بقلم : سميح العجارمة
احيانا ومع ظهور بعض الاخبار والأحداث تشعر ان لدى البعض دهشة غريبة وكأنهم يتعاملون مع تحولات كبرى في مسار الدولة الاردنية مع ان الدولة الاردنية ومنذ انشاء الامارة وحتى اليوم لها معادلة واضحة وقائمة أصدقاء وحلفاء منذ عشرات السنين،والاردن هوية سياسية واجتماعية واقتصادية في مواقفه وسياساته لم تتغير منذ القرن الماضي والى اليوم في عهود ملوكه الأربعة.

الاردن بلد عربي اولويته علاقاته العربية وقضايا أمته العربية والإسلامية، وكل تحالفاته او علاقاته الكبرى يسخرها لخدمة مصالحه الوطنية ومواقفه وقضايا العرب والمسلمين وعلى راسها القضية الفلسطينية، والاردن رغم كل التقلبات في العلاقات العربية الا انه كان يحرص على كل علاقة مع دولة شقيقه ويبادر لترميم اي علاقة تتأثر بتقلبات المزاج العربي.

وحتى في زمن الاتحاد السوفيتي ومحاولات نشر الشيوعية ورغم ان الاردن علاقاته مع امريكا وأوروبا الا انه احتفظ بحدود جيدة من العلاقة مع موسكو،وتطورت هذه العلاقة مع روسيا دون ان تؤثر انحيازات الاردن الاخرى على تلك العلاقة.

الاردن صديق وحليف للولايات المتحدة والغرب،وله صفة مهمة في علاقاته مع حلف الناتو منذ سنوات طويلة،والاردن له علاقة خاصة مع كل الادارات الامريكية والكونغرس ومجلس الشيوخ في كل المراحل حتى وان كان هناك تباين في بعض المراحل مع سياسات بعض الادارات حول القضية الفلسطينية، وفي عهد ترامب وقف الملك موقفا صلبا واضحا في رفض صفقة القرن،لكن ذكاء ومصداقية الاردن جعلته قادرا على تجاوز اي مراحل فيها تباين لمصلحة الحفاظ على مكاسب اردنية او للقضية الفلسطينية.

الاردن له علاقات قوية جدا مع الاوروبيين الذين يشكل معظمهم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وامريكا وأوروبا هم الداعم الاقتصادي المنتظم والمستقر والمستمر للاردن مع التقدير لكل دعم من أشقاء واصدقاء اخرين.

الاردن واضح في كل علاقاته وليس فيها مايبعث على الدهشة،لكنه دولة تحاول اقامة توازن مع كل دول العالم مثل الصين وروسيا...،وحتى علاقاتنا مع امريكا فهي ليست في مسار واحد وهو القضية الفلسطينية رغم اهميتها القصوى اردنيا لكنها علاقات تشمل ملفات الارهاب والتطرف وامن الإقليم الذي يشكل امن الاردن جزءا من معادلته وايضا الملفات الثنائية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.

الاردن دولة باولويات واضحة وقائمة أصدقاء وحلفاء واضحة وليس لديه تقلبات او تعدد وجوه سياسية،ولديه حرص على علاقات حسنة مع كل الدول ولا مبرر لدهشة غير حقيقية من البعض حتى ممن كانوا يوما قريبين او بعيدين عن القرار...