التأثيرات طويلة المدى لصدمات الطفولة

01-07-2024 03:13 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - صدمات الطفولة هي الصدمات التي يتعرض لها الشخص في طفولته من إهمال وإساءة جسدية ولفظية، سواءًا كانت هذه الصدمات من داخل الأسرة أو من مصدر خارجي كالمدرسة وغيره.

دائمًا ما نرى الأطفال وهم يتجاوزون شتى أنواع الأمور ويمضون قدمًا وكأن شيئًا لم يكن. قليلًا ما نعلم أن هذه الصدمات التي يمر بها الأفراد في طفولتهم لها تأثير طويل المدى على عقلهم وعلى حياتهم بِرُمَّتها. ولأجل ذلك، لا بد لنا من التوقف لحظة لدى هذا الموضوع الذي يميل الكثيرين لتجاهله في مجتمعنا. لا تدري، لربما المشاكل والمعاناة التي تمر بها الآن أو التي يمر بها شخص مقرب منك سببها صدمات الطفولة. أبقى معنا للتعرف على صدمات الطفولة وتأثيراتها طويلة المدى على حياة الأشخاص الذين يمرون بها.

صدمات الطفولة

قبل أن نتحدث عن التأثيرات طويلة المدى لصدمات الطفولة لا بد لنا من فهم ماهية صدمات الطفولة.

صدمات الطفولة هو مصطلح يصف التجارب السلبية التي يمر بها الأفراد خلال مرحلة طفولتهم، بعض من هذه التجارب قد يتمثل في تجربة حدثت لمرة واحدة بينما بعضها قد يحدث أكثر من مرة. مثال لصدمات الطفولة:

الإهمال.
الإساءة الجسدية.
الإساءة الجنسية.
الإساءة اللفظية بصورة متكررة.
حادثة مؤلمة أو مخيفة (تشمل هذه الأحداث الغير المتوقعة كالكوارث الطبيعية والحروب).
فقدان أحد أفراد الأسرة المقربين.
مشاهدة العنف في المنزل.

قد تؤدي أي من هذه الأسباب إلى ظهور صدمات الطفولة.

التأثيرات طويلة المدى لصدمات الطفولة

للأسف فإن صدمات الطفولة ليست مجرد تجربة مؤلمة يمر بها الشخص في صغره وينساها في حينها، مع أن كثيرًا من الأطفال يبدو عليهم ظاهريًا القدرة على وضع أي شيء وراء ظهورهم بعد مدة قليلة من حدوثه، إلا أن واقع الأمر هو أن صدمات الطفولة تأثر وبشكل كبير على حياة الطفل المعني، ليس فقط خلال طفولته، بل قد يرافقه تأثير هذه الصدمة طوال حياته إن لم يعالج بالطريقة المثلى. قد يظن البعض أن تأثير صدمات الطفولة لا يتجاوز الحالة النفسية والعقلية للشخص ولكن في واقع الأمر، فإن لصدمات الطفولة تأثيرات عقلية وجسدية كذلك.

التأثيرات الجسدية لصدمات الطفولة

النمو العقلي والجسدي لدينا نحن البشر يتأثر بشكل جزئي بالعوامل الخارجية، بمعنى أن البيئة التي ننمو فيها تؤثر بشكل جذري في نمونا الجسدي.

التأثير على المناعة والاستجابة للضغط النفسي: يؤدي العيش في حالة خوف وقلق وتوتر بصورة مستمرة أو متكررة إلى تغير في جهاز المناعة وتغير في استجابة الجسد للتوتر. في العادة تكون الاستجابة الجسدية للضغط الخارجي متعلقة بنوع الضغط وطبيعته، فالضغط الخارجي الخفيف له استجابة معينة والضغط الكثيف له استجابة أخرى. أما إذا كان الشخص قد عانى صدمات في طفولته فإن هذه الصدمات قد تؤدي إلى تغير في استجابته للصدمات بحيث يبدي ردة فعل قد تبدو مبالغة على مواقف يعدها البعض طبيعية. قد تظهر ردود الفعل هذه في صورة سرعة في التنفس وزيادة في معدل ضربات القلب والتعرق وقد تصل إلى درجة الانفصال عن الواقع، فقد يتوقف الشخص عن إبداء أي رد فعل.
التأثير على نمو الدماغ والجهاز العصبي: الإهمال خلال مرحلة الطفولة يؤدي إلى غياب المحفزات العقلية؛ في مرحلة النمو يحتاج عقلنا إلى هذه المحفزات لينمو بالطريقة المثلى، ولذلك فإن غيابها قد يؤدي يحد من قدرة الدماغ على النمو إلى أقصى إمكانياته.
الصداع واضطرابات المعدة: الأطفال الذين يعانون من صدمات الطفولة قد يشكون باستمرار من بعض الأعراض كالصداع واضطرابات المعدة.
اضطراب الجسد: قد يشكو الأفراد الذين عانوا من صدمات خلال طفولتهم من اضطرابات جسدية، يعني ذلك أنهم قد يستجيبوا بشكل مفرط أو غير كاف أحيانًا للمحفزات الخارجية، فقد يستجيبون بصورة مفطرة إلى المحفزات كاللمس، والصوت، والروائح. وأحيانا أخرى يعانون من الخدر بحيث لا يشعرون باللمس أو الألم نتيجة لذلك قد يؤذي أحدهم نفسه دون الشعور بأي شيء وهذا في غاية الخطورة.

التأثيرات العاطفية والنفسية لصدمات الطفولة

كما ذكرنا سابقًا فإن لصدمات الطفولة تأثيرات نفسية، تظهر هذه التأثيرات في صورة صعوبة في التحكم بالمشاعر والشعور بالاكتظاظ الذي سببه عدم تعلم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم.

الخلاصة

تؤدي صدمات الطفولة إلى عواقب وتأثيرات غير محمودة قد تغير من حياة الفرد بشكل جذري، لذلك فإن علاج صدمات الطفولة أمر في غاية الأهمية لأنه يمنحك أو أحبائك فرصة لحياة أفضل.

المصادر