09-07-2024 08:16 AM
سرايا - كان كريستيانو رونالدو في بطولة أمم أوروبا (يورو 2024) شبحا للهدّاف الخارق في العقدين الأخيرين، وخاض على الأرجح البطولة الكبرى الأخيرة مع منتخب البرتغال.
وفي 5 مباريات خاضها كاملة مع البرتغال، لم يسجّل الـ"دون" أي هدف، كما أخفق بهزّ الشباك للمرّة التاسعة تواليا في البطولات الكبرى، وبعد الإقصاء في ربع النهائي بركلات الترجيح على يد فرنسا طرح بعض النقاد الرياضيين تساؤلا مهما: لماذا لم يستبعد رونالدو عن التشكيلة الأساسية مثل بقية النجوم الآخرين على غرار كيليان مبابي قائد فرنسا.
قبل البطولة، اتُّهم المدرب روبيرت مارتينيز بمجاملة القائد رونالدو بعد استدعائه إلى قائمة المنتخب على حساب مهاجمين واعدين، كان يمكنهم تقديم المساعدة للمنتخب أكثر من مهاجم النصر السعودي.
وبرر المدرب، البالغ 50 عاما، استحقاق رونالدو ارتداء قميص المنتخب "أعتقد أن المهم هو فهم ما يجلبه اللاعب. بالنسبة لنا، كريستيانو يجلب الخبرة والمعرفة، ويجلب فرص تسجيل الأهداف، والتحرك داخل منطقة الجزاء وخلق المساحات".
تعرض المدرب للنقد اللاذع بعد الخروج من اليورو، لأنه كان أكثر اهتماما بمنح رونالدو الفرصة تلو الأخرى لكتابة فصل جديد آخر في مسيرته الرائعة، أكثر من اهتمامه بمنح البرتغال أفضل فرصة ممكنة للفوز والذهاب بعيدا في يورو 2024.
اعتقد مارتينيز أن الدفع برونالدو إلى الواجهة سوف يحافظ بطريقة أو بأخرى على إرثه، وحاول قدر الإمكان إخفاء نقاط ضعفه وتعظيم نقاط قوته، على أمل أن يحين موعد انفجار قدرات المهاجم، الذي سجل في كل البطولات الكبرى التي شارك فيها (خمس بطولات كأس عالم وخمس بطولات يورو).
صحيح أن "سي آر 7" قدم موسما جيدا مع النصر في الدوري السعودي للمحترفين، لكنه في اليورو سدد 23 مرة فقط دون أن يسجل، وهو ثاني أعلى عدد من التسديدات التي لم تسفر عن أهداف في البطولة القارية منذ اعتماد نظام دور المجموعات عام 1980.
من خلال هذا الرقم السلبي، أدرك مارتينيز مدى فشل رونالدو في استغلال الفرص العديدة التي سنحت له، وخطأ الاعتماد عليه في كل مباراة (باستثناء الدقائق الـ25 الأخيرة ضد جورجيا) لأنه ببساطة كان حاضرا بالغياب في اليورو.
لو انتبه مارتينيز إلى هذه الحقيقة في وقت سابق، لكان الأمر ربما مختلفا، سيما لو منح الثقة لغونزالو راموس وديوغو جوتا ومنحهما فرصة أكبر للمشاركة في البطولة.
ربما كان التعويل الدائم على رونالدو أحد أسباب خسارة البرتغال، لكنه ليس السبب الرئيس في الخروج، فالفريق خسر أمام فرنسا لأن جواو فيليكس سدد ركلته في القائم ولأن اللاعبين لم يستغلوا الفرص العديدة التي سنحت لهم، من لياو في الشوط الأول، إلى فرنانديز وفيتينيا إلى مينديز في نهاية الوقت الإضافي الثاني.
في حين تمسكت البرتغال بقائدها رونالدو، وهو ما أسهم بشكل غير مباشر في إقصائها من ربع النهائي، عرفت فرنسا كيف تلعب بدون قائدها كيليان مبابي الذي كان يتصرف عكس رونالدو في اليورو.
بعد أن سجل هدفه الأول في بطولة أوروبا أمام بولندا من ركلة جزاء، طلب مهاجم المنتقل هذا الصيف إلى ريال مدريد استبداله بعد أن شعر بالتعب الشديد، ثم أخرجه المدرب ديديه ديشان أمام البرتغال عندما اتضح أنها ليست ليلته.
لقد عمل ديشان جاهدا للسيطرة على النجم الأوحد المغرور الذي يسرق الكرة والاهتمام والدقائق من لاعبين يستحقون حقا حمل قميص المنتخب، في المقابل أخفق مارتينيز بنظرته الضيقة في تحقيق الأمر ذاته لأنه كان يعتقد أن وجود النجم الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات في المنتخب سوف يقوده للمجد الأوروبي مثلما فعل سابقا، لكنه لم يفعل هذه المرة، ولن يفعل ذلك مستقبلا.