بقلم : د. هبة أبو عيادة
يشهد عالم إدارة الموارد البشرية ثورة هائلة بالتزامن مع الانتشار الواسع لتوظيف الذكاء الاصطناعي؛ إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح يُستخدم بالفعل بشكل واسع وفعال في العديد من المؤسسات لتحسين كفاءة وفعالية عمليات الموارد البشرية.

يُساعد الذكاء الاصطناعي موظفي الموارد البشرية على التخلّص من المهام الروتينية المتكررة المستنزفة للجهد والوقت، أذكر منها:

• أولاً معالجة طلبات التوظيف: يمكن للذكاء الاصطناعي فرز السير الذاتية واختيار المرشحين الأكثر تأهيلًا للمقابلات، مما يوفر على موظفي الموارد البشرية الكثير من الوقت والجهد للاطلاع على التحليل الذكي للسير الذاتية ترشيح الأفضل وفق المعايير المحددة للمؤسسة.

• ثانيًا إدارة البيانات: يمكن للذكاء الاصطناعي جمع وتحليل بيانات الموظفين، مثل بيانات الأداء والتعويضات، والحاجات التدريبية ورضا الموظفين وتقديمها لموظفي الموارد البشرية في شكل تقارير سهلة الفهم.

• ثالثًا التواصل مع الموظفين: يمكن للذكاء الاصطناعي الإجابة على أسئلة الموظفين الشائعة وتقديم الدعم لهم، مما يقلّل من عبء العمل على موظفي الموارد البشرية.

• رابعًا تدريب الموظفين: يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء وتقديم برامج تدريبية مخصصة للموظفين، مما يُساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم.

وهكذا يتم تحرير موظفي الموارد البشرية من هذه المهام الروتينية، وبالتالي يُمكنهم التركيز على المهام الأكثر أهمية، مثل: التخطيط الاستراتيجي: يُمكن لموظفي الموارد البشرية استخدام وقتهم لتطوير خطط استراتيجية تُساهم في تحقيق أهداف الشركة. وبناء العلاقات: يُمكن لموظفي الموارد البشرية تكوين علاقات قوية مع الموظفين والمديرين، مما يُساهم في خلق بيئة عمل إيجابية. وتطوير المهارات: يُمكن لموظفي الموارد البشرية تطوير مهاراتهم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، مما يُساعدهم على مواكبة أحدث الاتجاهات في هذا المجال.

إن التوجه للتوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي لما يُقدمه من الفوائد المتعددة لموظفي الموارد البشرية والمؤسسات على حدٍّ سواء، أذكر منها:زيادة الكفاءة: يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام، مما يُساعد على زيادة كفاءة عمليات الموارد البشرية بشكل كبير. وتحسين تجربة الموظفين: يُمكن للذكاء الاصطناعي تقديم خدمة أفضل للموظفين من خلال الإجابة على أسئلتهم وتقديم الدعم لهم بشكل سريع وفعّال. وتعزيز الابتكار: يُمكن لموظفي الموارد البشرية استخدام وقتهم لتطوير أفكار جديدة وابتكارية تُساهم في تحسين أداء الشركة وخفض التكاليف: يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام، مما يُساعد على خفض تكاليف الموارد البشرية.

لا شكّ أن الذكاء الاصطناعي يُشكّل ثورة حقيقية في عالم إدارة الموارد البشرية. يُساعد الذكاء الاصطناعي موظفي الموارد البشرية على التخلّص من المهام الروتينية، والتركيز على المهام الأكثر أهمية، مما يُساهم في زيادة كفاءة وفعالية عمليات الموارد البشرية، وتحسين تجربة الموظفين، وتعزيز الابتكار، وخفض التكاليف. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الذكاء الاصطناعي لا يُمكنه استبدال موظفي الموارد البشرية بشكل كامل. لا يزال هناك حاجة إلى مهارات وخبرات بشرية في العديد من مجالات الموارد البشرية، مثل التخطيط الاستراتيجي وبناء العلاقات وتطوير المهارات.

في الختام، يُمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يُمثل أداة قوية يُمكن لموظفي الموارد البشرية استخدامها لتحسين أدائهم وفعاليتهم. فمع استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، يُمكن لموظفي الموارد البشرية تحرير أنفسهم من المهام الروتينية والتركيز على المهام الأكثر أهمية، مما يُساهم في تحقيق نتائج استثنائية للشركة.