11-07-2024 09:08 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
بدأت وتيرة الحركة للانتخابات البرلمانية المقبلة تتصاعد، حراك تتضح معالمه، وإيقاع الشارع يرتفع، ومن يلحظ المشهد يدرك أن النخبة أو بعضها تنسحب، أو يمكن القول إنها تترقب.
القوائم الحزبية بدأت معالمها تتضح، يغيب عنها بعض أسماء توقع مراقبون أن تقود دفة هذه القوائم، والمبررات عدة، ومتنوعة.
أساس هذه الانتخابات هو القانون الجديد الذي رسم طريقاً للحياة الحزبية، غير أن التحالفات هي السبيل الأمثل لتدعم هذه الأحزاب من حضورها، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.
الأساس هو أن تفرز هذه الانتخابات النخبة الحزبية، أو تختبر صلابتها على الأرض، وهل تتواءم مع صوتها المرتفع، وحتى لا تكون الأحزاب ظاهرة صوتيةً تستأثر بالفضاء دون حضور على الأرض فهي بحاجة إلى انخراط نخبةٍ حقيقية.. لتختبر شعبيتها على الأقل، وتضع أوزانها في صناديق الناخبين واختياراتهم، وهو أمر لم يحدث أو لم يمضِ كما كنا نتوقع.
على أية حال.. لا بد أن تفرز هذه الانتخابات وجوهاً شابةً، ولا بد أن ترسم معالم الخريطة الحزبية التي نريدها، منذ أن أرسي نهج الإصلاح السياسي، والحراك في الشارع اليوم على أساس السلوك الانتخابي، يمكن من تأمله استنتاج أنه يتوزع بين عدة خيارات (أو تيارات)، بين السلوك القديم المكرور، والسلوك الجديد الذي يرى في هذه الانتخابات في أنها فرصة لإحداث التغيير المطلوب.
ونحن بحاجةٍ إلى تعزيز التيار الأخير، من خلال أن تنخرط النخبة فعلياً، ولا تكون في زاوية المراقب، ولو من باب اختبار التجربة، أو القول إنها تريد تشكيل المشهد.
الأشهر المقبلة مهمة للمترشحين، وللناخبين، ومهمة أيضاً، للإفراز النخبوي، ولذا فالمطلوب هو تصعيد الحراك الحزبي، وأن تكون النخبة حاضرة فيه.
والمهم أيضاً، هو أن تقدم النخبة أفكاراً واضحة لا شعارات جذب لجمهور تعب من هذه العناوين الكبيرة، فالمطلوب هو تضييق الزاوية لتتسع الرؤية نحو أين نمضي؟ وما هي نوعية البرامج والأفكار التي يحملها مرشحونا، ولاحقاً نوابنا تحت قبة البرلمان.
وأيضاً، ما شكل التحالفات النيابية التي ستتشكل، فنواب الأحزاب المقبلون سيكونوا تحت المجهر، وسترصد تحركاتهم، وتجربتهم للبناء عليها لاحقاً، لذا نتحدث اليوم عن النخبة الحزبية، ودورها في صياغة المرحلة الآنية والمقبلة.
اليوم يدلي كثر بطرحهم سواء ناخبين أو مترشحين، أو مثلنا مراقبين، ولكن في النهاية الشارع سيقرر وتتضح معه مؤشرات البوصلة.
نأمل أن نرى نخبة متجددة وحقيقة تملك جماهيراً وأحزاباً متنوعة في أطيافها، بين يمين ويسار ووسط.. بما يرتقي بالتجربة، وأظن أن الشارع بالمجمل يستوعب التجربة والطريق، ولكنه اليوم يتأمل ولاحقاً سوف يفرز النخبة الحقيقية، بخاصة فئة الشباب التي بدت لمساتها حاضرة فكراً وطرحاً، ورؤيةً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-07-2024 09:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |