حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2296

النسيان وتعزيز الذاكرة - تطبيقات في التعلم

النسيان وتعزيز الذاكرة - تطبيقات في التعلم

النسيان وتعزيز الذاكرة - تطبيقات في التعلم

24-07-2024 01:20 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح " محمد أمين" العمري
قد يكون النسيان أمرًا مزعجًا، وخاصةً عندما نحاول تعلم مهارة جديدة أو استيعاب معلومات حيوية, فعندما لا نتمكن من تذكر المعرفة التي نحتاج إليها في الوقت المناسب، قد يسبب شيئاً من التوتر الذي يؤدي إلى زعزعة ثقتنا بأنفسنا، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى إهدار الوقت، وتفويت الفرص، وارتكاب أخطاء باهظة التكلفة، ومع ذلك فعندما نفهم سبب النسيان، يمكننا وقتئذ اتخاذ خطوات لمنع ذلك، والتأكد من أن ما تعلمناه يظل راسخًا في أذهاننا.
تضعف الذاكرة بمرور الوقت. فإذا تعلمنا شيئًا جديدًا دون إعادة تعلمه، فإن تذكرنا لتلك الأشياء يقل شيئاً فشيئاً مع مرور الساعات والأيام والأسابيع؛ إذ إن أكبر انخفاض في القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات يحدث بعد فترة وجيزة من التعلم. فمن دون مراجعة أو تعزيز ما تعلمناه، تنخفض قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل حاد.
كما أنه من الأسهل تذكر الأشياء ذات المعنى ؛ فعلى سبيل المثال، إذا كنت تستمع إلى محاضرة حول موضوع لا تفهمه حقًا أو لا تهتم به كثيرًا، فمن المرجح أن تنساه بشكل أسرع مما لو كان موضوعًا وجدته جذابًا أو مثيرًا حقًا، وقد تغادر ندوة عبر الإنترنت أو اجتماعًا ورأسك ممتلئ بالحقائق والأرقام الجديدة فقط لتكتشف بعد ساعات أنك لا تستطيع تذكر سوى القليل منها فقط.
وتؤثر طريقة عرض شيء ما على عملية التعلم. ويمكن جعل نفس مجموعة المعلومات أكثر أو أقل تذكرًا، اعتمادًا على مدى جودة توصيلها. ومن المرجح أن تجد أنه من الأسهل تذكر شيء تم تنظيمه منطقيًا وتقديمه بوضوح. ولكن قد تنسى قائمة التسوق العشوائية والمكتوبة بخط اليد، كما يؤثر شعورك على مدى قدرتك على التذكر؛ فالعوامل الفسيولوجية، مثل التوتر والنوم ، تلعب دورًا مهمًا في مدى قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات ( هناك أدلة قوية تشير إلى أن النوم يمكن أن يساعد أدمغتنا على فرز المعلومات وتخزينها).
ومن هنا تعد الذاكرة مهمة لبقائنا على قيد الحياة، فأدمغتنا قادرة على تخزين المعلومات التي تساعدنا على تجنب الأذى الجسدي أو النفسي، إذ إننا نتمتع بقدرة خاصة على تذكر الأشياء التي نحتاج إلى معرفتها والتفاصيل التي تشكل أهمية حيوية لبقائنا على قيد الحياة، على سبيل المثال، الأطعمة التي ينبغي لنا أن نتجنبها، والمسارات أو المجالات التي ينبغي لنا أن نلتزم بها، والأشخاص المهمين في حياتنا. كما نميل إلى تذكر التجارب التي تثير مشاعر قوية كالمفاجأة، أو الخوف، أو النجاح، أو الارتياح ــ لفترة أطول.
ومع ذلك هناك الكثير من الأشياء التي نرغب في تعلمها ( أو التي يحتاج الآخرون منا أن نعرفها) قد تختفي من ذاكرتنا بسهولة شديدة.
وهنا نلقي نظرة على أربع استراتيجيات يمكننا استخدامها لتحسين قدرتنا على التذكر:
- التعلم المتباعد: على الرغم من أن ذاكرتنا تتلاشى بسرعة، فإن جلسة المراجعة بعد التعلم الأصلي مباشرة يمكن أن تحسنها. يجب أن تحدث هذه الجلسة عندما تتراجع الذاكرة بشكل كبير، ولكن ليس إلى الحد الذي يجعلك تبدأ من جديد. إن مراجعة المعلومات وتحديثها بشكل منتظم يوقف منحنى النسيان. وعلى الرغم من أن النسيان يبدأ مرة أخرى بعد كل جلسة مراجعة، إلا أنه أبطأ من ذي قبل.
ومع مرور الوقت قد تطول الفجوات بين جلسات المراجعة ويتجدد ما تعلمته من محاضرة في اليوم التالي، ثم بعد يومين، ثم بعد أسبوع، ثم بعد 30 يومًا... وستظل تعرف كل المعلومات الأساسية بعد شهر، إن مراجعة المعلومات في نقاط إستراتيجية بعد أن تعلمتها في الأصل، ستوسع من قدرتك على التذكر وتقوي الذكريات المشفرة في دماغك. ستكتشف أيضًا أي فجوات تحتاج إلى التركيز عليها وإعادة التعلم، إذا لزم الأمر.
- التعلم الزائد: ويعني بذل قدر أكبر من الجهد المعتاد عند تعلم شيء ما. مما يحسن من القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات، ويبطئ من الانخفاض الحاد في منحنى النسيان، ويمكننا أيضا من تحسين فرصنا في الاحتفاظ بالمعلومات حتى تلك التي يصعب تعلمها.
- جعل المعلومات ذات معنى : وذلك من خلال جعل المادة التي تحتاج إلى تعلمها واضحة وذات صلة وذات هدف . فكلما زادت معرفتك بكيفية استفادتك من شيء ما على المدى الطويل، زادت احتمالية إعطاء ذاكرتك الأولوية له.
- استمر في تحدي ذاكرتك :إذا أتيت لمراجعة بعض المعلومات واكتشفت فجوات في ذاكرتك، فلا تيأس! فهذا هو الوقت الأكثر إنتاجية لتوسيع نطاق ذاكرتك . وسوف يكون التعلم الذي تم في هذه المرحلة أقوى بسبب التحدي الذهني الذي ينطوي عليه.
وملخص ذلك :
يحدث أكبر انخفاض في الذاكرة بسرعة بعد التعلم، لذا من المهم مراجعة المعلومات التي تعلمتها في وقت أقرب، وستساعدك المراجعات المنتظمة على تعزيزها. ويصبح بإمكانك ترك فجوات أطول وأطول بين جلسات المراجعة هذه، و يُعرف هذا باسم "التعلم المتباعد".
إن القيام بذلك سيساعدك على تعزيز قدرتك على التعلم وتحسين قدرتك على التذكر، بحيث يمكنك تذكر ما تعلمته على المدى الطويل. ومن الاستراتيجيات الأخرى التي يمكنك استخدامها لتحسين ذاكرتك: إعادة تعلم المعلومات، وجعل ما تريد تعلمه ذا معنى، وتحدي ذاكرتك بانتظام.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2296
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-07-2024 01:20 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم