حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3524

هجرة غيرت مسار التاريخِ

هجرة غيرت مسار التاريخِ

هجرة غيرت مسار التاريخِ

11-07-2024 09:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. هبة أبو عيادة
في الثامن من ربيع الأول، يحيي المسلمون ذكرى هجرة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة. هجرةٌ لم تكن رحلةً عاديةً، بل كانت حدثًا مفصليًا في مسيرة الإسلام، غيّر مجرى التاريخ وفتح أبوابًا جديدةً لنشر رسالة الحق والعدل.

واجه المسلمون في مكة مضايقاتٍ شديدةً من قريش، ممّا دفع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى البحث عن مكانٍ آمنٍ لنشر رسالته. ووقع خياره على المدينة المنورة، حيث كان الأنصار قد بايعوه على نصرة الإسلام ونبيه

خطط النبيّ صلى الله عليه وسلم للهجرة بدقةٍ، رغم حزنه وألمه على فراق مكة المكرمة، واختارَ عليّ بن أبي طالبٍ ليكون مكانه في بيته وسريره في مكة، بينما خرج برفقة الصديق أبو بكر رضي الله عنه من مكة ليلاً. رغم المخاطر والصعوبة والتحدي في الهجرة، لكنّهم تمكنوا من الوصول إلى المدينة المنورة بفضل إيمانهم وصبرهم. كما ذكرها في قوله تعالى: «إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَ?ْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».

استقبل الأنصارُ القائد القدوة بحفاوةٍ وكرمٍ، وفتَحوا لهم بيوتهم ومشاركتهم في كلّ ما يملكون. وسرعان ما اتّحد المهاجرون والأنصار تحت راية الإسلام، وشكلوا مجتمعًا متماسكًا يُنادي بالعدل والمساواة.

كان للهجرة النبوية نتائجٌ عظيمةٌ على الإسلام، فقد:

• وفرت للمسلمين بيئةً آمنةً لنشر رسالتهم وتتلمذ الصحابة على يد خير معلم عرفته البشرية، تعلموا الأخلاق والإخاء والمحبة والانتماء والعقيدة السليمة.

• أسستْ لأول دولةٍ إسلاميةٍ في المدينة المنورة، وكانت البؤرة لإعداد الوفود لنشر الإسلام في شتى بقاع الأرض.

• وحدتْ بين المهاجرين والأنصار وكونتْ مجتمعًا متماسكًا محبًا معطاءً متعلمًا.

• أعطتْ دفعةً قويةً لنشر الإسلام في الجزيرة العربية والعالم.

تُعلّمنا هجرةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم دروسًا وعِبَرًا عظيمةً، منها: الصبرُ والعزيمةُ في سبيلِ اللهِ. والتضحيةُ بالنفسِ والمالِ في سبيلِ المبادئِ. والأخوّةُ والوحدةُ بينَ المسلمينَ. والأملُ والتفاؤلُ في ظلِّ أشدِّ الظروفِ.

ختامًا، تظلّ هجرةُ النبيّ صلى الله عليه وسلم منارةً تُضيءُ دروبَ المسلمينَ، وذكرى خالدةً تُلهمُ الأجيالَ على الصبرِ والعزيمةِ في سبيلِ اللهِ ونشرِ رسالةِ الإسلامِ. هجرةٌ غيَّرتْ مسارَ التاريخِ، وفتحتْ أبوابًا جديدةً لنشرِ الخيرِ والعدلِ في العالمِ. ونسأل الله لإخوتنا الذين هاجروا ونزحوا وتركوا كل ما يملكون وضحوا بأرواحهم وأموالهم وأنفسهم لأجل الحفاظ على أرض الوطن أن يكتب لهم النصر والفرج القريب وأن يحقن دماءهم.

الرأي








طباعة
  • المشاهدات: 3524
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-07-2024 09:13 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم