29-07-2024 01:07 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
المنطقة اليوم، أمام استحقاقات إقليمية، تتمثل في حرب إسرائيل على غزة، والتوتر المتصاعد بين إسرائيل وجنوب لبنان، وهناك استحقاق منتظر وهو الانتخابات الأميركية ومسألة الجمهوريين والديمقراطيين.
وبين الثنايا هناك ملفات أخرى "مقلقة" بينها تهريب المخدرات والسلاح، وهي محاولات مستمرة من قبل ميليشات إيرانية، نعرف نواياها، وهناك استحقاقات محلية منتظرة بينها الانتخابات النيابية في أيلول المقبل، وملفات الإصلاح السياسي والإداري، والاقتصادي.
هذه الاستحقاقات تثير بين فينة وأخرى جدلاً مفهوماً، وبعض الأحيان تثير جدلاً غير مفهوم تحركه نوازع وأذرع خارجية لا تريد لهذا الوطن خيراً.
ليس بجديد أن يمر الأردن بجملة هذه التحديات جميعاً، وأن يمضي باستحقاقاته على وقع ملفات خارجية وإقليمية، ولكن المطلوب في هذه المرحلة هو التصدي وتهدئة النقاش، والتنبه لما يحاول البعض تمريره أو العبث بالأردن وبخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
فالأردن ورغم هذه الاستحقاقات جميعاً، ما يزال يدرك أين يقف، وماذا يريد، ومبادئه واضحة وجلية، سواءً في مسألة دعم فلسطين، أو العمل على متانة جبهته، والمضي بخطاه الثابتة، نحو حاضر ومستقبل شعبه.
بدايةً، نتحدث عن الانتخابات والمشهد المحلي، حيث بدأت ملامح الخريطة الانتخابية تتوضح في ضوء قوانين الإصلاح السياسي، وهذا الاستحقاق هو تعبير عن الثقة الأردنية المطلقة بالمؤسسات الدستورية ومؤسساتنا الأمنية، وهو تأكيد على أن الأردن وطن مؤسسات قوي.
أما في ما هو منتظر من ملفات إقليمية، وبخاصة مسألة النزعة الإسرائيلية اليمينية الحالية.. فهي مسألة لها ارتباط باستحقاق الانتخابات الأميركية التي يبدو أنها باتت واضحة، فأميركا اليوم بين رؤيتين ديمقراطية وجمهورية.. والبعض قلق من مسألة عودة ترمب، وآخرون يتحدثون عن مشاريع تصفوية بخاصة بعد السابع من أكتوبر مرتبطة بالجمهوريين.
وهذا القلق مشروع، بخاصة وأننا في إقليم بلغ فيه الاستقطاب درجات غير مسبوقة.. وهو استقطاب ينتظر ما سيقرره الأميركيون وما تملك الإدارة الأميركية المقبلة من مقاربات للمنطقة.
وسط هذه المقاربات وجب التذكير بأن القلق مشروع، ولكن الأردن دولة قوية ولها علاقات عابرة للإدارات الأميركية في الأبعاد الاقتصادية والأمنية، وهناك شراكة واضحة معالمها، وأن الأردن قادر على التصدي لأيّ طرح يتناقض وأولوياته ومصلحته العليا.
وقد جربنا أكثر من مرة محاولات فرض مقاربات لا تتفق ومصالحنا العليا، وثقة الأردنيين بقيادتهم الهاشمية، أثبتت على مدار سنوات مضت، أن صالح الأردن ومصالحه مصونة بحكمة وقوةٍ، ورصيد دبلوماسي بنته جهود جلالة الملك عبدالله الثاني.
نعم، البعض وسط هذا الجدل والنقاش يحاول بث الوهن أو الإحباط لدى الناس.. ولكن على النخبة الوطنية بث الطمأنينة بين الأردنيين، فهذا الوطن قوي بحضوره، وجغرافيته، وطرحه وقيادته الهاشمية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-07-2024 01:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |