02-07-2024 04:18 PM
بقلم : أحمد الحوراني
حالات التذمر التي يعبر عنها أبناؤنا من طلبة الثانوية العامة التي باتت مشهدا مكررا في كل عام وعقب كل امتحان قد نجد لها ما يبررها ويجعلنا نقف إلى صف الطالب هذه المرة خاصة إذا كان هناك شبه إجماع من قبل متخصصين حول هذا السؤال او ذاك لاسيما فيما له علاقة بكون السؤال من خارج المنهاج كما هو الحال اول من أمس عندما اشتكى الالاف من الطلبة بسبب إحدى اسئلة الورقة الأولى في امتحان الرباضيات خاصة عندما أجمع المتخصصون في المادة ان السؤال او محتواه لم يكن مدرجا ضمن المنهاج المقرر الذي تقدم الطالب للامتحان على أساسه.
وزارة التربية والتعليم بررت و على لسان مدير الامتحانات فيها ان السؤال جاء ضمن معايير الوزارة اللهم انه يحتاج إلى مهارات تراكمية(وليت شعري) ماذا كان يقصد بهذا المصطلح الذي لم يسبق لي أن سمعت به من ذي قبل ولو انه اكتفى بالشق الآخر من تعقيبه على شكاوى الطلبة لكان اقرب للمنطق ورغم ذلك فإنه لا يساورنا أدنى ريب بأن الوزارة سوف تغلب مصلحة الطالب وتضعها في المقدمة وتقدر حجم الجهد الكبير الذي بذله الطالب منذ اكثر من عام استعدادا ليوم الفصل او يوم الامتحان.
إعادة النظر في امتحان الثانوية العامة بات مطلبا ملحا في إطار سعي الدولة إلى تطوير استراتيجياتها لتطوير التعليم إذ لا يمكن الابقاء على نفس الطريقة في إجراء الامتحان الذي يسبقه عام كامل من الجهد والقلق والتوتر الذي تعيش معه العائلات فضلا عن الوقت الطويل والمتصل الذي يقضيه الطالب مواظبا على دراسته إلى حين اليوم الموعود ثم ليأتي سؤالا لا اعرف مغزى الوزارة منه فيضرب امال الطلبة في مقتل جراء حالة الاحباط التي يدخلونها وهم يرون جهودهم تذهب هدرا لسؤال لا يمت للمنهاج بصلة.
مدركون ان الوزارة تعمل لخدمة الطلبة ولرفع سوية التعليم والارتقاء بمستوى الامتحان باعتبار انه المعيار الوحيد لتقييم الطالب قبل انتقاله إلى مرحلة التعليم العالي ودخوله تخصصا متناغما مع معدله ومع ذلك يبقى السؤال الأهم من يدير الامتحان وكيف يمكن لنا الحكم له أو عليه ومتى نصل مرحلة متقدمة يشعر فيها طالب التوجيهي انه سيتقدم لامتحان سلس منطقي يراعى فيه بعض الفروقات الفردية التي يجب الا تكون على حساب عام كامل من التعب والسهر والدراسة المتواصلة.
عموما فإن ابناءنا وبناتنا هم سبب كدنا وتعبنا وهم أبناء اليوم وجيل الغد الذين تعول عليهم الدولة في رفد مسيرة البناء والتطوير والنهضة بالوجهة التي يريدها سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتساؤلي هنا كيف سنصل بأبنائنا إلى الغاية المنشودة اذا كانوا وهم في مقتبل العمر يصابون بصدمة جراء سؤال تأتي به وزارة التربية والتعليم من خارج المنهاج وكأنها تدخل مع الطالب المقبل على الحياة حرب محسومة لصالحها.
ahmad.h@yu.edu.jo
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-07-2024 04:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |