10-07-2024 08:41 AM
سرايا - بعدما حقق كيليان مبابي حلمه أخيرًا بالانتقال إلى ريال مدريد هذا الصيف، قررت كرة القدم أن تدير ظهرها للنجم الفرنسي في أسوأ صورة ممكنة بوداع مُحبط ليورو 2024.
مبابي كان يطمح في استقبال رحلته الجديدة في سانتياجو برنابيو بطريقة جيدة، ولكنه سيبدأ هذه التجربة بواحدة من أسوأ مشاركاته مع المنتخب الفرنسي في البطولات الكبرى، منذ دخوله الفريق الأول للمرة الأولى مع الديوك.
خسارة فرنسا بهدفين مقابل هدف أمام إسبانيا في نصف نهائي اليورو، ستعني بطبيعة الحال ظهور المزيد من الانتقادات لمبابي، واتهامه بعدم التركيز والكثير من الأشياء الأخرى.
ولكن دعونا ننظر إلى الأمور بتجرد كامل ونناقش ما حدث الليلة، وهل مبابي يستحق الهجوم الذي تعرض وسيتعرض له بعد هذا الخروج؟
من سوء حظ مبابي أنه تعرض لكسر في الأنف بافتتاح مشاركات بلاده في اليورو أمام النمسا، ليجلس بديلًا في المباراة الثانية، قبل أن يشارك ويظهر مرة أخرى بقناع يحميه من أي التحامات.
القناع تسبب في تقليل قوة مبابي ولعبه بـ50 أو 60% من قوته، وهو الأمر الذي تحدث عنه اللاعب بنفسه، ولكنه لعب اليوم من دون قناع ولم نشهد أي تغيير في مستواه.
اللقطة المضيئة الوحيدة له كانت بصناعته الهدف الأول لراندال كولو مواني، عندما مر من خيسوس نافاس ولعب عرضية متقنة لمهاجم باريس سان جيرمان.
ولكن بعدها اختفى مبابي تمامًا عن الصورة، ولم يتمكن من صناعة الفارق باستغلال سرعته أو مهارته الفردية في الاختراق، وحتى عندما لعب بعمق الملعب بعد نزول برادلي باركولا على الجناح لم يتحسن مردوده.
أصابع الاتهام ستتجه نحو مبابي بسبب الفرصة التي أضاعها بغرابة في الدقيقة 87 عندما سدد الكرة في المدرجات، ليؤكد مرة أخرى أن هذا ليس مبابي الذي نعرفه، بل مجرد شبح ظهر تائهًا عاجزًا عن مساعدة فريقه.
يمكنك اتهام مبابي بالتقصير كما شئت، ولكن ماذا عن ديدييه ديشان؟ صاحب المنظومة الهجومية العاجزة التي تم فضحها أكثر من مرة خلال هذا اليورو.
لامين يامال صاحب الـ16 سنة الذي كان النجم الأول للمباراة بلا منازع، ليس أفضل من مبابي ولم يصل إلى مستواه ونضوجه حتى الآن، ولكنه لعب بصورة أفضل منه بسبب الدعم الذي حصل عليه من زملائه في إسبانيا.
ثلاثي الوسط المكون من رودري وفابيان رويز وداني أولمو ساعد يامال بأفضل شكل ممكن، ووضعوه في العديد من المواقف الخطيرة، عكس مبابي الذي كان بحاجة لبذل مجهودات إضافية للوصول إلى مناطق الخطورة.
صاحب الـ25 سنة لعب في مركزين الليلة، كجناح أيسر ومهاجم صريح، وفشل بهما بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكنه لم يحصل على المساعدة اللازمة مع فريق كان يبدو أنه لن يسجل حتى لو استمرت المباراة لساعات أخرى.
ولذلك يجب أن يكون ديشان هو أول من يتحمل المسؤولية عن مستوى مبابي والفريق بشكل عام، والأرقام لا تكذب، فرنسا بكل ما تملكها من مواهب فذة لم تسجل سوى هدفين فقط من لعب مفتوح في 6 مباريات، والسبب ليس مبابي فقط!
المهاجم الفرنسي لعب 14 تمريرة فقط، ووصلت الدقة لديه إلى 78.6%، ولعب تمريرتان طويلتان فقط، وقام بالتحامين ناجحين و5 التحامات غير ناجحة.
ومن الناحية الدفاعية لم يقم مبابي بأي محاولة للافتكاك ولم يشتت الكرة ولم يقطعها، واكتفى بالتصدي لتسديدتين من الفريق الخصم.
وأما بالنسبة للأداء الهجومي، سدد مبابي كرة على المرمى وواحدة خارجها، ولعب عرضيتين ناجحتين، وصنع فرصة واحدة وصنع هدف فرنسا الوحيد، ولم يقع في مصيدة التسلل.
يورو باركولا أفضل من يورو مبابي، هذه الجملة والكثير من الجمل مثلها سنسمعها على مدار الصيف لمحاولة النيل من النجم الفرنسي، الذي سيترك خلفه الكثير من المشاكل والأزمات.
بداية من توتر علاقته بناصر الخليفي رئيس باريس سان جيرمان، بعد الطريقة التي كرر بها الرحيل عن النادي والانتقال إلى ريال مدريد، وصولًا بانحدار مستواه بنهاية الموسم وهجوم الأساطير الفرنسية ضده، والتشكيك في كونه الأنسب لارتداء شارة قيادة المنتخب.
العديد من المصاعب ستواجه مبابي قبل شد الرحال إلى مدريد، لذلك المهمة لن تكون سهلة على المدرب كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد، لمحو الموسم الكارثي الذي مر به اللاعب وانتهى بخروجه المُحبط من اليورو الذي سيتبعه حملات عنيفة من الهجوم ضده.
الإيطالي من المعروف عنه التميز في التعامل النفسي مع اللاعبين، ومهمة تجهيز مبابي ربما ستكون الأصعب في مسيرته، بسبب القيمة الهائلة التي يتمتع بها اللاعب، والأموال التي أنفقها ريال على ضمه، والتي تجعل إمكانية فشله بمثابة الكارثة المُحققة للنادي الذي نجح أخيرًا في إتمام صفقة القرن بعد محاولات استمرت لسنوات طويلة.