حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,17 سبتمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16158

هل يكون الرد الإيراني مفتاحا لحرب إقليمية؟

هل يكون الرد الإيراني مفتاحا لحرب إقليمية؟

هل يكون الرد الإيراني مفتاحا لحرب إقليمية؟

04-08-2024 08:30 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في وقت أصدر فيه المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، الذي يقع على عاتقه القرار النهائي في بلاده، أمرا للقوات العسكرية الإيرانية بضرب الكيان الصهيوني على نحو مباشر، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، أوضح مراقبون، ان آلية الرد الإيرانية ستشكل فارقا كبيرا هذه المرة في الأحداث الجارية في المنطقة.


ورأى هولاء، أن قياس الاستجابة الصحيحة لطريقة الرد الإيراني على جريمة اغتيال هنية، تتمثل بعدم دفع طهران إلى خوض حرب شاملة، وما وضع فيه رئيسها الجديد مسعود بزشكيان، هو على غرار وضع فيه قادة سابقون منذ انطلاق الثورة الإيرانية وحتى وفاة الرئيس الإيراني السابق في حادث طائرة، وهذا بدوره، سيلقي عليه بأعباء كبرى، منذ يومه الأول لتسلمه منصبه، في وقت يرتب فيه برنامج أيامه المقبلة لإدارة بلاده، في ظل وعده بأنه سيعمل على خلق حالة من التوازن في علاقات إيران مع العالم، متطلعا في نطاق هذا التصور، إلى تخفيف العقوبات عليها.

النائب الأسبق د. هايل الودعان الدعجة، قال "يفترض بأن يكون الرد الإيراني حتميا ومحسوما ونوعيا، بعد ما وجه الكيان الصهيوني إهانة كبرى لإيران، وفي قلب عاصمتها طهران، وخلال غمرة احتفالها بتنصيب رئيسها بزشكيان، بتنفيذ هذا الكيان المجرم، عملية اغتيال لضيف على إيران، جاء يشاركها احتفالها بهذا التنصيب".


وراى الدعجة، أن "هذا الفعل الصهيوني، ضربة موجعة ومحرجة لإيران اخترقت منظومتها الأمنية والدفاعية، وأظهرتها ضعيفة، وهي التي اعتادت أن توجه رسائل تفيد بأنها أضحت قوة اقليمية، يحسب لها ألف حساب، لكن الضربة التي تلقتها هذه المرة، استهدفت قوتها وكبرياءها وكرامتها، ووصلتها رسالة الكيان، التي مفادها بان يده طويلة، وقادرة على الوصول الى اي هدف، ليس لاذرعها حسب، بل ولها نفسها وفي قلب طهران".


وأضاف الدعجة، أن "الكيان أيضا، لم يكن ليوقف استهداف كل ما يمت بصلة إلى إيران، بخاصة استهدافه لقيادات عسكرية وسياسية مهمة لحليفها حزب الله في لبنان، وآخرها شخصية عسكرية بحجم فؤاد شكر الذي يعتبر الرجل الثاني في الحزب".


وزاد "عليه؛ فإن المنطق يحتم على إيران الرد وبقوة، وفي نطاق هجوم شامل وموسع ونوعي وكثيف، تشاركها فيه اذرعها المسلحة في المنطقة كافة وفي توقيت واحد، لتوجيه ضربة قوية وصاعقة، تكون بحجم حالة الخوف والرعب والقلق التي يعيشها الكيان الصهيوني حاليا، لتغدو درسا له بعدم التجاسر عليها وعلى وكلائها، أو إهانتها مرة أخرى".


وأفاد أن الكيان الذي يستهدف قيادات إيران العسكرية والسياسية المهمة وكذلك ضيوفها، يبدو أنه قدم فرصة لإيران، وحان وقت استثمارها لتثأر لكرامتها وتنتقم لنفسها، بخاصة وان الانطباع المأخوذ عنها، هو انها قوة كبيرة، تمتلك ترسانة عسكرية نوعية، قادرة على الوصول الى المناطق العسكرية، وبالذات بعد نجاح مسيرات الهدهد التابعة لحزب الله خلال ثلات مرات بمسح مناطق عسكرية مهمة وحيوية فيها مواقع للكيان، باتت اليوم في مرمى نيران ما يسمى بمحور المقاومة.


وأتم: "أن إيران أمام تحد لرد اعتبارها والانتقام لمكانتها بعد هذه الإهانة، فاختراق الكيان لمنظومتها الأمنية والدفاعية، أظهرها هشة وضعيفة، ومن دون رد عليه تثبت فيه مدى قوتها وطول يدها في الوصول اليه، فستبقى تعاني من تكرار هجماته عليها، وستترك انطباعا بشأن قوتها، وبأنها مجرد ظاهرة صوتية ليس أكثر في حال عدم الرد، وانه حان آوان الانقضاض عليها بدعم أميركي غربي، باعتبارها مستهدفة أيضا من المعسكر الغربي".


من جهته، بين أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة اليرموك، د. محمد خير الجروان، أنه "عند تناول خيارات الرد المتاحة لإيران، لا بد من الإشارة إلى أزمة إستراتيجية يعيشها المحور الإيراني وحلفاؤه في المنطقة، تكشفت منذ اغتيال قاسم سليماني وصولا إلى اغتيال القائد في حزب الله فؤاد شكر وهنية، والتي قد لا تكون الأخيرة لقيادات، ترتبط بالمشروع الإيراني وامتداداته في المنطقة".


وبين أن "إيران فقدت مصداقيتها، وبات هناك أزمة ثقة بشأنها بين حلفائها حول عمليات الاغتيال التي نفذها الكيان، أكان فوق الأرض الإيرانية أو مس بها حلفائها، ولا اعتقد بأن حربا شاملة يمكن أن تقوم بسبب اغتيال هنية، فإيران في ردها المرتقب، معنية بالحفاظ على نفوذها ومكانتها ومصالحها وصورتها، أكثر من أن يكون الرد مجرد انتقام، أو حتى لحفظ ماء الوجه، وضبط معادلة الردع مع الكيان".


وتابع الجروان، "تفيد المعطيات القادمة من إيران، أنه مع انتخاب رئيس جديد لها، يحمل على رأس أولوياته، تحسين علاقات بلاده بالعالم الخارجي، والوصول الى اتفاق جديد حول البرنامج النووي لطهران، كعلاج لمشاكلها الداخلية، أن إعادة تقييم أولوياتها ومصالحها الإقليمية والدولية في ظل السياسة العامة للمرشد خامنئي، هو الطريق الذي ستنتهجه".


وأفاد "من هنا، فإن إيران ستراعي حدود ردها العسكري ضمن هذه المعطيات، على نحو يكون فيه ردها أوسع من ضربات عسكرية تنفذها ضد الكيان، جراء هجومه الذي شنه على قنصليتها في دمشق من ناحية، وبشكل لا يجرها إلى حرب إقليمية، تعلم مسبقا بأنها أكبر الخاسرين فيها، بغض النظر عن نتائجها من ناحية أخرى".


واستكمل، كما يمكن أن يكون التنسيق مع حلفاء إيران في لبنان واليمن والعراق وسورية، ونوعية الأسلحة والتقنيات العسكرية المستخدمة، وطبيعة الأهداف داخل العمق الصهيوني، محددات يرتكز عليها الرد الإيراني المرتقب، مع عدم استبعاد تدخل الولايات المتحدة الأميركية التي عززت من وجودها العسكري، على نحو غير مباشر، باستهداف حلفاء إيران في المنطقة العربية، وبشكل خاص حزب الله في لبنان، إذا ما كانت لبنان هي الجبهة الرئيسة التي سيستند عليها رد إيران العسكري".


بدوره، قال المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، إن "آلية الرد الإيراني على جريمة اغتيال هنية، ستشكل فارقا كبيرا هذه المرة، فقياس الاستجابة الصحيحة لطريقة ردها، تتمثل بالا تندفع إلى حرب شاملة، وهذا أمر يلقي بعبء على رئيسها الجديد، كما كان عليه الأمر مع قادة سابقين منذ الثورة الإيرانية، ما سيفرض عليه أزمة كبرى منذ أول يوم له في منصبه، بخاصة وأنه وعد بإعادة التوازن للعلاقات الخارجية، وتخفيف العقوبات عن بلاده".


وأضاف الحجاحجة إن "الرئيس بزشكيان، يرى بأن اغتيال هنية ضربة شخصية له، وصرح بأن طهران ستجعل الكيان يندم على تصرفه، متوقعا سيناريوهين للرد؛ الأول تنفيذ عملية محدودة عبر ضرب شمال كيان الاحتلال، أو استهداف قاعدة عسكرية أميركية في العراق، إذ ترى طهران بأن واشنطن متواطئة في الاشتراك بتنفيذ جرائم الكيان، أو تنفيذ رد محدود بتوجيه ضربات ضد أهداف بحرية في الخليج العربي، كاستهداف سفن وحاملات طائرات وناقلات نفط تابعة لدول غربية".


اما السيناريو الثاني، بحسب الحجاحجة، فـ"يتضمن تحركات واسعة النطاق من جانب طهران، وتوجيه ضربة مباشرة له، بالاشتراك مع محور المقاومة، ممثلا باليمن وسورية والعراق ولبنان".


الغد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا









طباعة
  • المشاهدات: 16158
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-08-2024 08:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم