حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6108

ذهب إسماعيل وجاء يحيى: أسماء أنبيائنا ومدلولاتها

ذهب إسماعيل وجاء يحيى: أسماء أنبيائنا ومدلولاتها

ذهب إسماعيل وجاء يحيى: أسماء أنبيائنا ومدلولاتها

07-08-2024 10:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رائد القاضي

تعتبر أسماء الأنبياء في الإسلام جزءًا مهمًا من تاريخ النبوة والدلالات الرمزية التي تحملها. لكل نبيٍّ خصائصه الفريدة، ومعاني عميقة ترتبط باسمه، وطريقته في تنفيذ رسالته.


حيث نركز هنا على نموذجين بارزين: إسماعيل ويحيى، ودلالات أسمائهم في سياق رسالتهم.


إسماعيل: رجل الدعوة والحوار
إسماعيل، عليه السلام، هو نبيٌ وابن نبي الله إبراهيم، عليه السلام. يُعرف بصبره وطاعته المطلقة لله، التي ظهرت بوضوح في قصة التضحية المعروفة. لكن إسماعيل ليس فقط رمزًا للتضحية، بل هو أيضًا مثالٌ للصدق، الدعوة، الحوار، والتفاوض.


في القرآن، يُذكر إسماعيل بأنه كان صادق الوعد وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًا:


```
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)
```
(مريم: 54-55)
في معجم اليوم، يمكننا القول إن إسماعيل كان رجل دعوة وحوار وتفاوض، يسعى للإجماع والتوافق بين الناس، مستخدمًا الصدق والصبر كوسائل لتحقيق ذلك. كان يعمل بلا كلل لإرشاد أهله وأمته إلى طريق الحق، ما يجعله مثالًا للقيادة الرشيدة والحكمة.


يحيى: رمز القوة والثأر
يحيى، عليه السلام، هو نبيٌ وابن نبي الله زكريا، عليه السلام. جاء يحيى ليأخذ الكتاب بقوة، ما يعكس روح التحدي والإصرار على التمسك بالحق مهما كانت التحديات. يُعرف يحيى بالتقوى والبركة منذ ولادته، وكان يقف بحزم ضد الظلم والطغيان.


عندما ننظر إلى دلالة اسم يحيى، نرى نبيًا لم يكن جبّارًا عصيًّا، بل كان تقيًّا وصاحب موقف صلب:


```
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ٱسْمُهُۥ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُۥ مِن قَبْلُ سَمِيًّا (7) وَحَنَانًۭا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةًۭ ۖ وَكَانَ تَقِيًّۭا (13) وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّۭا (14)
```


(مريم: 7، 13-14)
عاد يحيى بلغة الثأر، ليمثل الجانب الآخر من رسالة الأنبياء، الجانب الذي يحارب الفساد والظلم بكل قوة. حيث حاول أعداؤه قطع رأسه، ولكنه عاد ليقطع رؤوسهم، رمزًا للثبات والإصرار على تحقيق العدالة.


لكل امرئ من اسمه نصيب


القول المأثور "لكل امرئ من اسمه نصيب" يتجلى بوضوح في قصتي إسماعيل ويحيى. إسماعيل كان رمزًا للطاعة والحوار، بينما يحيى جاء بقوة وثبات. كل منهما جسّد جانبًا مختلفًا من الرسالة النبوية، ليكملا معًا صورة متكاملة للنبوة في الإسلام.


إسماعيل ويحيى، كلاهما كانا أدوات لتنفيذ مشيئة الله، كل بطريقته الخاصة، وكلٌ حسب دوره في تاريخ الرسالات السماوية. يجسد إسماعيل الدعوة والحوار، بينما يجسد يحيى القوة والثبات، ليكونا مثالين حيّين على التنوع في الرسالة الإلهية وأدوار الأنبياء في تحقيقها.


في النهاية، تجسد قصة هذين النبيين العظيمة التوازن بين الرحمة والعدالة، بين الحوار والقوة، وبين الدعوة والثبات، مما يعطينا دروسًا خالدة في كيفية التمسك بالحق والسعي لتحقيق العدالة في حياتنا ولعل هذه الرواية نراها تتكرر في ايامنا هذه ليحق الله الحق ولو كره الكافرون.


ولله الامر من قبل ومن بعد …….








طباعة
  • المشاهدات: 6108
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-08-2024 10:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم