حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2731

الحرب بالوكالة ونظام الدفاع العربي المشترك

الحرب بالوكالة ونظام الدفاع العربي المشترك

الحرب بالوكالة  ونظام الدفاع العربي المشترك

28-07-2024 08:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
الغارات الإسرائيلية على سوريا ولبنان وغزة تثير دائماً جدلاً كبيراً ‏وتسلط الضوء على قضايا الدفاع والأمن في المنطقة العربية نظام الدفاع ‏المشترك التابع لجامعة الدول العربية تم إنشاؤه ليكون آلية للدفاع ‏الجماعي في حالة تعرض أي دولة عربية لاعتداء خارجي‎.

وتم توقيع اتفاقية الدفاع العربي المشترك في عام 1950، وتنص على أن ‏أي اعتداء على أي دولة عربية يعتبر اعتداءً على جميع الدول الأعضاء، ‏وأنه يجب على جميع الدول الأعضاء تقديم المساعدة اللازمة للدفاع عن ‏الدولة المعتدى عليها‎.

فمنذ تأسيسه، لم يتم تفعيل نظام الدفاع المشترك بشكل فعال ضد إسرائيل. ‏على الرغم من ذلك، كانت هناك بعض المواقف التي حاولت فيها الدول ‏العربية التنسيق فيما بينها للدفاع عن الدول المعتدى عليها، لكن لم تصل ‏هذه المحاولات إلى مستوى تفعيل النظام بالشكل الذي كان مقصودًا به ‏عند تأسيسه تعتبر الأسباب الرئيسية لعدم تفعيل نظام الدفاع المشترك ‏الاختلافات السياسية بين الدول الأعضاء، وعدم الاتفاق على ‏استراتيجيات موحدة، وضعف التنسيق العسكري بين الجيوش العربية‎.‎

‏ ومن الأمثلة على الحروب والصراعات العربية ‏
حرب 1948 ‏‎ ‎بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، دخلت عدة دول عربية ‏في حرب ضد إسرائيل ولكن بدون تنسيق شامل‎.‎
حرب 1967 ‏‎ ‎المعروفة بالنكسة، حيث تم هجوم إسرائيلي مفاجئ على ‏مصر وسوريا والأردن، وانتهت بفقدان الأراضي العربية مثل سيناء ‏والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان‎.‎

حرب 1973‏‎ ‎حرب أكتوبر حيث قامت مصر وسوريا بهجوم منسق ‏على إسرائيل ولكن بدون تفعيل رسمي لنظام الدفاع المشترك‎.‎

الاعتداءات المستمرة‎: ‎مثل الغارات على لبنان وسوريا وغزة في ‏السنوات الأخيرة، حيث لم يكن هناك تفعيل رسمي لنظام الدفاع ‏المشترك‎.‎

بشكل عام، وعلى الرغم من أن نظام الدفاع المشترك موجود نظريًا، فإن ‏تطبيقه الفعلي ظل محدودًا بسبب التعقيدات السياسية والعسكرية بين ‏الدول الأعضاء في الجامعة العربية‎.‎

ويعرف نظام الدفاع المشترك بين الدول العربية على انه اتفاقية دولية تم ‏توقيعها بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وهذه الاتفاقية ‏تُعرف بـ "اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي"، وتم ‏توقيعها في 17 حزيران 1950 في القاهرة الاتفاقية تهدف إلى تنظيم ‏التعاون الدفاعي بين الدول الأعضاء في الجامعة وتأسيس آلية للدفاع ‏المشترك في حال تعرض أي دولة عربية لاعتداء خارجي‎.‎

‏ ومن أهم البنود المتعلقة بالدفاع المشترك في الاتفاقية‎:‎
‏1.‏ التعهد بالدفاع المشترك‎: ‎الاتفاقية تنص على أن أي اعتداء على أي ‏دولة عضو يُعتبر اعتداءً على جميع الدول الأعضاء، مما يوجب ‏على الجميع تقديم المساعدة اللازمة للدفاع عن الدولة المعتدى ‏عليها‎.‎

‏2.‏ إنشاء مجلس الدفاع المشترك‎: ‎الاتفاقية دعت إلى إنشاء مجلس ‏للدفاع المشترك يضم وزراء الدفاع والخارجية من الدول الأعضاء، ‏ليكون مسؤولًا عن تنسيق السياسات الدفاعية وتخطيط العمليات ‏المشتركة‎.‎

‏3.‏ التعاون العسكري‎: ‎الاتفاقية تشجع على تبادل المعلومات العسكرية، ‏والتدريبات المشتركة، وتعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء من ‏خلال التعاون والتنسيق‎.‎

‏4.‏ الالتزام بتقديم المساعدة‎: ‎الاتفاقية تلزم الدول الأعضاء بتقديم ‏المساعدة اللازمة للدفاع عن أي دولة تتعرض لعدوان، بما في ذلك ‏المساعدة العسكرية‎.‎

قانونية الاتفاقية‎:‎
‏1.‏ اتفاقية دولية‎: ‎الاتفاقية تُعتبر ملزمة للدول التي وقعت عليها ‏وصادقت عليها والالتزام بتنفيذ بنودها يُعتبر واجبًا قانونيًا على ‏الدول الأعضاء‎.‎

‏2.‏ منظومة جامعة الدول العربية‎: ‎الاتفاقية جزء من النظام الأساسي ‏لجامعة الدول العربية، مما يُضفي عليها طابعًا رسميًا ضمن إطار ‏العمل العربي المشترك‎.‎

‏3.‏ الممارسة الفعلية‎: ‎رغم أن الاتفاقية ملزمة من الناحية القانونية، إلا ‏أن التنفيذ العملي لها كان محدودًا بسبب العوامل السياسية ‏والعسكرية المتغيرة بين الدول الأعضاء‎.‎

ونعتبر اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربية اتفاقية دولية قانونية ‏تلزم الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية بالتعاون في مجال الدفاع ‏المشترك، إلا أن التطبيق الفعلي لها كان محدودًا بسبب التعقيدات ‏السياسية والعسكرية بين الدول الأعضاء‎.‎

الوضع في الشرق الأوسط معقد ومتعدد الأوجه، خاصة فيما يتعلق ‏بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة و إليك نظرة على دور الفصائل ‏المسلحة في التصدي لهذه الاعتداءات، وموقف الجيوش العربية، وفكرة ‏الحرب بالوكالة‎.‎

الفصائل المسلحة في لبنان وغزة

حزب الله في لبنان يقوم بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية و‎ ‎حزب ‏الله هو الفصيل الرئيسي في لبنان الذي يتصدى للاعتداءات ‏الإسرائيلية. منذ تأسيسه في أوائل الثمانينات، نفذ العديد من ‏العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وخاصة خلال حرب 2006‏‎.‎

و‎ ‎يحصل حزب الله على دعم عسكري ومالي من إيران مما ‏يعزز قدراته القتالية‎.‎

حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، تُعد الفصيل ‏الأساسي الذي يواجه إسرائيل بالتشارك مع الجهاد الإسلامي .‏

و‎ ‎تحصل هذه الفصائل على دعم من عدة جهات خارجية، بما في ‏ذلك إيران وقطر‎.‎

معظم الجيوش العربية اتخذت موقفًا حياديًا نسبيًا فيما يتعلق ‏بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة و يمكن تفسير ذلك ‏بعدة عوامل، منها

التعقيدات السياسية‎: ‎العلاقات السياسية المعقدة بين الدول ‏العربية وتباين المصالح والأولويات‎.‎

الاتفاقيات الدولية فبعض الدول العربية لديها اتفاقيات ‏سلام مع إسرائيل (مثل مصر والأردن)، مما يحد من ‏إمكانية تدخلها العسكري المباشر‎.‎

وعلى الرغم من الموقف الحيادي عسكريًا، تقدم بعض الدول ‏العربية دعمًا سياسيًا وإنسانيًا للفلسطينيين وللبنان يشمل هذا ‏الدعم إرسال المساعدات الإنسانية والضغط الدبلوماسي على ‏الساحة الدولية‎.‎

و‎ ‎يشير مصطلح الحرب بالوكالة إلى الصراعات التي تنفذها فصائل ‏مسلحة مدعومة من دول خارجية، حيث تعمل هذه الفصائل كوكيل ‏لتلك الدول في تنفيذ أجنداتها السياسية والعسكرية‎.‎

مثل دعم إيران لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي يمكن اعتباره ‏مثالًا على الحرب بالوكالة في المنطقة، حيث تسعى إيران إلى تعزيز ‏نفوذها الإقليمي من خلال دعم هذه الفصائل‎.‎


و تلعب الفصائل المسلحة في لبنان وغزة دورًا كبيرًا في التصدي ‏للاعتداءات الإسرائيلية، بينما اتخذت معظم الجيوش العربية موقفًا ‏حياديًا، مع تقديم الدعم السياسي والإنساني و الصراعات في المنطقة ‏غالبًا ما تتسم بطابع الحرب بالوكالة، حيث تدعم قوى خارجية الفصائل ‏المحلية لتحقيق مصالحها‎.‎


والحرب بالوكالة، خاصة في سياق الصراع مع إسرائيل، تحمل العديد ‏من المخاطر والتحديات بالنسبة للأنظمة العربية والمنطقة ككل واليك ‏تحليل لهذه المخاطر.‏


زعزعة الاستقرار الداخلي وتفاقم التوترات الداخلية
فوجود فصائل مسلحة قوية داخل الدول يمكن أن يؤدي إلى زعزعة ‏استقرار الأنظمة الحاكمة، خاصة إذا كانت هذه الفصائل تتلقى دعمًا ‏خارجيًا يتجاوز سلطة الدولة‎.‎

التنافس على السلطة تتسبب الفصائل المسلحة في منافسة داخلية على ‏السلطة والنفوذ، مما يؤدي إلى نشوء صراعات داخلية وتهديد وحدة ‏الدول‎.‎

القوى الإقليمية والدولية التي تدعم الفصائل المسلحة تستخدم هذه ‏الفصائل لتحقيق أجنداتها السياسية، مما يزيد من تعقيد الصراع ويؤدي ‏إلى تدخلات خارجية تؤثر على سيادة الدول‎.‎

الدعم الخارجي للفصائل المسلحة يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الصراع ‏وزيادة حدة التوترات بين الدول، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة ‏للصراعات المسلحة‎.‎

الفصائل المسلحة التي تعمل بشكل مستقل عن الحكومة المركزية ‏تضعف سلطة الدولة وقدرتها على فرض القانون والنظام‎.‎

الحروب بالوكالة تستهلك الموارد وتعيق التنمية الاقتصادية، مما يؤثر ‏سلبًا على الاقتصاد الوطني ويسبب تدهور الظروف المعيشية ‏للمواطنين‎.‎








طباعة
  • المشاهدات: 2731
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-07-2024 08:13 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم