بقلم : يوسف رجا الرفاعي
هذا العنوان هو بعض ما قاله المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية عندما كان تدمير غزة قد وصل الى ما يزيد عن سبعين بالمئة منها تدميرا كاملاً وعدد الشهداء والجرحى والمصابين تعدى السبعين الف عندها قال ان هناك " زَعْم" بارتكاب جرائم وانه غير متاكد ولا بد من تشكيل فرق ولجان تحقيق وبحث عن ادله تثبت هذا الزعم وهذا الادعاء اما من حيث المبدأ فهو لا يرى ان هناك ما يثبت ذلك وان الأمور تمام .

هذا الكلام يتناغم بشكل تام الى هذه اللحظة مع ما تراه امريكا والانظمة الاوروبية الشرقية والغربية ويرون انه لا تخطِّي للخطوط الحمراء الى هذه اللحظة التي تم فيها تدمير ما يزيد عن تسعين بالمئة من غزة بشكل كامل مع عدد من الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين تخطى المئة وعشرين ألف.

منتهى الاستفزاز عندما تسمع في نشرات الأخبار العالمية البيانات الصادرة عن كبراء تلك الدول يأسفون فيه الى تزايد " التوتر والعنف" وانظر إلى اختيارهم للكلمات المستفزة ، الجرائم في ابشع صورها والإبادة الجماعية المرتكبة يقولون عن هذا توتر وعنف !! وانهم يطلبون من اصحاب الارض المشردين والمقتولين والمصابين والمفقودين التزام الصمت والهدوء وضبط النفس ،
ثم ياتيك الاستفزاز الاكبر عندما تسمع من الرئيس الاكبر انه يشعر بشيء من التعاطف مع اولئك الذين يقفون في طابور طويل وانهم يتأخرون قليلاً في وقفتهم هذه حتى يتناولوا او يأخذوا طعامهم المُعَدّ لهم مُسبقاً وما عدا ذلك فليس هناك اي شيء يدعو الى القلق وانه طلب من المسؤولين ان لا تطول وقفة هؤلاء في الطابور ، اي استهزاء واي مهانة هذه!!!

شهود العيان الغير معتمدة شهادتهم "حسب أقوال المحاكم الدولية الرسمية " وكل المراقبين وكل من رأى ذلك التفجير الذي حصل بالامس عبر شاشات التلفزة والاعلام المنحاز وغير المنحاز وعبر كل وسائل التواصل أن ما أُلقي على هؤلاء الأبرياء هو اشد قوة من التفجير النووي وان الصواريخ التي أُطلِقت ليست من ذوات الأرطال من الأوزان بل هي من ذوات الأطنان من الاوزان وقد ارسلها خصيصاً لهم الامريكان .

انا مع قول المدعي العام للمحكمة الجنائية وانني اشك ان هناك قتل او مجازر او اباده جماعيه وان كل ما نشاهده من دماء وأشلاء للأطفال والنساء كله فبركات فوتوشوب ولو ان هذا الذي نراه حقيقة لكنتُ انا على حالٍ غيرَ هذا الحال ، على الاقل وبالحد الادنى وبعيداً عن العقيدة والديانة والمذهب والمِلَّة لو كان هذا واقعياً لتحركت بي حَميَّة الجاهلية ولثرتُ كما يثور الثور عندما يرى الضبع وقد اطبق على أخيه الثور ليقتله ، ولكني مطمئن الى ان اهل غزة كلهم بخير لانه لم يتحرك بي إحساس السخط والغضب ولم اشعر بأن دمي يفور او أني قد أُصبتُ باي شيء من الذهول او الصدمة او ضيق في الصدر ولم ترتعد فرائصي ، وان كل ما هنالك انهم يقفون لبضع الوقت في الدور ليأخذوا طعامهم الشهي المعد لهم بواسطة طهاة خمس نجوم ، كما يزعم القتلة المجرمون ،
معقول ان اكون ( إنساناً )واقبل وارضى واسكت عن جرائم بحجم هذا الذي ( يزعمون ) وتُقتَل مثل هذه الأعداد الهائلة من البشر ولا يتحرك لي ضمير !!
فأين إنسانيتي اذاً ؟
فما بالك عندما اكون إنساناً وعربياً معاً ؟
فهذا امر غير معقول ولا مقبول وهذه أخبار ملفقة وما نراه هو دُمى على هيئة بشر وحبر بلون الدم وخير دليل على هذا القول انني لست وحدي هادئ ومستريح ومطمئن بلا حدود انما انا واحدٌ مِن العرب، ومن غير المعقول اننا كلنا بلا ضمير او كلنا بلا شعور ،
!! تخيَّل ان نكون هكذا !! ،،، مستحيل يا رجُل ،،،
يوسف رجا الرفاعي