13-07-2024 09:53 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
من بين ثنايا التعب المثقل بالهموم المعيشية التي نعيشها في صحراء قاحله من الماء والحياة الطبيعية أكتب وأنا مثقل بحب الإتحاد الأوروبي كمنظومة من القيم والحريات والأفق بالنظر نحو الأنسان وأهميتة على الحياة وما تسليط الضوء على شخصية بقيمة " دافني غاليزيا " في كل عام إلا تجسيد عظيم لما يمتلكه البرلمان الأوروبي من هذه القيم التي اتمنى ان تمضي الى الشرق الأوسط بكل مضامينها التي جاءت في السابع من ديسمبر لعام 2000 تحت عنوان عريض وهو " ميثاق الحقوق الأساسية للأتحاد الأوروبي " وعلى رأس ذلك تلك المواد التي جاءت بفصول متعدده تحت عناونين تهتم " بكرامة الأنسان من حيث الإنسانية المقدسة , وكل تلك المواد التي تحدثت عن الحق في الحياة للأنسان وحضر التعذيب والمعامله أو العقوبة الغير إنسانية أو المهنية وحضر الاسترقاق والعمل بالأكراه الى أن نصل للماده " رقم 54 " من ميثاق الحقوق الأساسية للأتحاد الأوروبي والتي جاءت تحت عنوان حضر إساءة استخدام الحقوق .
فمن هي دافني غاليزيا التي يقيم لها البرلمان الأوروبي هذا الحفل العميق في كل عام لتكون موجوده في كل حياة الناس وما قدمت وضحت بحياتها من أجل ذلك , هي صحفية ومدونه مالطية معروفة وقد اشتهرت بتحقيقاتها الصحفية ومقالاتها التي لطاملا كشفت فيها عن فضائح الفساد والمتورطين من المسؤولين المقربين من رئيس وزراء مالطا , حيث ولدت دافني كاروانا غاليزيا في السادس والعشرين من آب لعام 1964 في مالطا وهي أم لثلاثة اطفال حيث أحد ابناءها عضو في الفريق الدولي للصحفيين الإستقصائيين وقد فاز بجائزة " بوليتزر " حينما كشف فضيحة وثائق " بنما " حسبما ورد في " اسوشيتد برس " زاولت دراستها في جامعة مالطا، وحصلت عام 1997 على إجازة في علم الآثار , بدأت دافني العمل الصحفي عام 1987، وخلال التسعينيات أصبحت كاتبة عمود في العديد من الصحف المالطية، من بينها "مالطا إندبندنت"، و"سانداي تايمز أوف مالطا"، لكنها اكتسبت شهرة داخلية وخارجية بفضل مدونتها ذات المقروئية الواسعة وخصصت هذه الصحفية مدونتها ومقالاتها لكشف قضايا الفساد في بلادها، وكتبت عن الفاسدين في هرم السلطة، خاصة المتورطين في محيط رئيس الوزراء، وعلى رأسهم زوجته التي برز اسمها في تسريبات "أوراق بنما".
إن الرغبة في العيش في مجتمع حر ومنفتح، مجتمع يطبق فيه القانون على الجميع دون تمييز وتُحترم فيه حقوق الانسان، هي رغبة انسانية جامعة ولكن ككثير من الرغبات تشهد هذه الرغبة مدا وجزرا بين الفينة والأخرى, قالت عنها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها واحدة من أبرز المحققين الصحفيين ، وأن ما تدوّنه كان يجذب قراءً يزيد عددهم عما تستقطبه كل الصحف الورقية المالطية، في حين اختارتها، مؤخراً، مجلة "بوليتكو" الأمريكية ضمن 28 شخصية مؤثرة في أوروبا، واصفة إياها بـ"ويكيليكس قائم الذات"، و"المرأة الوحيدة التي تنتقد انعدام الشفافية وانتشار الفساد في بلدها, لذلك إن الخط الفاصل بين الشخصي والسياسي دائمًا ما يكون رقيقًا تبقى دافني واحده من الصحفيات اللواتي عززت وجودها بالقلم , القلم الذي بدأ سر التكوين الوجودي لرسالة الحياة التي جاءت حينما نزل الوحي من الله عزوجل على " سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليخاطبة بإقرأ ثلاثة مرات حينما قال لة " سيدنا محمد " ما أنا بقارئ قال له الوحي من اللله عزوجل إقرأ بإسم ربك الأكرم .... الخ آخر الآيه من القرآن الكريم .
لذلك كل قيم البرلمان الأوروبي تجعلنا ندرك إن هذا يجسد روح دافني غاليزيا التي رحلت في السادس عشر من اكتوبر عام 2017 في إنفجار السيارة التي كانت تقودها بعد مغادرتها منزلها في ضواحي العاصمة فاليتا .
اختتم هذه المقاله بآخر ما كتبت عبر صحفتها الشخصيه " " أيْنما نظرْتَ فإنك تجدُ المحتالين ومختلسي الأموال. الوضع مُخيّب للآمال وميْؤوس منه"؛
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2024 09:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |