18-07-2024 11:22 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
تمر في هذه الأيام، ذكرى استشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، والذي استشهد في 20 تموز 1951م، على أبواب المسجد الأقصى.
إن هذه الذكرى تمثل سيرة شيخ جليل، ومجاهد عربي قدم تضحيات وبذل لأجل الأردن، وفلسطين ومقدساتها، والعروبة.
فشهيد القدس، مليكنا المؤسس، يملك إرثاً سياسياً عميق الجذور، ما زالت مفرداته، تشكل رافداً لخطاب دولتنا الأردنية، وقيمها، وقد كان لمواقفه العروبية الأولى، أنّ أسست لقيمٍ ما زالت راسخة، ولمواقف ما زالت أثرها باقياً.
ويرتبط صاحب السيرة، مليكنا المؤسس، بعلاقةٍ خاصةٍ مع القدس، فهو شهيدها، ومنذ أسس هذا الوطن الكريم، وهو يسعى إلى البذل في سبيلها.
ومن بين مواقفه، التي ما زالت باقية، هي رفضه إعطاء اليهود ممراً خاصاً إلى حائط البراق، بالإضافة إلى رفضه تدويل القدس، وكان قد أعلن في زمان الوحدة، بأن القدس الشرقية هي العاصمة الروحية للمملكة الأردنية الهاشمية.
وقد كان لبذل جيشنا العربي، وقيادته، أنّ حافظ على عروبة هذه المدينة، وأسس لأنّ تبقى ملامحها وهويتها عربية، وهو المطلب الذي ظل حيّا حتى زماننا، ورغم تقادم النوازل العربية.
وتذكر الوثائق، أنّه قال مخاطبا جند الجيش العربي، خلال حرب عام 1948م، «سوف أقاتل من أجل القدس حتى الشهادة، كما أنه أحب الأردنيين وأحبهم وكان يلقبهم بـ «الاقحاح»، ونادوه أبو طلال عميد النهضة العربية، ومحررالقدس وخادم أولى القبلتين.
ومن بين ما تحفظه لنا وثائق سيرته أنه شارك باطفاء حريق كنسية القيامة 1949م، وكان يفخر بخدمته للمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وهو من طراز القادة الذين حافظوا على حضورهم التاريخي برغم تقلب صروف السياسة والأزمان وتحول المرحلة من زمانٍ عربيٍ إلى زمان الغدر البريطاني، ولكنه بقي مؤمناً بأنّ السياسي يبقى فاعلاً ما دام قادراً على العطاء.
إن تأسيس الأردن بخطابه العروبي، وبأدواره السابقة واللاحقة، كان منجزا حمل عبئه الملك المؤسس، مؤمنا برسالة النهضة وقيمها.
وسيرة الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين الكثير من الملامح المعبرة عن سيرة رجل عربي اختزل قيم العروبة في أنقى معادنه، إذ جمعت هذه السيرة بين السيف والقيم، فالملك المؤسس خاض الكثير من المعارك انتصر فيها بالسيف والقلم، وهي تعبير عن الشخصية العربية مطلع القرن الماضي، حيث لم يساوم على المبدأ وبقي مخلصاً لقبلته.
وقبل تأسيس الأردن، فإنّ الملك المؤسس، كان صاحب منجز كبير حققته الثورة العربية الكبرى، بأنّ أعادت العروبة إلى الساحة الدولية بعد غياب أمتنا عن الساحة الدولية لأكثر من 700 عام.
وعلى هذا أسس لخطاب أردني عروبيٍ على خلاف ما أراد الإنتداب للأردن، بأن تكون «دولة ممر» فجعل منها (طيب الله ثراه) دولة مؤسسات وأضفى عليها عقيدته القومية وصاغ مفردات خطابها المستند إلى شرعية العروبة والنهضة والدين والنسب وصلته بالدور التاريخي.
ومع ذكرى رحيله، نرى أنّ ما أنجزه الأردن اليوم يستند إلى جذور عميقة في الفعل والتربة العربية، فحين يطرح الأردني خطابه ويتحرك ضمن مجاله الحيوي الإسلامي والعربي فهو مسنود بإرثٍ ممتد، كان الفضل فيه للإرث الهاشمي وأدوار الملك المؤسس.
وهي أدوار ما زالت باقية، وقد صانها ملوك بني هاشم، وكانت مبادئ راسخة، يعبر عنها اليوم، أدوار الوصاية الهاشمية، وقيم جيشنا العربي، وقيم دولتنا الراسخة، وسياستها الخارجية الحكيمة، الموصولة حتى زمان مليكنا المفدى عبدالله الثاني.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-07-2024 11:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |