01-07-2024 09:38 AM
بقلم : سهير بشناق
ما زلت أعود في كل مساء لورقة في رواية لم أنهيها قط.. محملة بعطر وردة فقدت رونقها منذ زمن.. لكنني أشتم رائحتها ربما لأنني لا أعترف بنهايات الاشياء الجميلة يوما.
أعود إليها وأنا أخفي بقلبي ألف وجع وخيبات لم يكن قلبي يستحقها.. وأحلام حاولت مرارا أن أبقيها مشبعة بالأمل كي لا تغتالها الأيام.
أعود إليها بنهايات كل مساء.. فلم أعد أقوى على الشعور بالثقة إلا بها ومنها.. فكل الذين مروا بعمري لم أتمكن من إبقائهم بفصل واحد بفصول أيامي مثلها.
كم هي الأوراق بعمرنا التي لا نقوى على استعادتها ولو بذكرى.. وكأنه لم يعد بها شيء يستحق أن نستعيده.. فالأوراق لا تتشابه كالآخرين.. منها ما يمر كمشاعر الغربة والوحدة واخرى لا نقوى على الانتهاء منها ولو مضى عمر يبقى عطرها كل العمر..
تقوينا الأيام والتجارب.. ويهزمنا ما تبقى من عطر وردة كنا شاهدين يوما ما على رونقها وشغفها.. تعيدنا لصدق بدايات ونقاء روح ومعنى أن يمر بالعمر شيء جميل ولو بات ماضيا.. فالماضي لا نعترف أنه لا يموت إلا عندما يعترينا شيء من حنين يمس القلب فيتعبه ليبقى معلقا بإنصاف الآتي وكل الماضي.
أعود كل مساء «لها» كي استريح قليلا ربما تمنحني قدرة على البقاء.. كما أنا أشد على ذاتي بنفسي والملم ما تبقى لي من حلم.. وأعانق امنيات تأبى ان تمضي كي يبقى بالروح روح وبالحياة رائحة الحياة.
في حياة كل منا «وردة» ذبلت مع الزمن هي لربما حب أو تفاصيل صداقات لا تتكرر
ورونق شغف الانتظار والقدرة على الابقاء على الأحلام برغم كل ما يمر بها من انكسارات نبقيها في ثنايا القلب نعود إليها في كل مرة نبحث بها عن شيء حقيقي كان في حياة لم تعد تحتمل أن تمنحنا مشاعر مكتملة لا غدر فيها ولا وجع ولا نفوس تمنحنا العطاء والصدق لأننا نحن فقط.
تلك الوردة تغيرت كثيرا وفقدت الكثير من عطرها.. لكنها لي لا تزال مرفأ آمان بها ومعها.. اتجدد كل مساء وأحلم أن تبقى كما أراها أنا ولو مسها الذبول وغيرها الزمن.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-07-2024 09:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |