08-07-2024 02:21 PM
سرايا - على الرغم من التقدّم في المفاوضات لتوقيع صفقة تبادلٍ بين دولة الاحتلال وحركة حماس يُشكّك كبار القادة السياسيين والأمنيين في تل أبيب بالوصول إلى الخواتيم، بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، التوقيع على الصفقة لأنّه يعرف يقينًا بأنّ الأمر سيقود الكيان لانتخاباتٍ جديدةٍ سيخسر فيها، بالإضافة إلى أنّ الحلفاء من اليمين المتطرّف يُهدّدون بإسقاط الحكومة في حال التوقيع على صفقةٍ مع حماس ويُواصلون المطالبة بتوسيع الحرب واحتلال القطاع وإقامة المُستوطنات اليهوديّة فيه.
واقترح المحلل للشؤون الاستخباراتيّة في (يديعوت أحرونوت)، رونين بيرغمان، تخفيض سقف التوقعات لأنّ (إسرائيل) وحماس ما زالتا تُصّران على مواقفهما حول إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، ناقلاً عن كبار المسؤولين في الكيان أنّ (إسرائيل) تُريد الاحتفاظ لنفسها بـ “حقّ” مواصلة الحرب بعد انتهاء الجولة الأولى من الصفقة، وذلك على الرغم من أنّ حماس قامت بتليين موقفها.
أمّا صحيفة (هآرتس) العبرية، فشدّدّت في عنوانها الرئيسيّ على أنّ المجتمع الدوليّ بات محتارًا جدًا في تفسير رغبات ونزوات نتنياهو، ونقلت الصحيفة عن محافل أمنيّةٍ وسياسيّةٍ مطلعةٍ قولها إنّ نتنياهو يقوم بإطلاق تصريحاتٍ متناقضةٍ، الأمر الذي دفع المجتمع الدوليّ إلى التساؤل هل الرجل يُريد صفقةً، أمْ أنّ التطوّر الإيجابيّ في القضية هدفه إرضاء الرأي العام، وأنّه في نهاية المطاف سيقوم بعرقلة الصفقة حفاظًا على منصبه، بحسب الصحيفة.
وفي السياق، يومًا بعد يومٍ تزداد حدّة الانتقادات للحكومة الإسرائيليّة فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال الجنرال الإسرائيليّ المتقاعد إسحاق بريك، إنّ قيادة دولة الاحتلال تمُرّ في حالة جنون، ويجب إيقافها على الفور، والأمر بات أشبه بسائقٍ مخمورٍ يقطع الإشارة الحمراء مرارًا، ويرتكب حوادث قتل ويجب سحب رخصته تمامًا، على حدّ وصفه.
وشدّدّ بريك في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة على أنّ “الجيش الإسرائيليّ ليس لديه القدرة على التصدي لجبهةٍ واحدةٍ حتى مع (حماس). والحرب ضدّ (حزب الله) ستُدمِّر (إسرائيل)، لأنّنا لم نستعد لها لسنواتٍ عديدةٍ، ليس لدينا القدرة على وقف آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة التي ستطلق يوميًا على الجبهة الداخلية، ليس لدينا القدرة على حماية سكان المدن والقرى في (إسرائيل) ولا نصف مليون مستوطن من عشرات الآلاف من الإرهابيين، بمن فيهم العرب المتطرفون الذين هم مواطنون إسرائيليون”، طبقًا لأقواله.
أمّا المحلل المخضرم بن كاسبيت فقال في موقع (WALLA) العبريّ، إنّ “الصورة الأكثر دقة لوضع (إسرائيل) هي سفينة أوْ حافلة أوْ طائرة ركاب أوْ عربة يد ليس لها سائق، مقعد السائق فارغ، والمقود يهتّز هنا وهناك، دون يدٍّ مرشدةٍ، والركّاب في الخلف يصرخون، ويصلّون من أجل سلامتهم، ولا يوجد مَنْ ينقذهم، بعد أنْ استمر إحباطهم لفترةٍ طويلةٍ، وهو يتزايد، وطنجرة الضغط تمتلئ، والدم الفاسد يتراكم في بركة بينهم وبين الدولة، لكن ديوان نتنياهو غير مهتمٍ بكلّ ما يصله من شكاوى وملاحظات بعض الوزراء العقلانيين، على قلّتهم”.
وأوضح أنّ “مؤشرات أزمات الحكومة مع الدولة تتصاعد يومًا بعد يوم، وآخرها مسألة المعتقلين الفلسطينيين، فقد بات الوضع أكثر خطورة، وكالعادة، ورغم قرارات المحكمة العليا بإغلاق مركز توقيف (سديه تيمان)، لكن دون جدوى، مع العلم أنّ ذلك يزيد من الوضع الدولي غير المستقر للاحتلال، والأوامر التي تحوم فوق رؤوس قادته في المحاكم الدولية”.
وخلُص إلى القول إنّنا “أمام حكومة دأبت على تجاهل تحذيرات الشاباك والأجهزة الأمنية في كل الملفات، وبدلاً من الاستماع لها، والعمل بها، فإنّ الحقيقة الماثلة هي أنّ نتنياهو يُخطط لإقالة المستشارة القانونية للحكومة، ووزير الأمن، وربّما أيضًا رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، والخلاصة أنّ الإسرائيليين حصلوا على حكومةٍ تعمل ضدّ الدولة، عصابة خطفتنا، وتأخذنا إلى الهاوية، وبلا سائقٍ”.
في السياق عينه، شنّ الكاتب مردخاي غيلات، هجومًا على نتنياهو، وزعيم حزب شاس، أرييه درعي، وقال إنّهما سيصدران شهادة وفاة (إسرائيل).
وقال بمقال بصحيفة (هآرتس): “على شهادة وفاة دولة (إسرائيل) سيوقع كما يبدو، آجلا أمْ عاجلاً، بنيامين نتنياهو وشريكه في الفساد الحكوميّ آرييه درعي. توجد لدينا شهادة ميلاد لـ (إسرائيل)، وثيقة الاستقلال، وستكون لدينا شهادة وفاة سيوقع عليها اللذان سيدمران الدولة، نتنياهو ودرعي”.
وأردف: “هذا سيكون إرث هذين الجشعيْن للأموال وغيرها في هذه الدولة، وحفّاري القبور الموهوبين اللذيْن في دولةٍ عادلةٍ كانا سيتشاركان زنزانة، ينشغلان مؤخرًا بإعداد مراسم الدفن الرسميّة ولا يتوقفان لحظة. هما يقومان بمهاجمة أيّ حارسٍ يقف في طريقهما، ويدمّران كلّ شيءٍ جيّدٍ”.
وخلُص غيلات: “نتنياهو ودرعي ما زالا يتنازلان بشكلٍ متعمدٍ عن المخطوفين في غزة ويصممان على الإثبات أنّ منظمةً إجراميّةً كبيرةً قد استولت فعلاً على (إسرائيل)، منظمة لا يمكن لأحد هزيمتها”، على حدّ وصفه.
وفي الختام وَجَبَت الإشارة إلى أنّ نتنياهو ليس أسيرًا في أيدي مَنْ يُسّمون بالمتطرّفين بالحكومة، لأنّه عمليًا هو أكثر تطرّفًا وتشدّدًا وعنصريّةً، وكان وما زال ووفق كلّ المؤشّرات سيبقى رهينة النظرية الصهيونيّة الاستعلائيّة القائلة إنّ العرب لا يفهمون سوى لغة القوّة.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-07-2024 02:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |