حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9395

أمي .. والعاشر من تموز

أمي .. والعاشر من تموز

أمي ..  والعاشر من تموز

08-07-2024 10:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سهير بشناق
لا زال شيء كبير مني عالق في ذاك اليوم العاشر من تموز كلما راهنت على الأيام والسنوات أن تحررني بشيء منه هزمتني تفاصيل «أمي».. وعشقي لكيانها ولرائحة حضنها ولمشهد غيابها بكل وجعه وحجم مكانته بعمري.

الكتابة عن الأم مختلف بحياتها وغيابها بالأولى تتعطر الحروف والكلمات برائحة الحياة وطمأنينة لا مثيل لها.. وفي الثانية تنزف الحروف والكلمات وجعاً تستكين لغياب أغلى البشر وأكثرهم صدقاً وعطاء فلا تعود تلك الحروف تقوى على لملمة ذاتها لتعبر عن قدر قليل من ما نشعر به من وجع الفقد وحنين وغربة مختلفة لا يبددها إنسان على الكون تحيا معنا وترافقنا كأنفاسنا.

كتبت الكثير عن «أمي» بحياتها.. وفي كل مرة كنت أكتب لها.. كان أسمها يمنحني الحرية لأحلق كطائر لا يقتنع إلا بالسماء موطنه.

فتأخذني حروفي لها.. لمكان ولا أجمل وتمنحني مشاعر الدفء في كل مرة تكون بها أمي على قيد الحياة... فأعيد على مسامعها حروفي وتثني هي بحبها على كلماتي ولا تعلم أن ما بقلبي لها لا يكفيه العمر كله ولا كلماتي لتعبر عن عمقه.

وعندما رحلت أمي باتت الكلمات متعبة محملة بثقل كبير كثقل قلبي الملمها.. وبالعين ألف دمعة وبالأيام تفاصيل لا تنسى لملامح «أمي».. ولصوتها ولدعواتها ولكيانها الذي لم يغادرني يوماً.

بغياب الأم تتغير الحياة كثيراً لحظة توقف نبض قلبها نشعر أن قلوبنا فارغة تعترينا غربة ووحدة موجعة نكبر كثيراً.. فالإنسان يبقى طفلاً ما دامت أمه بالحياة..

نشعر حينها أن كل الأماكن غريبة وكل الآخرين لا تتسع قلوبهم لنا.. وأن مرفأ الأمان الذي كنا دوماً نلجأ إليه عندما نتعب وتضيق الحياة بنا قد اغلق ابوابه ولا شيء يشبهه ابدا.

يعود العاشر من تموز من جديد ومن قال انه غادر عمري يوما فانا مسكونه به بوجعه وتفاصيله المؤلمة وكأن النسيان لا يطرق باب قلبي يوماً وهل يقوى القلب على نسيان غالية عمري وحبيبة الروح ومن بغيابها لا تزال النفس تعاني الكثير في كل مرة احتاج وجودها وأحن لمكانها في بيت بات موحشاً

في كل يوم لا تفارقني كلماتها لي ودفء صوتها يأتيني كل صباح فاشعر بنكهة الحياة.. وأن كل ما يمكنه أن يمر بي بالعمر هي تحتويه وتبث به طمأنينة لا تمنحها إلا أم بحجم العمر.

متعب القلب يا أمي بغيابك فلا السنوات ولا حقيقة النسيان تغلبت على وحدتي دونك واحتياجي لك الذي يكبر كل يوم ولم يعتد أبداً على غيابك الموجع.

في كل مساء أعانق يديك وأغفو واستكين بكلماتك التي ترافقني دوماً.. وأدرك كم أنك لي مرفأ آمان بحياتك وغيابك.. وكم سيبقى وجع رحيلك نابض بالقلب والروح طول عمري.

الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9395
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-07-2024 10:37 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم