حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 51093

«جوهر بو مالحة» الأردني

«جوهر بو مالحة» الأردني

«جوهر بو مالحة» الأردني

27-06-2024 09:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : بلال حسن التل

قدم المسلسل الكوميدي السوري (الخربة) نموذجا بشريا يتكرر في حياتنا اليومية كثيرا خاصة في هذه السنوات العجاف.

الشخصية التي اقصدها في المسلسل الكوميدي هي شخصية جوهر بو مالحة، التي جسدها الفنان السوري محمد خير الجراح، فقد كان هم جوهر وشغله الشاغل التقاط الصور مع المسؤولين وتعليقها على جدار منزله ليوهم نفسه والناس انه شخص مهم، رغم انه لم يكن اكثر من (هتيف) طفيلي يتواجد في المناسبات العامة بدعوة او بدون دعوة، المهم انه كان يحرص على التواجد حيثما يتواجد مسؤول، ليزاحم لالتقاط صورة مع ذلك المسؤول، وغالباً ما كان ذلك يتم على حساب كرامته، وغالبا أيضا ماكان يطرد من الاحتفالات او يهمل الناس وجوده، ولا يشعرون بغيابه إن غاب.

رغم كثرة الصور التي التقطها جوهر بو مالحة وعلقها على جدران منزله فانه لم يقنع احدا بانه شخص مهم، وكان محل سخرية الجميع وأولهم زوجته وابناء عمومته، بل وانه احيانا كان يحتقر نفسه، لذلك يقول في احد حواراته (أنا بعرف إنه ما ليش قيمة بس مش لهدرجة) لكنه لم يستطع الإقلاع عن رغبته في ان يظهر كشخص مشهور ومعروف، ففي كثير من الاحيان يتحول طلب الشهرة إلى مرض، كما انها في كثير من الاحيان تكون رغبة بالتخلص من احساس قاتل بالنقص.لدى امثال جوهر بو مالحة.

نموذج جوهر بو مالحة يتكرر كثيرا في حياتنا اليومية، خاصة في مجتمعنا الأردني، لكن وبفعل التطور التكنولوجي فقد تم استبدال حيطان منزل أبو مالحة بجدران وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الصور عليها، ولم تعد السخرية من نموذج جوهر محصورة في (الخربة) واهلها فقد صارت أوسع. لان أساليب نموذج جوهر بومالحة من طالبي الشهره بالخداع وببمارسة الطفيلية توسعت وتعددت. كذلك تطورت اساليب النصب والخداع، فصار التصوير اسهل واسرع بواسطة الهاتف الجوال، بل لا ابلغ اذا قلت ان بعضهم يستأجر اشخاص لتصويره في المناسبات العامة بجانب المسؤل، او ?يصور هذا المريض بمرض الشهرة وهو يحمل الميكرفون في مناسبة عامة، قد لايكون مدعوا لها اصلا، ولكنه يتصرف ك(صاحب دار)، بل ان بعضهم يصور حركاته وسكناته، باستثناء دخوله الى الحمام، وسرعا ما تأخذ صوره طريقها الى النشر على حيطان وسائل التواصل الاجتماعي،علما بان هذا الذي يصر على التقاط صور له مع هذا المسؤول او ذاك يعرف قبل غيره من الناس، إن صورته لن تعلق في ذهن المسؤل، هذا اذا لم يتبرم منه المسؤل ويحتقره، كما سيسخر منه الناس الذين صاروا يملون هذا الاسلوب في طلب الشهرة أو ادعاء الأهمية.

ليس فقط التقاط الصور بجانب المسؤولين هو أسلوب مرضى الشهرة، فبعضهم يستأجر من يكتب له، وبعضهم الآخر يستأجر من يكتب عنه، ويصرف له الالقاب بلا حساب. كما أن بعضهم يصرف لنفسه صفات ليست فيه، كأن يعرف على نفسه. أنه خريج جامعي وهو لا يحمل شهادة الثانوية العامة، لكنه المرض، والنموذج المتطور من جوهر بو مالحة.











طباعة
  • المشاهدات: 51093
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-06-2024 09:08 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم