أَطْفَالَنَا لَا قَدَّرَ اللَّهُ إِلَى الِانْتِحَارِ وَفْقًاً لِمَقَالٍ تَمَّ نَشْرُهُ عَلَى مَوْقِعِ " " : الْمُرَاهِقُونَ الَّذِينَ يَقْضُونَ عَلَى هَوَاتِفِهِمْ الذَّكِيَّةِ 5 سَاعَاتٍ أَوْ أَكْثَرَ يَوْمِيًّاً، مُعَرِضُونَ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِمْ لِلْإِصَابَةِ بِأَيِّ عَامِلٍ مِنْ الْعَوَامِلِ الْمُحَفِّزَةِ عَلَى الِانْتِحَارِ بِنِسْبَةِ 71%، مِثْلَ مُشْكِلَةِ الِاكْتِئَابِ وَالْأَفْكَارِ الِانْتِحَارِيَّةِ .

حَتَّى يَا أُمِّي الْعَزِيزَةُ أَنَّ هُنَاكَ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى تَرَاجُعِ سُرْعَةِ تَطَوُّرِ الْأَطْفَالِ وَالْمُرَاهِقِينَ مِنْ النَّاحِيَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْعَاطِفِيَّةِ وَالذِّهْنِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ فِي زَمَنِ الْأَجْهِزَةِ الذَّكِيَّةِ .
مِنْ عَامِ 2010 إِلَى عَامِ 2016، 32% فَقَطْ مِنْ طُلَّابِ الصَّفِّ الثَّامِنِ عَمِلُوا لِلْحُصُولِ عَلَى الْمَالِ ، بَيْنَمَا كَانَتْ النِّسْبَةُ 63% فِي بِدَايَةِ التِّسْعِينَاتِ.
تَخَيَّلِي يَا أُمِّي فِي عَصْرِنَا هَذَا إِلَى أَيْنَ وَصَلْنَا ، مَا رَأْيُكَ ؟!
نَظَرَتْ أُمِّي إِلَيَّ بِكُلِّ دَهْشَةٍ وَقَالَتْ :
سَأَخْتَصِرُ لَكَ التَّرْبِيَةَ عَلَى طَرِيقَتِنَا بِأَمْثَالِنَا :
" لَا تُشَدُّ عَالْوَلَدُ وَلَا تَرْخِيلُو الْحَبَلِ " . أَيْ الِاعْتِدَالُ بِتَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ.

"لَا تَحُطُّ إِبْنُكَ عَالِحِيطَانَ وَتَقُولُ أَمْرَ اللَّهِ وَكَانَ". يَدْعُو هَذَا الْمَثَلَ إِلَى الِاعْتِنَاءِ بِالْأَبْنَاءِ وَعَدَمِ رَمْيِ الْمَصَائِبِ عَلَى الْأَقْدَارِ.

"مَا بِخَافٍ عَالِمَالِ إِلَّا اللِّيَّ جَنَاهُ وَمَا بِخَافٍ عَالِوَلَدِ إِلَّا اللِّيَّ رَبَاهُ". بِمَعْنَى لَا أَحَدَ يَخَافُ عَلَى الْأَطْفَالِ أَكْثَرَ مِنْ آبَائِهِمْ.

"الْلِي جَالُو تُومْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّوْمُ". يَتَحَدَّثُ هَذَا الْمِثْلُ عَنْ صُعُوبَةِ تَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ خُصُوصًاً لَوْ أَنْجَبَتْ الْأُمُّ تَوْأَمٌ.

"إِبْنُ فُرْفُورٍ وَذَنْبُو مَغْفُورٍ". أَيْ أَنَّ الْأَطْفَالَ لَا يُؤَاخَذُونَ عَلَى تَصَرُّفَاتِهِمْ.

"إِبَنَكَ لَا تَعْلَمُو الدَّهْرَ بِعِلْمُو". وَيَدُلُّ هَذَا الْمِثْلُ عَلَى صُعُوبَةِ التَّجَارِبِ الَّتِي سَيَخُوضُ بِهَا الْأَبْنَاءُ وَالَّتِي سَتَعْلَمُهُمْ مَا لَمْ يَتَعَلَّمُوهُ مِنْ آبَائِهِمْ.

"الْبِنْتُ الْمَلِيحَةُ خَيْرٌ مِنْ الصَّبِيِّ الْفَضِيحَةِ". فَالتَّرْبِيَةُ وَالْأَخْلَاقُ هِيَ مَا تُمَيِّزُ الْأَبْنَاءَ.

"أَبُو الْبَنَاتِ شَايِلٌ عِكْتَافُو حَسَنَاتٍ". يُقَالُ هَذَا الْمِثْلُ فِي مَدْحٍ وَتَفْضِيلِ إِنْجَابِ الْبَنَاتِ.

"ضُرُوبُ أَبْنِكَ وَحُسَيْنٌ أَدَبُهُ مَا بِيَمُوتُ لِيَجِيَ أَجَلَهُ". يَدْعُو هَذَا الْمِثْلَ لِضَرُورَةِ الشِّدَّةِ فِي تَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ فَهِيَ لَنْ تَكْسِرَهُمْ بَلْ سَتُقْوِّيهِمْ.

"مِنْ أَدَبِ أَوْلَادِهِ قَهَرَ حَسَادِهِ". أَيْ أَنَّ الْإِبْنَ الْخَلُوقَ مَصْدَرُ فَخْرٍ لِوَالِدَيْهِ.

"قَاضِي الْأَوْلَادِ شَنْقَ حَالُو". أَيْ أَنَّ عَدَمَ التَّدَخُّلِ فِي شُؤُونِ الصِّغَارِ هُوَ الْحِلُّ الْأَسْلَمُ.

"إِبْنَهَا بِيَبْكِي وَرَاحَتْ تَسْكَّتُ ابْنَ الْجِيرَانِ". يُقَالُ هَذَا الْمِثْلُ عِنْدَ تَقْصِيرِ الْأُمِّ بِحَقِّ وَلِيدِهَا.

"إِبْنُ الْخَمْسِينَ زُهْرُ الْبَسَاتِينِ". أَيْ أَنَّ الْعُمُرَ لَيْسَ عَائِقًاً لِلْإِنْجَابِ.

"الْأَبُ جَلَّاّبٌ وَالْأُمُّ دُولَابٌ". أَيْ أَنَّ الْأَبَ هُوَ مَنْ يَعْمَلُ لِكَسْبِ الرِّزْقِ وَالْأُمُّ هِيَ مَنْ تَتَعَامَلُ مَعَ كُلِّ صُعُوبَاتِ الْحَيَاةِ الْأُخْرَى .

" إِذَا كَبَّرُوا وِلَادَكَ خَاوِيهِنَّ". أَيْ صَاحِبَهُمْ وَتَقَرَّبَ مِنْهُمْ.

كَمَا فَعَلْتَ مَعَكَ الْآنَ ، جَعَلْتُكَ تَتَنَاقَشُ مَعِي فِي تَرْبِيَةِ ابْنِ أُخْتِكَ وَأَنَا الَّتِي قُمْتُ بِتَرْبِيَتِكَ وَأَصْبَحْتَ الَانْ تُلَقَّبُ بِالْبَرْفَسُورِ ، أَعْطَيْتُ لَكَ مِسَاحَةً .
قُلْتُ لَهَا : يَا أُمِّي الْعَزِيزَةُ أَنْتِ مَاذَا قُلْتِ الْآنَ إِبْنُ فُرْفُورٍ وَذَنْبُو مَغْفُورٌ. أَيْ أَنَّ الْأَطْفَالَ لَا يُؤَاخَذُونَ عَلَى تَصَرُّفَاتِهِمْ.
وَأَنْتِ دَائِمًا تَقُولِينَ : "أَنْتَ مَهْمَا كَبُرْتَ سَتَبْقَى بِنَظَرِي طِفْلِي الْمُدَلَّلِ ".
ابْتَسَمَتْ أُمِّي وَقَالَتْ : نَعَمْ نَعَمْ صَحِيحٌ ، احْتَضَنْتُهَا وَقُلْتُ لَهَا :
أُمِّي أَنْتِ لَسْتِ مِثْلَ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ فِي الْعَالَمِ، أَنْتِ لَا تَعْرِفِينَ أَيَّ قَانُونٍ عِنْدَمَا يَتَعَلَّقُ الْأَمْرُ بِنَا، وَتَتَجَرَّئِينَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَكَ، وَتُدَمِّرِينَ بِلَا رَحْمَةٍ كُلَّ مَا يَقِفُ فِي طَرِيقِنَا.
أَنْتِ مُرْبِيتُنَا الْأُولَى وَالْأَخِيرَةُ.








طباعة
  • المشاهدات: 11463
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-06-2024 05:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم