بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
- ابو النحس المتشائل - وكأنهم يعيشون خارج الزمن وفي عالم آخر، بل هم يؤكدون شطر وتقسيم المجتمع الاردني إلى نصفين، الاغنياء حتى الترف والفقراء حتى الإفلاس الدائم، والفقر المدقع، فالحكومة من جهتها لا تحرك ساكنا لدفع عجلة الاستثمار قيد انملة، لتزيد العوائد على الميزانية ، والمواطن، بل هي من يُهرّب المستثمرين لدول الجوار، لعدم قدرتها على التنافس وخلق بيئة تنافسية مع ما تقدمه هذه الدول للمستثمرين، ويقال، إن اغلب أصحاب النفوذ يسخّرون نفوذهم واياديهم السوداء لمشاركة اي صاحب مشروع يُتَوقع له النجاح والإنتاج، وتكون المشاركة ليس برأس المال بل مشاركة بالعمل فقط، وسمعنا عن قصص لمستثمرين ذاقوا الويل والثبور وعظائم الأمور من هول الإجراءات المقيتة والبيرقراطية التي تقتل كل إنسان وتاجر ومستثمر، فلا وظائف متاحة للشباب، ولا دخول ولا استثمارات جديدة ترفد الاقتصاد وتطوره فالفقير يزداد فقرا ومقتا، ونعود الى نقابة الأطباء التي تزيد الطين بلة، كما يقال ، التي قررت زيادة الاتعاب والاجور للأطباء، ولم تدرس اوضاع ألمواطن الاردني المادية دراسة جدية، قبل الشروع بهذه الزيادة المجحفة بحق كل أردني،على اتعاب واجور الأطباء، علما ان راتب ألمواطن لا يكفيه لنصف الشهر، ولولا فضل الله وقرارات الملك بالاعفاءات الطبية الممنونة لوجدت اغلب الاردنين موتى بالشوارع ممن يعانون من أمراض مزمنة ومستجده،

إن نقابة الاطباء اصبحت تسابق الزمن وتسبق الحكومات في التغول على جيب ألمواطن الغلبان جدا، فلا دراسة منطقية لهذه الزيادات التي تلوّح بها النقابة، والتي هي قيد التنفيذ والاقرار ، والتي لا تتلائم مع دخل الموطن الشهري والسنوي على الإطلاق ، فالرفع والزيادة هذه جاءت كما اعتقد واتوقع نتيجة موجة الغلاء التي تأكل الأخضر واليابس، في البلد وعدم شكوى المواطن الفعّالة،للحد منها الأمر الذي يضعه في خانة الرضى الشكلي الدائم، فماذا يعني رفع أجور الأطباء 100% وأكثر؟! والموظفين والعمال لا تزيد زياداتهم السنوية عن خمسة دنانير اذا ما أخذنا زيادة رواتب المتقاعدين مثالا، وهي الزيادة المرتبطة بمعدل التضخم ، *فكل يغني على ليلاه، دون الرجوع إلى مصدر حكيم يعدّل في ذلك او يمنعه،وهناك أمثلة كثيرة في هذا الشطط، فنجد ان شركات الاتصال ترفع اسعار خدماتها عدة مرات في السنة، ولا احد يعترض، ولا احد يشكو ولا احد يبرر،والصمت الحكومي قاتل، فلا مرجع للمواطن يرجع اليها لدراسة شكواه،واحتجاجه

وأسعار الدجاج مرتفعة بشكل غير معقول من عدة أشهر ولا من مُتخذ لاي إجراء او قرار يحمي المواطن،الغلبان، ويبرر ذلك له منطقيا، وها هي نقابة الأطباء ترفع الاتعاب 500% ولا احد يعترض*ولا احد يشكو
*إن الإجراء الرادع لهذا التغول غير الإنساني، هو مقاطعة لهذه المادة وهذه الشركات والأطباء والحد من التعامل معهم ،ليعودوا إلى رشدهم ويتنازلوا عن غيّهم ويعودوا لصوابهم، فقد قالها قبل سنوات الطبيب الانسان الدكتور علي السعودي بضرورة ان ينظر الأطباء إلى اوضاع المرضى المادية بعين الانسانية والرحمة وان يخفضوا اجورهم واتعابهم، رحمة بالمريض بشكل عام، ولكن ها هي النقابة تفعل عكس ذلك وتضاعف الكشفيات والاتعاب والاجور،*فلمن الشكوى*والصراخ والعويل*يكون، *فصاحب القرار غائب، غائب؟!