حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19443

الإعلام الأردني ضرورة ثقافية

الإعلام الأردني ضرورة ثقافية

الإعلام الأردني ضرورة ثقافية

02-07-2024 04:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
لم يعد خافيًا على أحدٍ حجم الإعلام المتضخم بعد التطورات السريعة وغير المسبوقة في التكنولوجيا الحديثة، والتي جعلت لكل إنسانٍ منصته الإعلامية الخاصة به، حيث صار بمقدور الجاهل والمتعلّم أن يقوما بدور مالك المنصة الإعلامية، ورئيس التحرير، والمحرر، والمخرج، والكاتب، في نفس الوقت، ما أدى إلى تراجع التخصصية المطلوبة في الإعلام، وأدّى بالضرورة إلى أن يدخل الزوان الكثير إلى هذه المهنة السامية، والخطيرة جدًا في ذات الوقت.

روزفلت، الرئيس الأمريكي الأسبق، قال بأنّ ( المجرم الحقيقي ليس من يتعمّد القتل، أو يرتكب أعظم المعاصي، بل هو الذي يملك شيئًا لا يكون هو من أهله، بالغش والخداع، كالصحفي المقلِّد، أو السياسي المنافق؛ لأن الواجبات الأولية في الصحفي أو السياسي هي أن يكونا حاصلَين على ثقة الشعب، بمجرد القدوة الصالحة في الأعمال والأقوال).

الإعلامي الحقيقي إذن، هو المتمكّن من أدواته اللغوية، وقدراته التحليلية، ومهاراته الاستقصائية، مصحوبةً جميعها بالتزامٍ أخلاقي، يجعل منه وسيلة بناءٍ لمستقبلٍ أفضل، لا أن يكون مجرد ناقلٍ لكل شيء دون تفكيرٍ أو تمحيص، تحت حجّة حرية الرأي والتعبير، بإساءة استغلالها، فيصبح من أدوات الهدم لأجل منافع شخصية على حساب المصالح العامّة الكبرى، وهذا يتطلّب من المؤسسات المعنية بالإعلام، ومن عقل الدولة، أن ينتبها إلى هذا الدور، وإلى أن يرفعا من سوية المشتغلين بالإعلام لضمان جودة المخرجات، دون خوفٍ من الحقيقة وقولها، لأنّ الحقيقة هي الضامنة الأكيدة لاستقرار الدولة وتقدّمها في خط سيرها الحضاري، ولأنّها القادرة كذلك على حمل خطاب الدولة الأساسي، وإصباغ الثقة عليه، وإكسابه المصداقية التي يحتاجها السياسي أكثر من حاجة الإعلامي لها.

ولعلنا نعترف أنّ لدينا في الأردن عددٌ من الإعلاميين البارزين الذين اكتسبوا ثقة الناس بهم على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، ولكن كل ذلك بجهودهم الفردية والشخصية، فاستطاع بعضهم الخروج من المحلية إلى العربية، ولكن بعد أن غادر الوطن للأسف، وبعضهم ما زال أسير محليّته بسبب البيروقراطية المزمنة، فما الذي يمنع مثلًا من صناعة إعلاميين على المستوى العربي والدولي ضمن نطاق محليّتنا !!، وما الذي يمنع بعض إعلاميينا من إجراء مقابلات تلفزيونية على مستوى قادة الدول وكبار المشاهير، حيث القدرات البشرية متوافرة، والإمكانات اللوجستية موجودة !!.

نحن أحقّ بأبنائنا، ونحق أحقّ بوسائل إعلامنا، ولنا الحقّ في أن ننافس على المستوى العربي، وأن نزاحم على الصفوف المتقدمّة، فقط لأنّنا قادرون على ذلك، ولدينا الإمكانات اللازمة، ولكننا نحتاج فقط إلى القليل من الجرأة، والخروج عن مسطرة الخوف، لأنّ الخوف لا يبني وطنًا أبدًا.

رعاية الإعلام ضرورة من ضرورات الأمن الثقافي، وحاجة أساسية لا يمكن تجاهلها، ولا غضُّ الطرف عنها، خاصةً في زمن الإعلام المفتوح.

المحامي أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق








طباعة
  • المشاهدات: 19443
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-07-2024 04:03 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم